نشر بتاريخ: 26/05/2017 ( آخر تحديث: 27/05/2017 الساعة: 09:27 )
بيت لحم - معا - رأت دراسة إستراتيجيّة صادرة عن معهد "بيغن-السادات" في تل أبيب أنّ جهود الرئيس الامريكي ترامب لإعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات تجري على خلفية جهد أوسع لإعادة صياغة السياسة الأمريكيّة في المنطقة، لافتةً إلى أنّ اللاعبين الإقليميين أصبحوا أكثر انفتاحًا من أيّ وقتٍ مضى على التحالف غير الرسمي بقيادة الولايات المتحدة ضّد أعدائهم المشتركين، وفي مقدّمة ذلك سياسة عدائيّة ثابتة ضدّ إيران.
وتابعت الدراسة أنّه من شأن سياسة أمريكية متماسكة، بل وينبغي، أنْ تجلب أيضًا بلدان شرق المتوسط ذات التفكير المماثل مثل إيطاليا واليونان وقبرص للمساعدة في خلق واقع استراتيجي جديد، وإذا تحقق مثل هذا التوافق في الآراء، فإنّ ذلك سيساعد كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين على تحمل المخاطر ويوافقوا على تنازلات عملية في سبيل تحقيق السلام، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الدراسة على أنّ التوجّه الجديد الذي يتبوأ المقام الأوّل يهدف لسياسة لعكس اتجاه التخلي الذي شوه علاقات الولايات المتحدة مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين خلال سنوات أوباما، وهو حدد الغرض من زيارة ترامب ككل، بما في ذلك الجزء الإسرائيليّ- الفلسطينيّ، وأيضًا مع السعوديّة.
وأوضحت الدراسة أنّه في الثمانينيات كانت الجهات الفاعلة الإقليمية متباعدة جدًا، وكان العالم العربي لا يزال ملتزمًا بمقاطعة إسرائيل، ومن الناحية العملية، كانت كلّ دولة على استعداد للقيام بدورها في دعم الولايات المتحدة في الحرب الباردة المجددة.
وقد ساعدت مصر في أفريقيا، ومولّت السعودية الكثير من العمليات السريّة المضادّة للسوفييت في عقيدة ريغن. وقد قامت إسرائيل في العام 1982 بتدمير قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ومعها البنية التحتية الداعمة للمجموعات "الإرهابية" التي ترعاها المخابرات السوفيتيّة آنذاك من مختلف أنحاء العالم. ورأت الدراسة الإسرائيليّة أنّ الظروف قد تغيرت جذريًا منذ عام 1981، وقد يكون شكل من أشكال الإجماع الاستراتيجيّ المعزز بالفكر والمُمارسة قد وصل وقته.كما أشارت إلى أنّ الإحساس بالجهد المشترك في الحرب ضدّ الإرهاب الإسلامي هو محرّك مهم في العلاقة، الإخوان المسلمين يأتون أولاً على قائمة الأعداء، ومن ثمّ فإنّ الجهود التي بذلتها حماس للخروج من الحركة الأم، وتأتي إيران…
وعلاوة على ذلك، ومنذ عام 1994، انضم الأردن الصغير، ولكن مع جيش قوي ومدرب تدريبًا جيدًا، ومركزيًا في كلٍّ من العمليات الدفاعية والهجومية ضد التحديات الإسلامية، السنة والشيعية على حدٍّ سواء، إلى دائرة السلام، وتُقيم المملكة الهاشميّة علاقة عمل وثيقة مع كلٍّ من إسرائيل وأمريكا.
وأردفت الدراسة قائلةً إنّه إذا كانت إسرائيل شريكةً في هذا التوافق الناشئ تتشكل معا من السعودية والإمارات فهذا أمرٌ حتميٌّ، لأنّ تل أبيب تُعتبر بشكلٍ متزايدٍ حليفًا فعالاً ضدّ الطموحات الإقليميّة الإيرانيّة، وبالتالي فإنّ الحواجز التي اعترضت التعاون في الماضي آخذة في الانخفاض، وهذا يقطع شوطًا طويلاً نحو شرح السهولة التي حصلت بها اليونان على موافقة دولة الإمارات بإرسال فرقة جوية إلى عملية متعددة الجنسيات تدرب فيها الطيارون الإسرائيليون جنبا إلى جنب مع زملائهم اليونانيين والمصريين، ولم تصر الإمارات حتى على الحفاظ على السرية.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفتت الدراسة إلى أنّ واشنطن ستستفيد من الاتحاد الأوروبيّ بهدف تعزيز العلاقات مع الركائز الأوروبية الرئيسية لإستراتيجية شرق المتوسط. وبذلك يمكن أنْ يضاف عنصرًا هامًا في بناء شكل جديد قوي للتعاون الاستراتيجيّ.
وشدّدّت الدراسة على أنّ هذه المجموعة من القوى يمكن أنْ تساعد أيضًا واشنطن في التعامل مع تداعيات الاحتكاك في المستقبل مع تركيا التي تزداد ففيها مظاهر الأسلمة، على ضوء قرار البنتاغون بدعم الأكراد في شمال شرق سوريّة.
وتابعت الدراسة إنّ تحقيق هذا الأمر سيتطلّب توافق الآراء الذي أعيد إحياؤه، أيْ إعادة صياغة المفهوم الإستراتيجيّ الذي يُركّز على الاستقرار والأمن في شرق المتوسط، ومن شأن ذلك أنْ يوفر لإسرائيل وجيرانها إحساسًا بالهوية الإستراتيجية التي يمكن أنْ تجعل من الأسهل على الجانبين اتخاذ المزيد من الخطوات نحو تفاهم إسرائيليّ-فلسطينيّ، أوْ على الأرجح محطة نصف قابلة للتطبيق، بحسب تعبيرها.
وأوضحت أنّه ينبغي ألّا يكون التقدم المحرز صوب تحقيق هذا الهدف، أوْ على الأقل عودة ظهور إطار عملي للمفاوضات، شرطًا مسبقًا للتعاون، ويجب ألّا تخضع المصالح الحيوية للاعبين الرئيسيين لأهواء القيادة الفلسطينية التي فقدت أعصابها مرات عديدة عند نقطة اتخاذ القرار، بحسب قولها.
المصدر: الرأي اليوم