استعدادات مبكرة

بقلم : عمر الجعفري
تشهد الساحة الرياضية في قطاع غزة سباقا محموما لاستقطاب اللاعبين ، على غير العادة بدأ هذا السباق مبكرا هذا الموسم ، وهذا يذكرني بما شهدته المحافظات الشمالية في الموسمين الاخيرين .
اندية القطاع ما ان انتهى الموسم مباشرة في اليوم التالي بدأت رحلة البحث والصراع للظفر بتوقيع ما تبتغيه من اللاعبين، ولعل ادل على ذلك هذا الكم من الانتقالات والعقود التي توقع يوميا ، او ما نسمعه من تسريبات حول المفاوضات التي تدار خلف الكواليس ، وما ننشره من اخبار عن صفقات وقعت ، وبالمناسبة قد تكون بعض الارقام حول المبالغ المالية التي جناها هذا اللاعب او ذاك ُمبالغا فيها ،او قد تكون حقيقية ، لكن ما نحن متأكدين منه : ان بعض الارقام حقيقية وكبيرة وبالرغم من ذلك تدفعها الاندية بالرغم من الضائقة المالية التي يعيشها القطاع والحصار المفروض وعدم وجود فرص عمل .

بالمناسبة انا لست ممانعا لهذا السلوك او نهج الاستعداد المبكر اذا كان مبنيا على دراسة علمية وفق احتياجات الفرق الرياضية وباشراف الاجهزة الفنية ، لكنني ضد تحشيد اللاعبين دون خطة مدروسة لا لشيء انما من اجل التباهي بهم والظفر بتوقيعهم ،كما حصل مع العديد من الاندية في الموسم المنصرم .

في المحافظات الشمالية حتى الان سوق الانتقالات هادىء فلم يردنا اي خبر او بالاحرى لم اسمع الكثير من الاخبار عن الانتقالات ـ أكيد الاندية استفادت من الحالة التي مرت بها الموسمين الاخيرين عندما كانت تسارع للتعاقد مع مجموعة من اللاعبين دون الاخذ بأبسط المعايير .

لكن ما يؤرقني حقيقة هي عدم الاستقرار الاداري في العديد من الاندية ، كما ان بعض الاندية يحين موعد اجراء انتخاباتها ُقبيل انطلاق الموسم الرياضي وهذا يعني تأخر استعدادها للموسم الجديد ، بل ان بعض الاندية فيها فراغ اداري بعد مغادرة العديد من ادارييها وحتى رؤسائها ، ومن هنا واتمنى من الحريصين على هذه الاندية سرعة التحرك من اجل احداث التغيير الاداري المطلوب وبالطرق التي يكفلها القانون .
ان بعض الاندية التي عانت في الموسم الاخير من الهروب من شبح الهبوط كان من اهم اسباب ذلك هو تأخر استعداداتها نتيجة ما عانته هذه من عدم وجود مجلس ادارة يقود دفة العمل ، وبالتالي قبلت الاندية بما هو موجود من لاعبين دون اختبار ودراسة ووقوف على مستواهم .

ان التخطيط العملي المدروس يؤدي الى نتائج ايجابية وتؤثر بشكل ايجابي على الرياضة في بلدنا ،التي هي من مقومات بناء دولتنا .