نشر بتاريخ: 24/05/2017 ( آخر تحديث: 24/05/2017 الساعة: 09:46 )
غزة- معا- أطلقت كلية الزراعة والبيئة في جامعة الأزهر بغزة والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فعاليات المؤتمر الفلسطيني للتعليم الزراعي "حلول تطبيقية للاستدامة"، والذي يأتي بالشراكة مع اتحاد لجان العمل الزراعي والإغاثة الزراعية، وبتمويل كريم من البنك الدولي من خلال صندوق تطوير الجودة بوزارة التربية والتعليم العالي.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية بحضور ومشاركة كل من الأستاذ الدكتور هاني نجم رئيس المؤتمر الفلسطيني للتعليم الزراعي، والأستاذ الدكتور رفعت رستم رئيس الكلية الجامعية، والدكتور أحمد أبو شعبان عميد كلية الزراعة والبيئة بجامعة الأزهر، والمهندس محمد البكري مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي، والمهندسة عفاف أبو غالي القائم بأعمال شؤون غزة بالإغاثة الزراعية، ولفيف من رؤساء الجامعات والأكاديميين وممثلين عن القطاع الزراعي الرسمي والأهلي، ونخبة من الخبراء من الباحثين والمختصين في المجال الزراعي، والعشرات من طلبة الزراعة.
ونظم هذا المؤتمر بهدف تبادل الخبرات الاكاديمية والتطبيقية وتطوير استراتيجيات التعليم الزراعي في قطاع غزة، والتعرف على التجارب الناجحة المحلية والعالمية في الزراعة، ونشر وزيادة الوعي حول ممارسات الزراعة الحديثة، وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة في المجال الزراعي والبيئي وزيادة فرص العمل للخريجين، وتطوير البحوث العلمية في ضوء الاحتياجات المحلية والعالمية، وزيادة فرص التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص.
ورحب الأستاذ الدكتور هاني نجم بالحضور، وقال" يشرفني ان افتتح اعمال المؤتمر الفلسطيني للتعليم الزراعي – حلول تطبيقية للاستدامة، هذا المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه كونه يسعى الى تحقيق نوع من التفاعل الإيجابي والبناء بين المتطلبات الوطنية والمتطلبات العالمية من اجل إيجاد جيل من الشباب الفلسطيني يتمسك بقيمه الوطنية والإنسانية ويستوعب المتغيرات التي تجري في الساحة الدولية بكل ابعادها ورؤياها المستقبلية لبناء الانسان العصري القادر على مواجهة التحديات واستيعاب التكنولوجية الحديثة".
وأضاف نجم" لا شك ان بناء الانسان علميا وتربويا يعد من أعظم الغايات، واما الأهداف التي نسعى الى تحقيقها هنا الاسهام في تقدم المجتمعات ورقيها على مختلف المستويات، ومن هنا فان دعم مثل هذا المؤتمر يصب في اتجاه هدف نبيل نؤمن به لكي تأخذ فلسطين دورها الإيجابي وموقعها المأمول في الدول المتقدمة"، مؤكدا على التزام صندوق تطوير الجودة في مواصلة تمويل المشاريع المشتركة بين المؤسسات الاكاديمية العاملة في الأراضي الفلسطينية بما يسهم في تطوير المنظومة العلمية والبحثية.
وفي كلمته قال الدكتور أحمد أبو شعبان" نفتتح اليوم هذا المؤتمر كأحد الأنشطة المستمرة لجامعة الازهر والتي تهدف الى جسر الهوة بين المؤسسات الاكاديمية والواقع التنموي من خلال توفير وعرض المعرفة للجهات المسؤولة عن رسم السياسات التنموية لتشكيل سياسات وطنية مبنية على المعرفة، مبينا انه على الرغم من وجود مؤسسات تعليم زراعي رائدة في فلسطين، لا تزال هناك فجوة واسعة بين ما يعانيه القطاع الزراعي من مشكلات فنية واقتصادية وتسويقية وبين ما تقدمه المؤسسات التعليم والإرشاد الزراعي من معرفة".
وأشار أبو شعبان إلى ان المؤتمر يهتم بالتعليم الزراعي بتعدد انواعه، محتويا بذلك التعليم المنهجي في المؤسسات الاكاديمية والمؤسسات التدريب المهني والتعليم الأساسي، كما يعني بالتعليم اللامنهجي المتمثل بتقديم خدمات ارشادية للمزارعين تسهم في تشخيص التحديات الفنية والاقتصادية وإيجاد حلول تلائم البيئة المحلية ومتطلباتها.
وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور رفعت رستم" يسعدنا ويشرفنا أن نلتقي بكم اليوم لإطلاق هذا الحدث العلمي الكبير، المؤتمر الفلسطيني للتعليم الزراعي حلول تطبيقية للاستدامة، والذي تنفذه الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وكلية الزراعة بجامعة الأزهر بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وبتمويل كريم من البنك الدولي من خلال صندوق تطوير الجودة بوزارة التربية والتعليم، وبالشراكة مع اتحاد لجان العمل الزراعي والإغاثة الزراعية، وهذا إن دل فإنما يدل على عمق العلاقة ما بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص في مجال الزراعة، وسعة الأفق الذي تمتلكه هذه المؤسسات".
وأضاف رستم: أن المؤتمر يأتي في ظروف اقتصادية صعبة تتطلب منا جميعا تقديم حلول وبرامج إبداعية لمعالجة المشكلات المرتبطة بالقطاع الزراعي وتنميته وتوفير برامج لتشغيل شريحة الخريجين من الاختصاصات الزراعية.
وفي هذا الإطار تؤكد الكلية على حرصها تطوير البرامج الاكاديمية في المجالات الزراعية لأهميتها ولما لها من أثر في التنمية الاقتصادية المستدامة، ونود ان نشكر صندوق تطوير الجودة والـ "GIZ" والإغاثة الزراعية واتحاد لجان العمل الزراعي كشركاء معنا في تطوير هذه البرامج في الكلية ولدعمهم لان تكون هذه البرامج على اعلى مستوى.
من ناحية أخرى، ذكرت المهندسة عفاف أبو غالي: لقد كان للإغاثة الزراعية عبر مسيرتها التنموية اسهاما جيدا في تطور القطاع الزراعي على الرغم من مواجهة العديد من المعيقات والعراقيل التي اعترضت هذه المسيرة في ظل وجود الاحتلال وسياساته العدوانية، وعلى الرغم من ذلك بقية الإغاثة تؤدي دورها في مجال التنمية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مشددة على ان أهمية انعقاد المؤتمر تأتي في ظل الحاجة الماسة لدعم التوجهات البحثية وتحديدا البحث العلمي في كافة المجالات التنموية والاعتماد على نتائج هذه الأبحاث والعمل عليها.
من جانبه، أفاد المهندس محمد البكري" في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها قطاع غزة والمجتمع الفلسطيني والأزمات الممتدة سواء داخلية او خارجية الا اننا في قطاع غزة باقون، ولا يمكن لنا كفلسطينيين الا ان نتابع بشكل جيد وندير الموارد المحدودة الموجودة من خلال التنمية البشرية التي تشكل عنصرا أساسيا في استمرار الحياة على هذه الأرض".
وقال البكري" نحن نخفف من هذه الازمة بالتطوير العملي وإدخال التكنولوجية للقطاع الزراعي وتقليل تكلفة الإنتاج وزيادة الإنتاج في الوحدة المساحية المتاحة، لا يمكن ان تكون هناك حلول الا بالتعاون المشترك بين المؤسسات والمعاهد والجامعات والمؤسسات العلمية من اجل تطوير أفكار وأساليب انتاج زراعي حديث باستخدام هذه التقنيات"، داعيا إلى استثمار العلاقات والشراكات الفاعلة ما بين المؤسسات الاكاديمية لإنشاء مراكز علمية حديثة، والعمل على تطوير المنظومة الزراعية سواء على المستوى الإنتاج النباتي او الحيواني او الثروة السمكية.
ولدى اختتام اعمال الجلسة الافتتاحية، انطلق الحضور لافتتاح معرض الملصقات العلمية والشركات العاملة في المجال الزراعي، الذي أقيم على هامش المؤتمر الفلسطيني للتعليم الزراعي – حلول تطبيقية للاستدامة، حيث ضم مجموعة رائدة من المشاريع الزراعية التنموية مقدمة من باحثين وطلبة وخريجين من الاختصاصات الزراعية المتنوعة.
ومع انطلاق وقائع الجلسة العلمية الرئيسية للمؤتمر، تحدث الأستاذ الدكتور هاني الشيمي عميد كلية الزراعة بجامعة القاهرة عبر تقنية المؤتمرات المرئية عن مخرجات التعليم الزراعي وعلاقتها بسوق العمل العربي، وبذات الوسيلة تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله الحمدان عضو هيئة تدريس بقسم الهندسة الزراعية في جامعة الملك سعود – كلية علوم الأغذية والزراعة عن آفاق الاستثمار في قطاع النخيل والتمور ومساهمته في الاستدامة.
من جانب آخر، تحدث المهندس ربحي الشيخ نائب رئيس سلطة المياه بقطاع غزة عن إمكانية إعادة استخدام النفايات السائلة المعالجة في الري في غزة، فيما تحدث الدكتور إسماعيل ادعيق وزير الزراعة الأسبق عن زراعة النخيل في فلسطين.
وبين أن سوق النخيل في فلسطين يعتبر من اهم القطاعات المشاركة في الدخل القومي وهو الأعلى ضمن القطاع الزراعي، فيما الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن سعد الداوود من كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود عن أهم أساليب مكافحة سوسة النخيل الحمراء.
ولدى انطلاق جلسة المحور الأول للمؤتمر الذي تناول الإنتاج النباتي والوقاية، تحدث الدكتور أحمد صالح عن حصر حشرات وعناكب الفراولة واعدائها الطبيعية في شمال قطاع غزة.
كما تحدث ساري السحار عن دور البيئات الصناعية في الادارة المتكاملة للآفات للتحكم في مرض العفن القطني في الباذنجان تحت ظروف الدفيئات الزراعية، وتحدث السيد كمال شيخ العيد عن تأثير النيتروجين والبوتاسيوم على الخيار في الدفيئات الزراعية.
وتحدث يزن كلاب عن مقارنة أنظمة الزراعة العضوية لإنتاج الفراولة في ظروف الدفيئات الزراعية بمنطقة البحر الابيض المتوسط، وتحدث الدكتور محمود الهندي المعالجات المخبرية المستخدمة في مكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء.
وتحدثت الدكتورة تأثير موجات الشبكات اللاسلكية (الواي فاي) على نمو نباتات الذرة، والريحان، والباذنجان، كما تحدث الأستاذ الدكتور جميل حرب عن الاستعمال المكثف للكيماويات الزراعية وافاق الزراعة العضوية في فلسطين، أما الدكتور محمد السوسي فقد تحدث عن وقاية الإنتاج النباتي والحيواني في الشريعة الاسلامية.
وفي جلسة المحور الثاني للمؤتمر الذي تناول الإنتاج الحيواني والدواجن وصحة الحيوان، تحدث الأستاذ الدكتور جمال أبو عمر عن تأثير استخدام نوى التمر المجروش على اداء وخصائص الذبائح ومكونات الدم في صيصان الدجاج اللاحم، وتحدث عبد القادر خليف عن استجابة مخزونات الجرثومية للأنزيمات الفيبرولتية وتأثيرها على الحليب وخصائص الجبن.
وفي ذات الجلسة بين عماد الوحيدي تأثير التغذية على الشعير المستنبت على اداء وخصائص الذبائح ومكونات الدم في الارانب البلدية، وتحدث السيد اسعد أبو طعيمة عن استخدام الإنزيمات المحللة للألياف لتحسين الهضم في غذاء حملان العساف، وتحدث الدكتور عدنان ضاهر عن الاضافات العلفية وحفظ اللحم الحيواني في ميزان الشريعة الإسلامية السمحة.
وخلال جلسة المحور الثالث للمؤتمر الذي تناول الاقتصاد الزراعي، استعرض الأستاذ الدكتور صلاح الاغا نموذجا متعددا لتخطيط المحاصيل يعتمد على "الاقتصاد المقاوم" الذي يميز الوضع في قطاع غزة، وتحدث المهندس تيسير محيسن عن التنمية والاستدامة في السياق الفلسطيني – الإغاثة الزراعية نموذجا.
وتحدثت أشواق غنيم عن مدى تأثير الزراعة الحضرية على تحقيق التنمية المستدامة، وتحدث الدكتور محمد أبو عواد عن واقع المرشدين في قطاع غزة، أما السيد محمد شبير عن دور المؤسسات التعليمية الفلسطينية في التوعية والترويج لمفاهيم التنمية الزراعية المستدامة كمدخل للاقتصاد المقاوم.
واختتمت الجلسة بمشاركة المهندسة ايناس الرنتيسي التي تحدثت عن تحقيق التوازن بين الامن الغذائي والامن المائي.
جلسة محور المؤتمر الرابع تناولت تكنولوجيا التصنيع الغذائي، وتحدث خلالها المهندس طارق شقورة عن تأثير طرق التبييض على الخصائص الكيميائية والجودة لبعض الخضار، وتحدث المهندس محمود الشيخ علي عن فاعلية طحلب سبيرولينا كمكمل غذائي في علاج سوء التغذية لدى الأطفال مقارنة بالفيتامينات والأملاح المعدنية في قطاع غزة.
وفي الجلسة ذاتها، تحدث نزار أبو مصطفى عن تأثير التوابل على تآكل اواني طبيخ الالمنيوم المعاد تصنيعها في قطاع غزة، وتحدث الدكتور محمد الجاروشة عن بعض الكائنات الدقيقة المتواجدة في عينات من اللحوم المجمدة والطازجة والمصنعة في قطاع غزة.
وخلال جلسة المحور والأخير للمؤتمر الذي تناول المياه والبيئة، عرض الدكتور تامر شتيوي دراسة المقايضات المرتبطة بإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة: إطار تحليلي، وتحدث المهندس أيمن نصار عن التنبؤ بتغير استخدام الأراضي باستخدام نموذج الخلوي الآلي وتقدير آثاره على الجريان السطحي وإعادة تغذية المياه الجوفية -محافظة غزة ج.
وفي ذات الجلسة تحدثت رشا عمر عن التوصيف الفيزيائي الكيميائي لحمأة مياه الصرف الصحي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في غزة للاستخدام الزراعي، واختتمت رنا ادعيس الجلسة بمشاركتها التي تحدثت خلالها عن تقييم استخدام المياه العادمة المعالجة على الخواص الكيميائية للتربة وإنتاجية المحاصيل في قطاع غزة.
يذكر أن فعاليات المؤتمر تتواصل حتى 24 مايو وتتضمن زيارات ميدانية لمزرعة جامعة الازهر ببلدة بيت حانون شمال القطاع، ومزرعة كلية الزراعة بجامعة الازهر بالحرم الجامعي الجديد وسط مدينة غزة، ومزرعة اتحاد لجان العمل الزراعي بخانيونس، ومزرعة الإغاثة الزراعية بخانيونس، ووحدات الزراعة بفرع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بخانيونس جنوب القطاع.