27 يوماً.. الأسرى المضربون يواصلون "معركة الكرامة"
نشر بتاريخ: 13/05/2017 ( آخر تحديث: 14/05/2017 الساعة: 09:13 )
رام الله- معا- رغم خطورة الأوضاع الصحيّة للأسرى المضربين عن الطعام، وما يتعرّضون له من قمع إدارة السّجون والتّنكيل بهم في محاولة منها لفك إضرابهم، إلا أن أكثر من 1300 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصلون لليوم الـ 27 "معركة الحرية والكرامة"، بدعم جماهيري ودولي واسع.وأوضحت اللجنة الوطنية لإسناد معركة الحرية والكرامة، أن 11 أسيراً في سجن "جلبوع" انضموا أمس للإضراب المفتوح عن الطعام نصرة لرفاقهم الأسرى.
وأشارت إلى أنه حتى، اليوم السبت، لم تتمّ أية مفاوضات بشكل رسمي بين إدارة مصلحة سجون الاحتلال والأسرى المضربين، ولكن هناك رسائل يبثّها ضباط مصلحة السّجون بين الأسرى أنه سيتم نقاش مطالبهم، والأسرى بدورهم يؤكدون رفضهم القاطع للدخول في أية مفاوضات دون قيادة الإضراب، وفي الوقت ذاته، تتواصل الفعاليات المساندة للأسرى المضربين عن الطعام، وارتقاء الشهيد سبأ عبيد (22 عاما)، برصاص جنود الاحتلال، في إحدى المسيرات القريبة من نقاط التماس بقرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
يذكر أن نحو 1500 أسير بدأوا إضرابا عن الطعام في 17 نيسان الماضي، للمطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، وأبرز: إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية المشروعة.
فيما أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع لـ معا، ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي "جلعاد إردان" رفض اقتراح ادارة مصلحة السجون ببدء التفاوض مع قادة إضراب الأسرى في سجون الاحتلال المتواصل لليوم الـ 26 على التوالي.
وتابع قراقع:" ان اردان الذي يتخذ موقفا عدائيا من الاسرى يشترط فك الاضراب قبل البدء في اي مفاوضات مع قيادتهم".
وفي ذات السياق، دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، المجتمع الدولي، إلى بذل جهود فورية استجابة لمناشدات الأسرى المضربين عن الطعام، والضغط على إسرائيل لوضع حد لمعاناتهم الانسانية.
وجاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها السفير منصور، إلى رئيس مجلس الأمن "الأوروغواي"، ورئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن استمرار غطرسة الإحتلال الاسرائيلي وتماديه في انتهاك حقوق وقمع حريات الشعب الفلسطيني وتصعيد ممارساته غير القانونية الممنهجة في ظل ما يقرب من خمسة عقود من الاحتلال .
وقال منصور في رسائله إن المدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال، يتعرضون بشكل يومي للقتل والأسر والإذلال من قبل إسرائيل التي تواصل استخدامها للقوة المفرطة والعشوائية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، حيث قامت قوات الاحتلال بقتل الطفلة فاطمة عبد الرحمن حجيجي (16 عاما) بدم بارد في القدس الشرقية.
وأضاف: بعد إجراء تحقيق في الحادث، أشارت "بتسيلم" إلى أن حجيجي الذي توقفت على بعد عدة أمتار من قوات الاحتلال لم تشكل أي خطر يذكر عليهم، ولكنهم رغم ذلك قاموا بقتلها مطلقين عشرين عيار ناري اخترق جسدها الصغير، ما يدل على منهجية اسرائيل في اتباع سياسة القتل المتعمد للمدنيين الفلسطينيين واستهداف الأطفال الأبرياء.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية تحرض على قتل الفلسطينين الأبرياء، "إن اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تتعمد تجريد الفلسطينيين من انسانيتهم وزهق أرواحهم بلا رحمة وبلا حساب".
وأضاف منصور أن اسرائيل تتمادى في سياسة العقاب الجماعي وتقوم بهدم المنازل ومنع التجول وبناء نقاط التفتيش والإغلاق وبناء المستوطنات غير القانونية على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتجاهل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون، حيث حاول هؤلاء المجرمون في الشهرين الماضيين قتل أكثر من خمسة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و 8 و 17 سنة، بشكل متعمد ومخطط له.
أما بالنسبة لقطاع غزة، حذر منصور أن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها اسرائيل من خلال فرض حصارها غير القانوني وغير الأخلاقي يزيد من معاناة ما يقرب من مليوني نسمة من أبناء شعبنا الفلسطيني هناك، وأن هذا الحصار خلق أزمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية مزرية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت أزمة الكهرباء في غزة أكثر خطورة خلال الشهرين الماضيين، مما أجبر المستشفيات على تقليص الخدمات في محاولة للحفاظ على إمدادات الوقود المحدودة، وإرغام بعض المستشفيات على تعليق الخدمات الحيوية، ما يعرض آلاف الأرواح للخطر.
وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية مهاجمة قطاع غزة المحاصر، حيث هاجمت الزوارق العسكرية الصيادين الفلسطينيين الذين كانوا يبحرون داخل منطقة الصيد التي تقع على بعد ستة أميال بحرية من ساحل قطاع غزة. وعلاوة على ذلك، فإن الطائرات الإسرائيلية تسقط القنابل بشكل روتيني على الشعب الفلسطيني في غزة وتلجأ إلى رش مواد كيميائية سامة ومبيدات خطرة على المزارع في وسط وجنوب القطاع.
أما بشأن معاناة الأسرى والأسرى المضربين عن الطعام، قال منصور إن أي فلسطيني يطمح إلى الحرية ويرفض الاحتلال الاسرائيلي وهيمنته، تعتبره اسرائيل مذنبا والدليل على ذلك آلاف الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل إلى الان والذين يتعرضون لمعاملة قاسية، بما في ذلك الضرب والاستجواب القسري وحتى التعذيب، ما يسبب صدمات بدنية ونفسية تؤثر عليهم مدى الحياة.
وعلاوة على ذلك، وبدلا من الالتزام بالقانون الدولي فيما يتعلق بمعاملة الأسرى، قررت اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تشويه صورة أبناء شعبنا وإساءة معاملتهم ونعتهم "بالإرهابيين". حيث تتدعي اسرائيل أن 800 ألف أسير فلسطيني اعتقلتهم منذ بدء احتلالها هم أيضا "إرهابيون". وهذا النوع من الأكاذيب والحملة الدعائية التي يقودها القادة الاسرائيليون و الإعلام الاسرائيلي بشأن ما يسمى ب "تمويل الإرهابيين من جانب السلطة الفلسطينية" يشير إلى نفس النوع من السلوك الهمجي الاسرائيلي غير القانوني الذي من خلاله تقوم السلطة القائمة بالاحتلال بإلقاء اللوم على المدنيين الذي يعيشون ويلات الاحتلال لتتجنب أي مساءلة عن انتهاكاتها المستمرة لحقوقهم، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير. وقال منصور "نحن نرفض هذه السلوك الاستعماري وجميع الذرائع والأكاذيب الخالية من الحقيقة ونناشد المجتمع الدولي أن يفعل الشيء نفسه".
وناشد السفير منصور المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لتعترف بأن الظلم والقمع هما سبب الصراع، وأن إنهاء احتلالها الذي دام خمسة عقود وسياساتها غير المشروعة تجاه الفلسطينيين هو الطريق الوحيد إلى السلام والأمن والحرية.
وحذر مدير مركز الأسرى للدراسات د. رأفت حمدونة، من التدهور الصحى الحاد في اليوم الـ 27 على التوالى من اضراب الأسرى، والحملة التي تشنها إدارة مصلحة السجون بالتعاون مع جهاز الأمن الشاباك والحكومة الاسرائيلية بحقهم على كل المستويات.
وقال د. حمدونة، إن هنالك منظومة اسرائيلية متكاملة سياسية وأمنية واعلامية تمارس الضغوط والتشويه والتهديد في فترة حرجة من اضراب الأسرى، مطالبا بأهمية تصاعد الفعل الضاغط على الاحتلال فلسطينياً وعربياً ودولياً والموازى لعذابات الأسرى لانقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.
وأضاف أن أوضاع الأسرى المضربين في خطر في أعقاب حالة التدهور الصحى الكبير بسبب الممارسات الاسرائيلية بحقهم حيث عمليات النقل المستمرة والمرهقة، والعزل في زنازين مظلمة، وعدم الرعاية والعناية الطبية لأوضاعهم، واشتراطات وزير الأمن الداخلي "أردان" بعدم التفاوض مع الأسرى قبل فك اضرابهم، وتجاهل مطالبهم.
وبين د. حمدونة أن إدارة السجون عليها ان تتعاطى مع مطالب الأسرى الأساسية والانسانية، مؤكداً أن الأسرى لجأوا للاضراب المفتوح عن الطعام بعد استنفاذ كافة الخطوات النضالية التكتيكية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين سلطات الاحتلال واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين.