الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الخارجية الاسرائيلية تنظر بأهمية لزيارة الرئيس بوش لإسرائيل

نشر بتاريخ: 09/01/2008 ( آخر تحديث: 09/01/2008 الساعة: 14:40 )
ترحّب إسرائيل بالرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته الأولى لها بصفته رئيسًا، والتي ستكون ذات انعكاسات على عدّة قضايا أساسية والمنطقة بأسرها. فأولا وقبل كل شيء، سيجري الرئيس بوش مباحثات جوهرية مع زعماء إسرائيليين ستتناول التهديد النووي الإيراني الوشيك. وثانيًا، إنه سيسعى إلى إعطاء زخم جديد لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتي استؤنِفت مؤخرًا في مؤتمر أنابوليس.
إن ما جاء في تقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية من أن إيران كانت قد توقّفت عن عملية تخصيب اليورانيوم قبل بضع سنوات لم يؤد إلى الحدّ من التهديد الإيراني اليوم. فإن إيران لا تزال تشكّل تهديدًا إستراتيجيًا ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، وإنما بالنسبة لأوروبا بأسرها وذلك في ظل حيازتها على صواريخ باليستية بعيدة المدى جعلت القارة الأوروبية كلّها في مرمى الصواريخ. ولذلك فَرض مجلس الأمن الدولي مرتين بالإجماع عقوبات على إيران. ونظرًا لما يقوله تقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية بوضوح من أن إيران تواصل برنامج التخصيب، فيجب على المجتمع الدولي ألا يخفّف من كثافة مساعيه للتصدّي لهذا التهديد. إن زعماء إسرائيل يتطلّعون إلى بحث أفضل الوسائل لمواجهة التهديد النووي الإيراني مع الرئيس بوش.
إنه لا يمكن إسرائيل أن تتحمّل مجازفة أمن مواطنيها بناء على تقييم بأن التهديد النووي الإيراني قد زال، خاصة في الوقت الذي يصرّ فيه الإيرانيون على الإعلان على أساس شبه أسبوعي عن تطوير صاروخ شهاب الباليستي البعيد المدى، القادر على حمل رأس حربي نووي. وتشكّل زيارة الرئيس بوش فرصة لتنسيق أفضل وأوثق بين زعيم العالم الحرّ والدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط بوجه المخاطر التي تشكّلها العقلية المتطرفة الإسلامية لإيران نووية.
من المقرّر أن يجتمع الرئيس بوش بزعماء إسرائيليين وفلسطينيين في مسعى لإعطاء زخم لعملية السلام التي انطلَقت في أنابوليس. وكانت الإدارة الأمريكية تشارك منذ خمس سنوات في دفع رؤيا الدولتين للشعبين بموجب خارطة الطريق للسلام- وهي وثيقة قوبلت بإجماع دولي حول سبل المضي قدمًا في عملية السلام. وكانت رسالة الرئيس بوش إلى رئيس الوزراء السابق أريئل شارون في 14 نيسان إبريل 2004 بمثابة دليل واضح على أن الرئيس بوش يفهم احتياجات إسرائيل الأمنية. وأكد الرئيس بوش في رسالته إلى شارون أن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس وأن رسم أي حدود في المستقبل يجب أن يأخذ بالحسبان الكتل الاستيطانية وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين ستُحلّ في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية.
إن أحد المبادئ الأساسية في خارطة الطريق هو التزام القيادة الفلسطينية بوقف الإرهاب وحل البنية التحتية للإرهاب. وكان الرئيس بوش شريكًا متينًا لإسرائيل في الحرب ضد الإرهاب بمعرفته سبل الفرق بين كفاح وطني مشروع وحرب جنائية. لقد قال بوش للعالم: إذا ما كنتَ ضالعًا في الإرهاب وإذا ما كنتَ ضالعًا بقتل مدنيين أبرياء عمدًا، فليس هناك مبرّر لذلك. لقد اتّخذ الرئيس بوش موقفًا حازمًا ضد جماعات إرهابية على غرار حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها. وترحّب إسرائيل بالفرصة المتاحة للرئيس بوش لتأكيد الموقف الأمريكي مجدّدًا، وذلك بعد فترة شهر فقط من تجاوز عدد قذائف القسام وقذائف الهاون التي أطلقها مخرّبون فلسطينيون من غزة باتجاه إسرائيل 2000 قذيفة خلال عام 2007، أي ما يقارب ضعفي عدد القذائف التي أطلِقت عام 2006.
لقد ازداد بشكل مستمرّ عدد الاعتداءات الإرهابية وضحاياها، رغم المساعي لاستئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينيية والتي تهدف أولا إلى حل النزاع من خلال قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. وتشكّل زيارة الرئيس بوش الحالية فرصة للتمييز بين العناصر المعتدلة ذات الموقف الإيجابي بالنسبة لإنهاء النزاع وتلك العناصر التي تجعل السلام أمرًا مستحيلا بسبب ممارستها العنف. إن إسرائيل ترحّب بمساعي الرئيس بوش لشد أزر أولئك الذين يرغبون في تحقيق السلام.