الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عميدة كلية التمريض في جامعة النجاح تشارك في الاجتماع الدوري لأطباء النساء والولادة

نشر بتاريخ: 09/01/2008 ( آخر تحديث: 09/01/2008 الساعة: 16:44 )
نابلس- معا - شاركت الدكتورة عائدة أبو السعود القيسي عميدة كلية التمريض في جامعة النجاح الوطنية في الاجتماع الدوري لأطباء النساء والولادة والذي عقد في قاعة سليم أفندي في مدينة نابلس بحضور عدد كبير من أطباء النساء في محافظة نابلس ممثلين عن المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية.

وقد تناولت د. القيسي في محاضرة القتها أمام المشاركين في الاجتماع موضوع الغثيان والقيء أثناء الحمل حيث أوضحت بأن الغثيان والقيء يصيب النساء الحوامل بنسبة 50-70% وتحدث في أغلب الأحيان في الفترة الواقعة ما بين 5-12 أسبوع من الحمل.

وأوضحت د. القيسي المسببات لهذا المرض بأن هناك علاقة بين الغثيان والقيء الحاد والمشاكل النفسية بما في ذلك الأسر المفككة والمتعارف عليه بالعنف الأسري ومن المسببات أيضا التغيرات التي تطرأ على الهرمونات وهو الأكثر شيوعاً مثل هرمون جنادوتروبين, هرمون الأستروجين، وهرمونات أخرى مثل ادرنوكورتيكوتروبيك, الكورتيزول, هرمون النمو وهرمون الحليب وأوضحت خلال المحاضرة أن الدراسات الأخرى أظهرت بان القيء يزداد عند النساء الحوامل في التوأمين أو ثلاث توائم.

فيما أوضحت بعض الدراسات أنه 50% من النساء المصابات بالقيء والغثيان الحاد كن حوامل بأجنة إناث، وأن زيادة حدة الغثيان والقيء تزيد في النساء الحوامل اللواتي يعانين من مشاكل في الغدة الدرقية (فرط) وقد أظهرت الدراسات أيضاً بأن بكتيريا helicobacter pylori قد تلعب دوراً في وجود الغثيان والقيء المعروف بـ hyper emesis gravid arum كما أظهرت بعض الدراسات بأن 62% من النساء المصابات بالقيء والغثيان الشديد تبين إيجابية pylori الجينيوم بالمقارنة مع 27% من النساء الحوامل اللواتي لم يحدث لهن الغثيان والقيء.

وقد بينت د. القيسي أن هناك علاقة ايجابية بين الأعراض وعوامل خاصة بالأم مثل (الشخصية، السن، مستوى التعليم، الوزن وعادات التدخين) وهناك عوامل أخرى خاصة بالجنين مثل (الجنس، والوزن). وقد تناولت د. القيسي تطور طرق العلاج حيث أوضحت أنه في الأربعينيات تم استخدام فيتامين B6 (pyridoxine) وهذا العلاج هو المستخدم لغاية الآن بالرغم من وجود الحد الأدنى من الدراسات لدعم العلاقة بين فيتامين B6 والاصابة بالغثيان والقيء أثناء الحمل.أما في الستينيات فقد استخدم علاج الثليدوميد ( (thalidomide فقد تسبب هذا العقار بوجود عيوب خلقيه بعدم وجود أيدي عند الأطفال والذي يعرف بـ phocomolia.وفي الثمانينات فقد وجد دواء يحتوي على مزيج من فيتامين B6 ودوكيسيلامين (doxylamine succinate)وحيث تم سحب الدواء من السوق عام 1983 بعد عدة دعاوى تزعم العيوب الخلقية في الأجنة أو المتصلة باستعماله وبناء على ذلك وللتقليل من تناول أية أدوية أثناء الحمل المبكر وخوفاً من احتمال تأثيرها الضار على الجنين وإصابته بالتشوهات جاءت فكرة العلاج بالسوار الضاغط حيث أنه يوجد نقطة تدعى p6- Neiguan وقد تستخدم لعلاج الغثيان والقيء في ممارسة الطب الصيني التقليدي وحيث أن عدة دراسات أظهرت مدى فعالية السوار الضاغط في تقليل الغثيان والقيء عند الحوامل وأيضاً الغثيان والقيء ما بعد العمليات الجراحية والغثيان والقيء المصاحب للعلاج الكيماوي او العلاج بالأشعة لمرضى السرطان وأيضاً علاج الغثيان والقيء المصاحب بدوار السفر أو البحر.

وأشارت أن فعالية النتائج أثبتت تحسين النواحي الجسدية والنفسية والعاطفية عند النساء الحوامل وتحسين حيوية النساء، ويقوم العلاج بالإبر الصينية القديمة على تقاليد الفلسفة الطاوية Taoism وإن هذه الفلسفة تصف الصحة بأنها حالة من التوازن النسبي داخل الشخص وفي سياق ممارسته لما حوله في البيئة وحسب الطب الصيني فعلاج الغثيان والقيء أثناء الحمل ينطوي على استخدام المعصم الضاغط (إعادة التوازن)، إن الطاقة السلبية في الجسم تخرج بعيداً عن القلب باستخدام نقطة p6 الموجودة على معصم اليد اليمنى، في حين أن ايجابية الطاقة تدخل إلى الجسم عن طريق نقطة p6 في المعصم الأيسر.

وقد أوضحت د. القيسي بأن الإطار النظري لهذه الطريقة لعلاج الغثيان والقيء عند الحوامل باستخدام السوار الضاغط ينطوي على الضغط المستمر على نقطة (p6) pericaridium 6 وتقع هذه النقطة على بعد ثلاثة أصابع على عرض المعصم بين الأوتارcarpiradialis و palmaris longus.

وبينت د. القيسي للمشاركين في الاجتماع أن مجموعه من طلبة سنة رابعة تمريض قاموا بإجراء دراسة لتحديد تأثير الضغط المستمر على نقطة p6 وذلك لتحقيق وتيرة وشدة الغثيان والقيء أثناء الحمل في النساء اللواتي هن حوامل في الثلث الأول من مدة الحمل، والمشاركات في الدراسة الحوامل اللواتي كن قد أصبن على الأقل مرة واحدة بالغثيان والقيء في أثناء ترددهن على عيادة العناية بالحامل ما قبل الولادة فقد قسمت النساء للدراسة بشكل عشوائي إلى مجموعتين, الأولى عولجت بالسوار الضاغط مع وضع الزر على نقطة p6 لكلا الرسغين ولمدة أربعة أيام وفي نفس المجموعة أزالت المقرأة الحامل الأساور الضاغطة بعد استخدامها أربعة أيام وبقيت بدون أساور لمدة ثلاثة أيام أخرى للمتابعة أي ما يعرف بالضابط لإمكانية المقارنة ما بين فترة العلاج والفترة التي لم تأخذ المرأة الحامل العلاج، والمجموعة الأخرى أعطيت علاج البلاسيبو(العلاج المموه) واتبع نفس النظام الذي اتبع في المجموعة الأولى، وقد توبعت الحوامل بإعطاء تقرير يومي ذاتي وذلك لتحديد وتيرة وشدة الغثيان والقيء.

وقي الختام شكرت د. القيسي المشاركين في الاجتماع على مشاركتهم لها في النشاط فقد تقدمت بالشكر للدكتور هشام النعنع أخصائي النساء والولادة ومنسق الاجتماعات الدورية لأطباء النساء والولادة لاستضافتها لإلقاء هذه المحاضرة. وقد أوصى الأطباء الحاضرون ببدء استخدام الأساور الضاغطة في عيادات رعاية الحوامل ما قبل الولادة والتركيز على البحث العلمي في هذا المجال بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية/كلية التمريض