الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المركز الفلسطيني للحريات الإعلامية (مدى): أكثر من مائتين وخمسين انتهاكا للحريات الإعلامية خلال عام 2007

نشر بتاريخ: 08/01/2008 ( آخر تحديث: 08/01/2008 الساعة: 15:24 )
نابلس- معا- يعتبر العام الماضي من أسوأ الأعوام التي مرت على الاعلام الفلسطيني منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1993, فقد شهد ما يزيد على مائتين وخمسين انتهاكا للحريات الإعلامية, أكثر من نصفها وأسوأها ارتكب من أطراف فلسطينية, خاصة في شباط, أيار, وحزيران, وتشرين الثاني, بسبب احتدام الصراع بين حركتي فتح وحماس, والذي تعمق بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في منتصف حزيران الماضي.

فقد تم إعدام ثلاثة إعلاميين (سليمان العشي ومحمد عبدو من صحيفة فلسطين, وعصام الجوجو من الموقع الإخباري فلسطين مباشر), وتم الاعتداء على العشرات, واحتجاز, اعتقال، وتهديد الكثير من الصحفيين, وتم الاستيلاء على مقرات مؤسسات إعلامية, ومصادرة أو تدمير معداتها, ومنع بعضها من العمل مثل:تلفزيون فلسطين, إذاعة صوت العمال, إذاعة صوت فلسطين, إذاعة صوت الحرية, إذاعة صوت الشعب..الخ في مدينة غزة, مكتب تلفزيون الأقصى في رام الله, إذاعة جبل النار, تلفزيون آفاق مكتب رواد للصحافة في نابلس, مكتب البيان للصحافة في سلفيت..الخ, ومنع صحف من الطباعة والتوزيع(فلسطين والرسالة في الضفة الغربية والصباح في قطاع غزة).

كما شهد العام الماضي استمرار ظاهرة خطف الصحفيين الأجانب رغم انخفاضها مقارنة بالعام الذي سبقه, حيث تم خطف (مصور وكالة فرانس برس خايمي رازوري ومراسل بي بي سي ألن جونستون الذي تعرض لأطول عملية اختطاف استمرت من 12/3-4/7), في حين تم خطف ستة صحفيين العام الذي سبقه, كما أدى الفلتان الأمني إلى مغادرة الصحفيين الأجانب لقطاع غزة, حيث قامت وسائل الإعلام الدولية بالاعتماد على المراسلين المحليين في تغطية الأحداث هناك.

بعض وسائل الإعلام العربية لم تنج من الانتهاكات خاصة في ظل الاتهامات التي كانت توجهها حركة فتح لقناة الجزيرة بالانحياز لحركة حماس واتهامات حركة حماس لقناة العربية بالانحياز لحركة فتح(تم تفجير مكتب العربية في شباط 2007).
ولأول مرة منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية تم تقديم صحفيين للمحاكمة على خلفية عملهم الصحفي(علاء الطيطي واسيد عمارنة من تلفزيون الأقصى), والإعلان عن مناطق عسكرية مغلقة لمنع الصحفيين من تغطية الأحداث التي تجري فيها خاصة مسيرات ومؤتمرات صحفية.

حملات التحريض في بعض وسائل الإعلام التابعة للطرفين تصاعدت بدورها ووصلت إلى درجة كبيرة من الإسفاف والابتذال والتشهير, خاصة في بعض المواقع الإخبارية الالكترونية, إضافة إلى كيل الاتهامات من العيار الثقيل, بما فيها الاتهام بالخيانة والتفريط بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني, لقد أدى هذا الوضع هبوط مستوى الإعلام الفلسطيني إلى مستويات متدنية, وتسارع ابتعاده عن المعايير المهنية, مما فاقم من مشاكله الكثيرة أصلا, كما حرم المواطن الفلسطيني من استقاء المعلومات الصحيحة من مصادر محلية في كثير من الأحيان, مما أدى إلى تواصل هروب القراء والمستمعين والمشاهدين المتابعة وسائل الإعلام العربية والأجنبية.

لقد أدى احتدام الصراع في الساحة الفلسطينية إلى تعزيز الاستقطاب في وسائل الإعلام, وانقسامها عاموديا خاصة بعد الانقسام الجغرافي الذي حدث على اثر سيطرة حماس على قطاع غزة, ومما زاد من حدة الاستقطاب ان وسائل الإعلام الموالية لفتح أو التابعة للسلطة الفلسطينية أصبحت ممنوعة من العمل في قطاع غزة, ووسائل الاعلام التابعة أو الموالية لحماس أصبحت ممنوعة من العمل في الضفة الغربية, وترافق ذلك مع ازدياد الضغوط على وسائل الإعلام القلية المستقلة للانحياز إلى احد الطرفين, الصحفيون أصبحوا في حالات كثيرة يخشون من تغطية الأحداث الداخلية ونشرها, خوفا من إغضاب طرفي الصراع, مما أدى إلى تعزيز الرقابة الذاتية لديهم ولدى إدارات المؤسسات الصحفية.

إن الانتهاكات الكثيرة جدا والخطيرة للحريات الإعلامية التي حدثت خلال العام الماضي, بالإضافة للقرارات والإجراءات التي تمنع التجمعات والتظاهرات السلمية، وضرورة الحصول على بطاقة صحفية من وزارة الاعلام التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة, قد مست بشكل خطير بحق المواطن والصحفي في حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية, الذي كفله القانون الفلسطيني الأساس وقانون المطبوعات والنشر, بالإضافة للمواثيق الدولية, خاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, لذلك لم يكن مفاجئا أن تحتل الأراضي الفلسطينية العام الماضي المرتبة 158 في التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة من اصل 169 دولة, حسب منظمة مراسلون بلا حدود, بينما احتلت المرتبة 134 في سنة2006.

إن إسرائيل كدولة محتلة كان ولازال يهمها حجب جرائمها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الفلسطينيين (ابرز الأمثلة على ذلك ما يحدث في قريتي بلعين وأم سلمونة, رغم إن ما يقوم الصحفيون بتغطيته هو نشاط سلمي أسبوعي وبمشاركة من نشطاء السلام في العالم, وحتى من إسرائيل نفسها) من هنا جاء استهدافها للصحفيين, من اجل ارهباهم وترويعهم, حتى يتوقفوا عن تغطية جرائمها وممارساتها المنافية لكل الأعراف والقوانين الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, إن ردود الفعل الدولية الفاترة وأحيانا غير المبالية, بانتهاك إسرائيل للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, قد شجعها على مواصلة انتهاكاتها في هذا المجال منذ سنوات طويلة, بل والتمادي فيها.

لقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكها للحريات الإعلامية على مدار العام الماضي, وكان أخطرها محاولة قتل مصور قناة الأقصى عماد غانم أمام أعين المشاهدين في بث حي على قناة الجزيرة مباشر, كما واصلت اعتداءاتها على الصحفيين خاصة أثناء تغطيتهم للمظاهرات السلمية المناهضة لبناء جدار الفصل العنصري واقتحاماتها المتكررة للمناطق والمدن الفلسطينية, كما واصلت اقتحاماتها لمقرات وسائل إعلامية خاصة في مدينة نابلس حيث قامت بمصادرة معدات وإغلاق محطات تلفزيونية, واعتقال صحفيين وتقديمهم للمحاكمة أو تحويلهم للاعتقال الإداري, كما واصلت الحد من قدرة الصحفيين على التنقل وتغطية الأحداث, ومنع العديد منهم من السفر, ومنعت دخول الصحف الصادرة في الضفة الغربية إلى قطاع غزة لفترات متفاوتة.

إن عدم ملاحقة ومحاسبة المعتدين على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وتقديمهم للعدالة في السنوات السابقة, سواء من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي, قد ساهم في زيادة الانتهاكات الإعلامية خلال العام الماضي.
إننا وإذ نعرب عن إدانتنا الشديدة لكافة الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية, فإننا نأمل أن يشهد العام الحالي تحسنا كبيرا على وضع حرية الرأي والتعبير, وتوقف انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية, رغم قناعتنا انه بدون انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية, وبدون سيادة سلطة القانون في الأراضي الفلسطينية, يصعب الحديث عن انخفاض جدي في انتهاك الحريات الإعلامية, لذا فان مركز مدى:
- يطالب حكومة سلام فياض وحكومة إسماعيل هنية المقالة باحترام حرية الرأي والتعبير وملاحقة المعتدين على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وتقديمهم للعدالة.
- يطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الصحفيين وملاحقة المسئولين عن الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى العدالة.
- يدعو الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية وعدم ممارسة الرقابة الذاتية.
وكل عام وكل الصحفيين في بلادنا وفي العالم بخير.
-----
انخفاض الانتهاكات الإعلامية خلال شهر كانون أول الماضي

شهد الشهر الماضي انخفاضا في انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية, خاصة من الجانب الفلسطيني, في حين ازداد حجم الانتهاكات الإسرائيلية قياسا بالشهر الذي سبقه, وذلك بسبب تصاعد الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال, خلال الشهر الماضي, خاصة في قطاع غزة ومدينة نابلس, مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

ملخص التقرير الشهري
(7/12) اعتقال مصور وكالة الاسوشيتدبرس إياد حمد, ومصور وكالة رويتر محمد أبو غنية, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدت عليهما بالضرب أثناء عملية الاعتقال, بحجة إعاقة عمل الجنود, وقد أطلقت سراحمهما بعد خمس ساعات, بعد ابلاغهما بقرار تقديمهما للمحاكمة, كما اعتدت على مصور وكالة الاسوشيتدبرس ناصر الشيوخي ومصور وكالة الأنباء الفرنسية موسى الشاعر, وذلك أثناء تغطيتهم لمسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني وبناء جدار الفصل العنصري في قرية المعصرة جنوب مدينة بيت لحم.

(11/12)- منع مجموعة من الصحفيين ومن ضمنهم مراسل التلفزيون الفلسطيني سعيد عياد ومراسل تلفزيون ANN منذر جادو, من تغطية لقاء طوني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية مع مسئولي الغرفة التجارية في بيت لحم من قبل حراسه.
(11/12)-إصابة مصور وكالة الاسويتدبرس يعقوب أبو غلوة برضوض نتيجة تساقط بعض الركام عليه بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على البناية التي كان يتواجد بها برفقة عدد من الصحفيين لتغطية اجتاح القوات الإسرائيلية لبلدة الفخاري جنوب قطاع غزة.

(12/12)- اقتحام محطة تلفزيون آفاق, مكتب النجاح للصحافة, ومكتب رواد للصحافة, في مدينة نابلس, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصادرة معداتها وأجهزتها, وإغلاق تلفزيون آفاق بحجة تأييده "لحركات إرهابية", والاعتداء على سامح قناديلو فني الإرسال في التلفزيون. يذكر ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قامت في الحادي والعشرين من شهر أيار الماضي باقتحام ثلاث محطات تلفزيونية ومحطتين إذاعيتين في مدينة نابلس, ومصادرة أجهزة بث ومعدات ومواد أرشيفية من مقراتها, مما أدى إلى تعطيل بثها, وهي تلفزيون جاما, تلفزيون آفاق, تلفزيون سنا, إذاعة القران الكريم, إذاعة جبل النار, كما اقتحمت تلفزيون نابلس وقامت بعملية تفتيش فيه ولم تصادر أية معدات, كما اخترقت موجات بث تلفزيون نابلس وإذاعة صوت النجاح, لبث بيانات عسكرية في الخامس والعشرين من شباط الماضي, وفي اليوم التالي اقتحمت تلفزيون السنابل واعتقلت مديره نابغ بريك وصادرت معداته, يذكر أن 8 محطات تلفزيونية و3 محطات إذاعية محلية تبث من مدينة نابلس.
(12/12)- اعتقال مصور قناة الأقصى في مدينة الخليل محمد حلايقة, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

(14/12)- اقتحام مقر شركة العنود للإنتاج الفني والتلفزيوني, في مدينة غزة, من قبل القوة التنفيذية, ومصادرة أجهزتها ومعداتها.

(14/12)- اعتقال الكاتب في صحيفة الحياة الجديدة عمر الغول, من قبل القوة التنفيذية حيث حضرت مجموعة مسلحة ملثمة إلى منزله في مدينة غزة وقامت باقتياده الى جهة مجهولة, بعد أن قامت بالاعتداء عليه بالضرب وتفتيش المنزل ومصادرة جهازي كمبيوتر, وكان الناطق باسم حماس قد نفى خبر اعتقال الغول في اليوم الأول, الا انه جرى التراجع عن ذلك في اليوم التالي, حيث أكد الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة أن الغول معتقل لديهم (ويجري التحقيق معه على مخالفات قانونية).

(16/12)- اعتقال مراسل قناة الأقصى في مدينة نابلس طارق أبو زيد, مصور عدد من محطات التلفزة المحلية سامي عاصي, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, وكان عاصي قد اعتقل أفرج عنه من السجون الإسرائيلية في العاشر من أيار الماضي بعد قضاء 38 شهرا في السجون الإسرائيلية.
(20/12)- إصابة مصور وكالة رويتر نهاد شناعة بجراح في ساقه اليمنى بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحامها لقرية المصدر في قطاع غزة.

(20/12)- إصابة مصور تلفزيون الأقصى رامي أبو دية, بجراح في رأسه من شظية صاروخ أطلقته مروحية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم المغازي في قطاع غزة.
(24/12)- استدعاء مصور وكالة APA عصام الريماوي من قبل جهاز الاستخبارات الفلسطيني, في مدينة رام الله, والتحقيق معه لمدة خمس ساعات, خاصة حول علاقته بقناة الأقصىالتابعة لحركة حماس.