عبد الرحمن :على العقلاء في حماس العودة الى رشدهم والاجهزة الامنية لن تكون حارسة للمستوطنين بالضفة
نشر بتاريخ: 08/01/2008 ( آخر تحديث: 08/01/2008 الساعة: 20:12 )
رام الله-معا- دعا أحمد عبد الرحمن مستشار الرئيس محمود عباس والناطق الرسمي باسم حركة فتح، من اسماهم العقلاء والشرفاء في حركة حماس، إلى التخلص مما وصفها "عصابة الانقلابيين" التي صادرت قرار حماس وقامت بــ"الانقلاب" على الشرعية والشعب الفلسطيني .
وأضاف في حديث لبرنامج "الرأي العام" الذي بثه تلفزيون فلسطين، ان حركة فتح في مرحلة الإعداد لعقد مؤتمرها العام بغرض تصليب بنيتها وضخ دماء جديدة في عروقها، وذلك من خلال المؤتمرات التي تعقد على مستوى الأقاليم والمناطق في الداخل والشتات على ان يعقد المؤتمر العام للحكة لانتخاب أعضاء جدد للمجلس الثوري واللجنة المركزية للحركة في مدة لا تتعدى الشهرين.
وأكد عبد الرحمن :ان الشعب الفلسطيني لن يقبل ببقاء جدار استيطاني أو مستوطنة إسرائيلية واحدة في الأراضي الفلسطينية، وان الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى ان مؤتمري أنابوليس وباريس شكلا دعما للمواقف الفلسطينية في رفض الاحتلال ودعم إقامة الدولة المستقلة.
ولفت عبد الرحمن إلى ان العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، مستمر في ظل "انقلاب" قامت به مجموعة "صادرت قرار حماس، وباعته لقوى خارجية ذات مصالح بعيدة عن مصلحة الشعب الفلسطيني".
وأضاف عبد الرحمن: ما جرى في نابلس حتى يوم أمس، يعني ان إسرائيل لا تريد إطلاقا للسلطة الوطنية الفلسطينية ان تبنى سلطة القانون والنظام لأنه ان أقامت سلطة الأمن والنظام في الضفة الغربية وقطاع غزة، عند ذلك تفقد إسرائيل ذريعة تتذرع بها ان هناك اعتداءات عليها وفلتان امني.
ولفت كذلك إلى "ان الأمن الفلسطيني لن يكون على الإطلاق حارسا على المستوطنات والمستوطنين، فالمستوطنات غير شرعية، والمستوطنون لا مكان لهم في الأراضي الفلسطينية فوجودهم غير شرعي".
وقال: نحن نتحدث عن ترتيبات في مبادئ الانسحاب الإسرائيلي، والعالم يطلب حل الدولتين، دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل في حدود أراضي عام 1967 ، هذا ما قبلناه وقبله العرب وقبلته منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، فعلى إسرائيل ان تنسحب".
وأشار الناطق الرسمي باسم حركة فتح إلى ان إسرائيل تعمل على إقامة دولة المستوطنين في الأراضي المحتلة، وتعمل على تهويد القدس، فبالأمس صدر قرار عن وزارة إسرائيلية ببناء ألف مستوطنة، ان الإسرائيليين يضحكون على أنفسهم، نحن لن نقبل وجود حجر استيطاني واحد في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، لن نقبل بوجود مستوطن وجندي احتلالي واحد فهذا موقف ثابت للشعب الفلسطيني، ونحن يجب ان نتحرك على المستويين الدولي والعربي لإدانة هذا العدوان الإسرائيلي".
وعبر عبد الرحمن عن تعازيه إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذي يسقطون برصاص الاحتلال، وقال "هؤلاء من أبنائنا سواء من فتح أو حماس أو الجهاد أو المقاومة الشعبية أو أي قوة أخرى، فلا يجب ان يذهب دمهم هكذا رخيصا، لان انقلابيي حماس ينامون مطمئنين في بيوتهم ويقولون هم يقامون، ومن وراء ستار يتصلون بالإسرائيليين عبر سويسرا والنرويج".
وأضاف:"استمعت إلى جمال الخضري رئيس لجنة رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو رجل محترم وكان رئيسا للجامعة الإسلامية، حيث قال: غزة في دمار، لكنه للأسف لم يقل من مسؤول عن هذا الدمار، قال الإسرائيليين"، وتساءل عبد الرحمن "ألا يتحمل الانقلاب مسؤولية، فالانقلابيون خلقوا المناخ الذين جعلوا إسرائيل تقتل دون ان تساءل وتقتل الشعب الفلسطيني".
وتابع: لا افهم كيف يقدمون على هذا الجنون، يهاجمون مقر منظمة التحرير الفلسطينية في غزة وينهبونه ويهاجمون مرجعية فتح ، ثم يتحدثون عن الحوار، فهل هذه الأعمال ستقود المنظمة وفتح إلى الحوار".
وقال الناطق الرسمي باسم حركة فتح: "ادعوا العقلاء في حماس ان يعودوا إلى رشدهم وان يتوقفوا عن هذه التصرفات، وادعوا الشباب المجندين في حماس وأقول ان قيادتكم تضللكم، قالوا لكم ان فتح ستبيع القضية وان حكومة فياض هي حكومة دايتون، وان دايتون يقوم بالانقلاب ، من الذي قام بالانقلاب، إنها حماس".
ووجه عبد الرحمن التحية إلى إبراهيم ابو النجا وقال :"ان حماس تعمدت إلحاق الاهانة به"، مشيراً إلى ان ما تعرض له هو وسام له ولحركة فتح.
واعتبر الناطق باسم حركة فتح ان زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش حدث سياسي، فمنذ عام 98 تمت آخر زيارة قام بها رئيس أمريكي وهو بيل كلينتون، والآن يأتي بوش والهدف بالنسبة لنا كفلسطينيين هو ان يطلع على واقع الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والغطرسة الإسرائيلية والقتل لأبناء الشعب الفلسطيني، فالولايات المتحدة الضامن الأساسي لإسرائيل، هي التي تقدم له الدعم بالمال وتحميه في الأمم المتحدة.
وأشار إلى ان الرئيس محمود عباس سيقول للرئيس الأمريكي: نعم للسلام وحل الدولتين، والانسحاب الدائم والقدس وحدود الرابع من حزيران في العام 1967 وحل قضية اللاجئين حلا عادلا والإفراج عن الأسرى، مشددا على ان القيادة والسلطة الوطنية وطنيون وثابتون على مواقفنا الوطنية، على أساس الاستقلال وقرار الاستقلال الوطني، فيما قوى الانقلاب شكلوا حالة للقوى الإقليمية.
وأشار إلى ان إسرائيل هي "الطفل الفاسد" للولايات المتحدة، لافتاً إلى انه لا يراهن على المفاوضات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية، فإسرائيل لم تقدم أي حل لاحتلالها الأراضي الفلسطينية أو السورية أو اللبنانية أو الأردنية إلا بتدخل دولي، فما يحدث الآن هو ضغط سياسي إعلامي على إسرائيل، والمجتمع الدولي قال في أنابوليس وباريس يجب الانسحاب وإقامة الدولة الفلسطينية، وان الأموال هي لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، مضيفا: سنصمد في المفاوضات الثنائية ونقول للإسرائيليين ليس أمامكم إلا الانسحاب.
وفيما يتعلق بجولة الرئيس، قال إنها مرتبطة باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التي لن تأتي بنتيجة بسبب تصلب الموقف الإسرائيلي وتمسكنا بحقوقنا، وهناك زيارة هامة لبوش ويجب ان يكون موقف عربي وفلسطيني موحد.
وبخصوص الدعوات العربية للحوار، قال: نرحب بكل جهد عربي بهذا الحوار، نحييها، ولكن الجامعة العربية اجتمعت في مجلس الجامعة وأكدت على ان الانقلاب يجب ان ينتهي والسلطة الشرعية هي سلطة الرئيس عباس وحكومته، وشارك د. فياض في الاجتماع والشرعية اتخذ قرارات هي شرعية الرئيس عباس وحكومته، ونحن لا ننكر وجود حماس وحصولها على أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، لكنهم انتهوا إلى انقلاب، ونقول للعرب نحيي جهودكم لكن المدخل، هو التراجع عن الانقلاب والعودة إلى الشرعية الوطنية".
وأكد عبد الرحمن ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبداخلها كل قوى الشعب الفلسطيني باستثناء القوى التي دخلت مقر المنظمة في غزة وسرقة محتوياتها.
وأشار إلى ان الاجتماع القادم للمجلس المركزي يأتي للتأكيد ان المنظمة هي الممثل الشرعي ولتفعيل أطرها ودعم مؤسساتها وهياكلها والتحضير لدعوة المجلس الوطني الذي يمثل الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل، لتعزيز وحدة شعبنا ولعزل الانقلاب.
وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية لحركة فتح، أشار الناطق الرسمي باسم الحركة إلى ان فتح حركة جماهيرية عريضة كبيرة تحتاج إلى إعادة بناء، وما حصل في غزة يعبر عن تقصير وإهمال وتساهل ومثالية سياسية وغياب رؤية موضوعية وعلمية لخطر الانشقاق، واتجاه مثالي مع الوحدة الوطنية بأي ثمن.
وقال :"الآن تعقد المؤتمرات في الأقاليم والمناطق في الداخل والخارج على ان يتم عقد المؤتمر في مدة لا تزيد عن شهرين، ففتح بحاجة إلى ربط وانضباط، لان الشعب الفلسطيني الذي خرج في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات، بمسيرة المليون، عبر عن استفتاءين انه ضد الانقلاب، وانه مع حركة فتح وبرنامجها.
وقال ان الثوابت الوطنية التي استعادت القضية الفلسطينية على أكثر من صعيد إقليميا ودولياً، يجب ان تحترم وهي مقدسة.