نشر بتاريخ: 12/05/2017 ( آخر تحديث: 12/05/2017 الساعة: 11:23 )
القدس- تقرير معا - مع دخول إضراب الأسرى عن الطعام أسبوعه الرابع وشح المعلومات عن الأسرى المضربين يزداد القلق على حياتهم وتختلف صور التضامن معهم من قبل أهاليهم، فيجدون مقر الصليب الأحمر بالقدس متنفسا للتعبير عن تضامنهم، ومكانا للقاء بعضهم البعض والحديث عن قضيتهم العادلة ومطالب الأسرى المشروعة، مع محاولة سلطات الاحتلال اخماد ومنع أي صوت تضامني مع الاسرى ينطلق من المدينة.
وفي لقاء مع أهالي الأسرى المقدسيين، يبدو واضحا مدى القلق والحزن والغضب على ما يعانيه أبناؤهم داخل سجون الاحتلال.
واوضح عايد الطويل والد الاسيرين زيد وسيف الطويل أنه أضرب عن الطعام لمدة 3 ايام تضامنا مع الأسرى، ويقول:"مع بدء الأسرى إضرابهم عن الطعام أردت أن أعيش ذات الظروف التي يعيشها أبنائنا الأسرى، وعندما وصلت لليوم الثالث شعرت بصعوبة الوضع وصعوبة ما يعانيه أبنائنا".
ووصف ما يعانيه الأسرى المضربون وقال :"في اليوم الثالث أصبحت في حالة شبه غيبوبة ولا استطيع الحركة، فكيف حال أسرانا بعد مرور هذا الوقت".
وأضاف الطويل:" حتى بعد انتهاء إضرابي عن الطعام، لا نستطيع كعائلة أسرى ان تتناول طعامنا لأننا نتذكر أبنائنا الاسرى، كما اننا لا نشعر براحة ولا اكل ولا نوم خاصة في ظل شح الأخبار عن أوضاع أبنائنا الأسرى".
أما الدة الأسير المقدسي وسيم الجلاد المحكوم بالسجن 15 عاماً-قضى منها 12 عاما ونصف- أوضحت أن نجلها ابلغهم بأنه سينضم للإضراب باليوم العاشر ومع دخول الأسبوع الرابع لمعركة الامعاء الخاوية لا أخبار تصلهم عن أبنائهم.
وقالت الجلاد :"في زيارته الأخيرة سأل عن التضامن الشعبي مع الإضراب والأسرى حيث كان قد مر عدة أيام على الاضراب، وشددنا على أهمية تفعيل مساندة الأسرى والتضامن معهم بشكل أكبر، ويجب ان لا تقتصر الاعتصامات لأهالي الأسرى فقط، لأن أبنائنا يخوضون معركة ويحب علينا نحن بالخارج مساندتهم حتى تحقيق مطالبهم الانسانية".
وأضافت الجلاد:"نعيش على أعصابنا.. أصوم للتضامن مع الأسرى، أعيش في قلق وخوف عليه وعلى بقية الأسرى وأنا شجعته على خوض الإضراب كبقية الأسرى".
من جهتها أوضحت والدة الأسير شادي الشرفا المحكوم بالسجن 20 عاما -قضى منها 15 عاما-، أن ابنها بدأ إضرابه عن الطعام منذ اليوم الأول، وهذا سادس إضراب يخوضه منذ اعتقاله وكان آخره تضامنه مع الاسير "بلال كايد"، وقالت:"أن هذا الإضراب يختلف عن سابقيه هو إضراب موحد للحركة الأسيرة في ظل هجمة إسرائيلية عليهم".
وطالبت الشرفا بزيادة التفاف الجماهيري المحلي والعالمي مع الأسرى وتمنت ان يصل صوتهم لكل العالم.
وقالت الشرفا :"ابني مدرسة للأسرى الجدد، شادي قوي وصمد في التحقيق وطوال سنوات اعتقاله وفي اضراباته السابقة، هذه فترة صعبة نتألم فيها لكنها فترة ستمضي وسينتصر أسرانا، وأبنائنا أقوياء بإرادتهم رغم ما يتعرضون له".
الأسير صهيب الاعور المحكوم بالسجن لمدة 4 سنوات بدأ كذلك اضرابه عن الطعام منذ اليوم الأول ، وقالت والدته :"حياتنا في المنزل شبه متوقفة انتظر أي فعالية للأسرى للمشاركة فيها لدعم صهيب وبقية الأسرى، ويجب إعلاء صوت الأسرى عاليا.. لن نرتاح ولن يهدأ لنا بال حتى نتمكن من زيارة ابنائنا ونتمى أن تتحقق مطالبهم."
وكحال باقي أهالي الأسرى المقدسيين تحرص والدة الأسير محمد شيوخي والشهيد علي على المشاركة في كافة الفعاليات التي نظمت بمدينة القدس منذ اليوم الأول لإضراب الأسرى عن الطعام وتقول:"كل الأسرى أولادي وعلينا ان نقف معهم ونعلن تضامننا معهم، لأن قضيتهم عادلة ومطالبهم إنسانية، فهم لا يطالبون بالترفيه هم يطالبون بأبسط حقوق "العيش بكرامة خلال أسرهم"، وقالت :"أبنائنا في قبور للأحياء".
أما والدة الأسير المقدسي محمود عبد الرؤوف محمود قالت:" صبر وثبات الأسرى يمدنا بالقوة والشجاعة، نحن معهم بكل الظروف والأوقات ولن نكل ولن نمل حتى تحقيق مطالب أبنائنا داخل السجون."
من جهتها أعربت والدة الأسير علي مشاهرة – المحكوم بالسجن 15 عاماً- عن قلقها على وضعه نجلها وقالت:" لقد أمضى علي معظم محكوميته وعدة أشهر وسيتحرر بإذن الله هذا ليس الإضراب الأول له لكن خلال فترة الإضرابات يزداد قلقنا على أبنائنا خاصة وأنه يعاني من ضغط بالدم."
أهالي الشهداء يتضامنونوقال محمد عليان -والد الشهيد بهاء، أطلقت مع بداية الاضراب عن الطعام حملة "إسناد الأسرى" على صفحة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وقال :"كل مواطن في البلاد وخارجها بإمكانه الإعلان عن خطوة ذاتية للتضامن مع الأسرى مهما كانت متواضعة حتى لو إضراب يوم أو رفض تناول وجبة واحدة كتضامن مع الأسرى أو حتى الإضراب في المنزل والامتناع عن العمل..هي خطوات صغيرة لكنها تخلق لدينا دوافع وانتماء للحركة الأسيرة وقد تتطور لخطوات ثانية، وإضراب العائلات في المنزل هو بحد ذاته تذكير لقضية الأسر، هذه الخطوات البسيطة قد يكون لها الأثر الايجابي للاسرى وعائلتهم، ونحن نحث على الخطوات الفردية"، مشيرا الى أن مساندة الاسرى لا تقتصر على التواجد في خيام الاعتصام حتى لو بالمنزل نتمكن من ذلك.
وقال عليان :"ابني شهيد وأطالب بوحدة الوجع..وجع ام الشهيد وأم الاسير هو ذاته".
أما سهى أبو خضير – والدة الشهيد محمد أبو خضير- فتحرص هي وزوجها على المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى وتقول:"لا يوجد لدي ابن أسير لكن يوجد لدي شهيد، فالألم واحد وأشعر بألم أهالي الأسرى، فقد ابعد عني أبني للأبد، ووالدة الاسير ابنها بعيد عنها لفترة وخائفة عليه، ولا تعرف وضعه هذه الايام الصعبة."
وأضافت :"الوقوف مع أهالي الأسرى وقفة جماعية يساعدهم ويضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق مطالبهم حتى الإفراج عنهم".
تقرير ميساء ابو غزالة