نشر بتاريخ: 17/05/2017 ( آخر تحديث: 17/05/2017 الساعة: 13:01 )
بروكسل- معا- أحيت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي بلجيكا ولوكسمبورغ، يوم الثلاثاء، في مقر البعثة في بروكسيل، الذكرى 69 لنكبة فلسطين بعرض الفيلم الوثائقي "الأرض تتكلم عربي" للمخرجة الفلسطينية المقيمة في فرنسا ماريز غرغور.
جاء ذلك بمشاركة فيرونيك دوكيزر رئيسة شبكة السلطات المحلية البلجيكية لصالح فلسطين، ورئيسة شبكة تنسيق جمعيات التضامن الأوروبية مع فلسطين، بحضور سفيري مجلس التعاون الخليجي يوسف خليف السادة ودولة الكويت جاسم محمد البديوي، ونائبة برلمان بروكسيا نادية اليوسفي، ورئيس الفيدالية الدواية للحقوقين الدمقراطيين اليكس دسواف، وممثلين عن حركات التضامن وجمعيات الصداقة مع فلسطين، وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية وقيادة وكوادر حركة فتح على الساحة البلجيكية بالإضافة الى كادر سفارة فلسطين.
واستهل القائم بأعمال سفارة فلسطين حسان البلعاوي حديثه، بنقل تحيات السفير عبدالرحيم الفرا المتواجد خارج بلجيكا في مهمة عمل رسمية، مذكرا بمعنى النكبة لدى الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، مشيرا أن تبعاته ما زال تتواصل حتى يومنا هذا ليس على المستوى الفلسطيني فحسب فقط بل على مستوى الإقليم بأشمله، مضيفا ان نكبة فلسطين تتخطى مجرد احتلال اجنبي تقليدي كما كان واقعا في المنطقة العربية وفي أجزاء واسعة من قارات اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.
ورأى البلعاوي ان سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، من استيطان، وبناء جدار الضم والتوسع، وتهويد القدس، وحصار غزة، وتقسيم الأرض الفلسطينية، وكل هذه السياسات هي استمرار لنكبة عام 1948 ولا تنفصل عنها.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يحيي الذكرى 69 للنكبة في وقت ليذكر أن عام 2017 يناسب ذكرى مائه عام على وعد بلفور وذكرى خمسين عاما على احتلال إسرائيل الجزء المتبقي من الأرض الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، بالإضافة الى أراض عربية أخرى، وفي وقت يهب فيه من جديد، أسيرات وأسرى فلسطين في سجون الاحتلال، ومعتقلاته، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على الظروف القاسية، والممارسات العنصرية التي تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية ضدهم، ومن أجل انتزاع حريتهم والدفاع عن كرامتهم في معركة الحرية والكرامة التي يخوضونها منذ ثلاثين يوماً.
وأكد القائم بأعمال سفارة فلسطين في بلجيكا أن الشعب الفلسطيني وقيادته، وفي المقدمة الرئيس محمود عباس ماضية تسعى في نضالها وتحركها على كافة المستويات الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كامل حدود حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين على قاعدة القرارات الأممية القاضية بحق العودة والتعويض، شاكرا حركة التضامن البلجيكية مع الشعب الفلسطيني وما تقدمه يوميا من فعاليات تضامنية مع الاسرى ونصرة الحق الفلسطيني.
وتم عرض الفيلم الوثائقي للمخرجة الفلسطينية ماريز غرغور والذي يستند الى مادة البحث التاريخي التي جمعتها المؤرخة الفلسطينية ساندين منصور، وبين بيان سفارتنا أنه"يعود الفيلم الى نهاية القرن التاسع عشر، عندما بدأت الصهيونية التي كانت من أقليات الأحزاب السياسية، بالظهور على الساحة العالمية، ويتجسد هدف هذا الحزب بحسب ما يزعمه قادته التاريخيين، بإقامة دولة يهودية في مكان ما في العالم، وبالأخص في فلسطين.،ففي ذلك الوقت، ومنذ آلاف السنين، كانت الأرض تتكلم عربي، وكان أهل فلسطين يسكنون فلسطين، فكيف يمكن للقادة الصهاينة التوفيق ما بين طموحاتهم السياسية والواقع الفلسطيني في نهاية القرن التاسع العشر، والحل لهذه المسألة كان مخطط له ما قبل وعد بلفور في العام 1917، إذ قام القادة الصهاينة بوضع خطط وتنفيذها عن طريق طرد الفلسطينيين من أراضيهم بأية وسيلة كانت".
ويسلط فيلم الأرض بتتكلم عربي الضوء على الحقيقة المرّة، وهي حقيقة تطهير الصهاينة لأرض فلسطين، ولتجسيد تلك الحقيقة استخدمت المخرجة مواد سينمائية من الأرشيف، بالإضافة إلى ما نشرته بعض وسائل الإعلام في ذلك الوقت، علاوة على استعانتها بوثائق رسمية، وشهادات من فلسطينيين عايشوا مرحلة ما قبل العام 1948.
وبعد عرض الفيلم قدمت النائبة السابقة في البرلمان الأوروبي "فيرونيك دوكيزر" والتي تراس شبكة السلطات المحلية لفلسطين بالإضافة الى شبكة جمعيات التضامن الاوربية مع فلسطين تحليلا لمسؤولية أوروبا التاريخية والقاونية عن قضية فلسطين منذ بداية القرن الماضي، وذلك في اطار الاستعمار الكولونيالي والذي كانت تحكم بموجبه القوى العظمى الاوربية بمصير بلدان وضعوب اسيا وافريقا وامريكا اللاتينية، معتبرة ان ولادة الحركة الصهيونية في اوروبا هي نتاج الظاهرة الاستعمارية في اووبا.
واستعرضت تطور المشروع الصهيوني في اوروبا في خلق دولة اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني والذي دفع ثمن جزء من التاريخ الاوروبي المعاصر وخاصة خلال الحربين العالمتين الاولى والثانية، معتبرة ان السياسة الاوربية الرسمية يجب ان تتوقف التحرك باسم التاريخ وخاصة عندما يتعلق الامر بشعوب ودول خارج اوروبا وبخاصة الشعب الفلسطيني.
كما بينت النائبة السابقة في البرلمان الاوروبي والتي كانت ايضا نائب رئيس المجموعة الاشتراكية الديمقراطية، آليه اتخاذ البرلمان لعدد من القررات والتوصيات الخاصة بالبضائع القادمة من من المستوطنات الاسرائيلي والتي تمثل رغم محدوديتها بداية لتجرك رسمي اوروبي يقود الى الزام اسرئيل باحترام القانون الدولي.
كما شرحت المسؤولة الاوربية اهداف شبكة المدن البلجيكية لصالح فلسطين والتي تنمو بشكل مستمر لتحقيق اكبر قدر من التعاون والتضامن بين المدن البلجيكية والفلسطينية الامر الذي يمثل دبلوماسية لا مركزية موازية بين الدول والشعوب، متطرقة لحملة شبكة المنظمات الاوبية المؤيدة لفلسطين خلال عام 2017 والتي تشمل تظاهرات سياسية وثقافية في مختلف المدن الاوربية.
يذكر ان دوكيزر قد أصدرت كتابا بعنوان" فلسطين، الخيانة الاوربية" مع السفير الفرنسي المرموق الراحل ستيفان هيسيل، والذي كانوا الدبلوماسيين الذين صاغوا الإعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948.
ودار نقاش مع الحضور حول اخر مستجدات القضية الفلسطينية وخاصة اضراب الاسرى والدور المطالوب على المستولى الاوروبي والدولي للتعامل لتحقيق المطالب العادلة للاسرى.
واعلن القائم باعمال سفارة فلسطين حسان البلعاوي في نهاية الامسية ان بعثة فلسطين ستقوم في الاول من حزيران القادم بتدشين قاعة النشاطات في بعثة فلسطين باسم الشهيد نعيم خضر اول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكا والذي استشهد في الاول من حزيران من عام 1981.