نشر بتاريخ: 15/05/2017 ( آخر تحديث: 16/05/2017 الساعة: 01:06 )
رام الله- معا- أعرب الرئيس محمود عباس، عن أمله بأن يستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدعوة لتحقيق السلام، وقال: إننا جاهزون ونمد أيدينا للسلام، مشيرا إلى أنها فرصة ثمينة يجب على الجانب الإسرائيلي التقاطها قبل فوات الأوان.
وأضاف الرئيس في كلمة ألقاها في المركز الثقافي الإسلامي الهندي، اليوم الاثنين، بحضور قيادات الأحزاب وأعضاء البرلمان، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين وعدد من الشخصيات الاعتبارية الهندية، إن ما نسعى إليه هو تطبيق حل الدولتين على حدود 1967، أي دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، بعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
وتابع الرئيس: إننا في فلسطين حريصون على تطوير العلاقات الثنائية مع الهند الصديقة، وحريصون على تبادل الأفكار ووجهات النظر حول مختلف القضايا، ووجودي هنا اليوم هو لإطلاع القيادة الهندية على آخر المستجدات السياسية في فلسطين، وفي الإقليم.
وأكد الرئيس أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين الهند وفلسطين، مشيرا إلى أهم فرص التعاون الاقتصادي بين الهند وفلسطين، وهي التعاون وبناء الاتفاقيات في مجال السياحة، وبخاصة السياحة الدينية إلى فلسطين التي تضم المقدسات للديانات السماوية، حيث يمكن لوكالات السياحة الهندية والفلسطينية أن تؤسس تعاوناً مثمراً في هذا المجال الهام.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
سعادة الأستاذ سراج الدين قريشي، رئيس المركز،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
يسرني أن ألتقي بكم اليوم هنا في هذا الصرح الثقافي الإسلامي الهندي، الذي هو تجسيد حقيقي لفكر ورؤية الزعيم الهندي العظيم المهاتما غاندي الذي أسس الدولة الهندية على فكرة التعددية الدينية والثقافية، ليحفظ للأمة الهندية وحدتها واستقرارها ونسيجها الاجتماعي.
فالهند اليوم، دولة ذات وزن كبير في الساحة الدولية، واستطاعت أن تبني بلاداً متقدمة، واقتصاداً قوياً في زمن قصير، فهنيئاً لكم، أيها الأصدقاء في الهند بهذه النجاحات، وهذه التعددية السياسية والديمقراطية الرائعة.
أصحاب السعادة،
كما تعلمون سألتقي غداً فخامة الرئيس برناب موخرجي، وكذلك دولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لكي نعمل معاً من أجل تطوير وتعزيز العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين.
إن سروري كبير بوجودي في الهند، وبلقاء هذه النخب من البرلمانيين، والسياسيين، ورجال الاقتصاد، والدبلوماسيين الهنود، وكذلك بلقاء السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية الهند الصديقة، وهذه هي زيارتي الخامسة للهند، منذ أن توليت مقاليد الرئاسة في دولة فلسطين عام 2005، وهذا إنما يدلّ على عمق علاقات الصداقة التاريخية الراسخة القائمة بين بلدينا وشعبينا، والتي سنظل على الدوام نحرص على نموها وازدهارها.
إننا في فلسطين حريصون على تطوير العلاقات الثنائية مع الهند الصديقة، وحريصون على تبادل الأفكار ووجهات النظر حول مختلف القضايا، ووجودي هنا اليوم هو فرصة طيبة لأطلع من خلالها دولة رئيس الوزراء، وفخامة الرئيس، على آخر المستجدات السياسية في فلسطين، وفي الإقليم.
ولعلكم تعلمون، أيها الأصدقاء، أنني منذ حوالي الاسبوعين قمت بتلبية دعوة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عقدت لقاءات ناجحة مع فخامة الرئيس دونالد ترامب، وقد اتفقنا على التعاون من أجل التوصل إلى صفقة سلام تاريخية بيننا وبين الإسرائيليين.
وقد استقبلت في التاسع من هذا الشهر، فخامة الرئيس الألماني شتاينمير في رام الله، حيث أكدنا على أهمية دور ألمانيا والاتحاد الأوروبي في دعم جهود السلام في منطقتنا. كما أنني قادم من روسيا، حيث بحثت مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين آخر التطورات في منطقتنا، ودور روسيا الهام في دفع جهود السلام بيننا وبين الإسرائيليين.
إن ما نسعى إليه هو تطبيق حل الدولتين على حدود 1967، أي دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، بعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
وفي ظل التزامنا ورغبتنا في صنع السلام، والتوصل لاتفاق، فإننا نأمل أن يستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي لهذه الدعوة لتحقيق السلام، وكما قلت ذلك من قبل مراراً وتكراراً، فإنني أجدد القول بأننا جاهزون، ونمد أيدينا للوصول إلي السلام المنشود، ونقول بشكل واضح، إنها فرصة ثمينة يجب أن يلتقطها الجانب الإسرائيلي قبل فوات الأوان.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
نحن تواقون للحرية والسلام، ونأمل أن يتم إيجاد حلٍّ ينهي هذه الحقبة السوداء من الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين منذ خمسين سنة وإلى اليوم.
وقد أصبح واضحاً للجميع، أن حلّ قضية فلسطين، وإنهاء الاحتلال، سيساعد كثيراً في مواجهة الإرهاب في المنطقة، فتحقيق العدالة أساس للنجاح في محاربة الإرهاب، الذي تمارسه المجموعات الإرهابية كداعش، وسواها من المجموعات المتطرفة في منطقتنا، والتي ندين جميع أعمالها، الوحشية والإجرامية، ويجب أن يتعاون الجميع في العالم لمحاربتها واجتثاثها.
إن منطقة الشرق الأوسط، تعيش حالة من عدم الاستقرار، وتفجر النزاعات، ولا سيما بعد ما يسمى بالربيع العربي، الذي أعتبره وبالاً على هذه المنطقة وشعوبها، وقد ألحق أفدح الأضرار باستقرارها ووحدتها، وتماسك نسيجها الاجتماعي، وأودى بمئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، وأدى إلى موجات الهجرة التي نشهدها هذه الأيام.
وقد دعوت منذ البداية إلى الحوار بين أبناء الدولة الواحدة، للخروج من الأوضاع الراهنة والخطيرة، وعلى نحو يضمن وحدة الأراضي، وأعتبر ذلك ضرورة لابد منها، وما نقوله عادة إزاء هذا الموضوع هو أننا ضد العمل العسكري وضد التدخلات العسكرية في حل الخلافات لأنها تفاقم الوضع وتجعل التوصل للحلول بعيد المنال، فنحن مع إنهاء كل هذه الخلافات من خلال الحوار والعمل السياسي.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أتوجه إليكم اليوم معولاً على أهمية دوركم كنخب سياسية وبرلمانية، ورجال اقتصاد وفكر وثقافة وإعلام، من أصدقائنا في الهند الموجودين معنا اليوم للعمل على إبراز أهمية تعزيز العلاقات الفلسطينية الهندية، فالهند بلد كبير وهام بشعبه وقدراته واقتصاده وتجربته السياسية وهي صاحبة مكانة هامة على المستوى الدولي، ونحن ظللنا ولا زلنا نحرص طوال مسيرة علاقاتنا التاريخية لأن يكون هناك دور للهند في صنع السلام في منطقتنا، وفي دعم عدالة قضيتنا، ودعم حق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني؛
وقد اضطلعت الهند بهذا الدور، ونتطلع بل نريد لدورها أن يستمر، ونرغب في خلق علاقات تعود بالنفع على الاقتصادين الهندي والفلسطيني معاً، ولدينا فرص واعدة لتحقيق ذلك، وما علينا إلا أن نستثمرها بالشكل الصحيح.
أيها الأصدقاء، إن بناء مؤسساتنا الوطنية في فلسطين يقوم على أساس قوي من سيادة القانون، وبناء ثقافة السلام والتسامح، مع بناء اقتصاد حر وقوي وآمن.
وقد أقمنا العديد من المنشآت الاقتصادية، ومؤسسات الدولة، ونعمل على بناء قاعدة هامة للتكنولوجيا من خلال إقامة التكنوبارك "الحديقة التكنولوجية الفلسطينية الهندية"، والتي جاءت تبرعاً نبيلاً ومشكوراً من الحكومة الهندية، ونحن أيضاً نناقش تعزيز هذا الصرح بمزيد من العلاقات والتعاون في مجالات التكنولوجيا وسواها من المجالات الأخرى، التي تم توقيع العديد من الاتفاقات الثنائية فيها.
ولعل من أهم فرص التعاون الاقتصادي بين الهند وفلسطين، التعاون وبناء الاتفاقيات في مجال السياحة، وبخاصة السياحة الدينية إلى فلسطين التي تضم المقدسات للديانات السماوية، حيث يمكن لوكالات السياحة الهندية والفلسطينية أن تؤسس تعاوناً مثمراً في هذا المجال الهام.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أشكركم على دعوتكم لي لزيارة هذا المركز الثقافي المرموق، متمنياً أن يظل هذا الصرح عامراً بمديريه وباحثيه وإدارته الموقرة وبجهود البروفيسور سراج الدين، ونأمل أن نطور علاقات عمل تفاعلية معكم ومع مؤسساتنا الشبيهة.
كما وأعبر عن خالص التحية والتقدير العميق لكل الحضور الكريم، الذي سررت بالتحدث إليهم، راجياً للجميع دوام الصحة والسعادة والتوفيق.
عاشت الصداقة الفلسطينية – الهندية