الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يهنئ المسلمين بحلول رمضان

نشر بتاريخ: 27/05/2017 ( آخر تحديث: 27/05/2017 الساعة: 13:24 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، إننا مع اطلالة شهر رمضان نلتفت الى اخوتنا المسلمين بهذه المناسبة الروحية مقدمين معايدتنا وتمنياتنا لهم بأن يتقبل الرب الاله صومهم وادعيتهم.
وتابع: مع بدء هذا الموسم الذي يطل علينا في كل عام نجدد موقفنا الثابت والراسخ بضرورة ان نعمل معا وسويا مسيحيين ومسلمين من اجل الدفاع عن وحدتنا الوطنية وصون ثقافة العيش المشترك لا سيما ان هنالك من يخططون في وطننا العربي لجعلنا نعيش في مستنقع الطائفية والكراهية والتشرذم والتفكك.
وأكد: ان ما حدث البارحة في مصر وما يحدث في اكثر من موقع في وطننا العربي انما يدق ناقوس الخطر.
ووجه رسالته إلى المسلمين قائلا: رسالتي الى اخوتي المسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك بأننا مطالبون واياكم اليوم اكثر من اي وقت مضى لكي نعمل معا وسويا على ابطال وافشال كافة المخططات المعادية التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق.
وأكد المطران: لقد اتى الرئيس الامريكي الى منطقتنا لكي يحرض على الكراهية والطائفية ولكي يوجد لنا اعداء وهميين لكي لا نفكر بالعدو الحقيقي الذي يتربص بنا ولا يريد الخير لامتنا ولشعوبنا ولارضنا المقدسة بشكل خاص.
وأضاف: كلنا نعلم من الذي يروج للكراهية والارهاب والعنف وكلنا نعلم من الذي يمول هذا الارهاب بالمال والسلاح، هذا الارهاب الذي استهدف مصر والذي استهدف سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الاماكن، انه ارهاب عابر للحدود هدفه تفكيك المفكك وتجزئة المجزء، انه ارهاب يستغل الدين لاغراض لا دينية، انه ارهاب خارج عن السياق الانساني والاخلاقي والروحي.
وأكد المطران: لم يعد كافيا اصدار بيانات الشجب والاستنكار مع كل جريمة تحدث فبيانات الشجب والاستنكار التي نقدرها ونثمنها هي ليست كافية للقضاء على الارهاب وثقافة التحريض والكراهية والعنصرية التي يبث سمومها البعض في مجتمعاتنا العربية بهدف الاساءة الى تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا ووحدتنا الانسانية والوطنية.
وشدد: لم يعد كافيا ادانة الارهاب دون اتخاذ اجراءات هادفة لمعالجة هذه الحالة الكارثية التي وصلنا اليها ، فالدمار الذي حل بليبيا واليمن وسوريا والعراق وغيرها من الاماكن هو مرشح لكي ينتقل الى اماكن اخرى والارهابيون ومن يمولهم انما هدفهم الاساسي هو تدمير مشرقنا العربي وافراغه من مسيحييه واشاعة الفوضى الخلاقة في هذه المنطقة لكي يتسنى للمستعمرين بكافة اوصافهم ومسمياتهم تمرير مشاريعهم في منطقتنا العربية.
وتابع المطران: لقد صُرف حتى الان مئات الميليارات من الدولارات على الحروب والخراب والدمار في منطقتنا ، كان من الممكن لو استعمل هذا المال استعمالا جيدا ان يجعل بلداننا العربية في وضع افضل مما هي عليه هذا اليوم.
وأضاف: ان المال الذي صُرف على التسليح والحروب والعنف والارهاب حتى اليوم كان كافيا لحل كافة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية ، وانتم تعلمون بان بؤر التطرف والتخلف في مجتمعاتنا موجودة حيثما يكون القمع والظلم والفقر والجوع والمشاكل الاجتماعية الاخرى .
وأفاد المطران: مع بدء شهر رمضان اتمنى واناشد كافة العقلاء والحكماء والمثقفين والمفكرين ورجال الدين في وطننا العربي بضرورة العمل معا وسويا من اجل النهوض مما نحن فيه ومن اجل نشر قيم المحبة والاخوة بدل الكراهية والتحريض .
وأكد لن تقوم قائمة لهذه الامة بدون وحدتها وتضامنها وافشال كافة المخططات المعادية الهادفة لتدمير مجتمعاتنا وتفكيك اوطاننا والنيل من اخوتنا ووحدتنا الوطنية.
وقال: رسالتنا لاخوتنا المسلمين في شهر رمضان هي رسالة سلام ومحبة واخوة ، ولن تتمكن اي قوة في هذا العالم من جعلنا ننزلق الى مربع الفتن التي يريدنا الاعداء ان نكون فيها.
وجاء في بيان المطران حنا:
"المسيحيون في مشرقنا العربي لن يحزموا امتعتهم ولن يغادروا اوطانهم ، فسنبقى ثابتين في انتماءنا لهذا المشرق ومتمسكين بقيمنا الايمانية والروحية والانسانية ، والارهاب الذي يعصف بنا لن يزيدنا الا ثباتا وصمودا وتمسكا برسالتنا الروحية والانسانية والحضارية والوطنية.
ان هذه الدماء الزكية التي سُفكت انما هي دماء قديسون جدد يرتقون الى السماء لكي يتشفعوا ويصلوا من اجلنا ومن اجل مشرقنا وشعوبنا.
اود ان اذكر الارهابيين ومموليهم وداعميهم بأننا ابناء القيامة فذاك الذي عُلق على الخشبة واقتبل الموت من اجلنا انما قام في اليوم الثالث منتصرا على الموت لكي يقيمنا معه ، ونحن نؤمن بالقيامة واولئك الذين قُتلوا بهذه الطريقة الهمجية انما ودعوا هذا العالم الفاني وانتقلوا الى عالم الخلود حيث القديسون الذين يمجدون الله ويسبحونه.
كم نحن بحاجة الى الوعي والحكمة والاستقامة في هذه الظروف لكي نميز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود ، كم نحن بحاجة لكي نعلم بأنه ويا للاسف اعداءنا يخططون لتدميرنا وبعض العرب يغدقون بغزارة وكرم من اموالهم النفطية على هذا المشروع الدموي الهمجي الذي يستهدف امتنا ومشرقنا وهويتنا وتاريخنا وحضارتنا.
نعايد اخوتنا المسلمين بشهر رمضان ونتمنى ان تحل علينا هذه المواسم في السنوات القادمة ونحن في وضع افضل مما نحن فيه اليوم.
نسأل الله القادر على كل شيء ان ينير القلوب والعقول لكي يعود اليها البصر والبصيرة وتعود اليها انسانيتها التي فقدتها بفعل الخطيئة، وان ينير القلوب والعقول والضمائر لكي يكتشف الضالون والارهابيون والقتلة المجرمون بأن الله خلقنا وحبانا بنعمة الحياة لكي نكون فعلة خير ومحبة وسلام في هذا العالم ، لم يُخلق الانسان لكي يكون اداة موت وارهاب وترويع واستهداف للابرياء ، لم يُخلق الانسان لكي يكون قاتلا ومجرما وسفاحا بل خلق لكي يكون خادما ومضحيا في سبيل القيم الانسانية وفي الدفاع عن الكرامة والحرية التي هي هبة الهية.
لن ندعو على هؤلاء الارهابيين بل سنصلي من اجلهم ومن اجل مموليهم وداعميم لكي يرشدهم الرب الاله الى طريق الصلاح ، نسأل الله بأن تعود الانسانية لمن فقدها فمشكلتنا في هذا العصر ان هنالك اناس فقدوا انسانيتهم وهم يقولون انهم يعبدون الله ولكنهم في الواقع هم يعبدون الاصنام المصنوعة من المال والذهب وغيرها من الامور المادية.
الكثيرون يقولون ان لا اله الا الله ولكنهم في الواقع يعبدون الكثير من الالهة واخر ما يفكر به هؤلاء هو الاله الحقيقي الذي دعانا لكي نكون عملة خير ومحبة وخدمة للانسانية.
اتمنى لمشرقنا العربي بأن يعود اليه سلامه المفقود وان يتوقف هذا الارهاب الذي يحيط بنا ويستهدف ابناءنا لكي نفكر جميعا بقضايانا وهمومنا وهواجسنا المشتركة ولكي تبقى بوصلتنا دوما نحو فلسطين الارض المقدسة التي يراد لقضيتها ان تكون مهمشة بهدف تصفيتها وانهائها، اعداءنا يستهدفون مشرقنا العربي لكي يحولوننا الى طوائف ومذاهب وقبائل متناحرة فيما بينها لكي ننسى انسانيتنا وعروبتنا وانتماءنا لاوطاننا ولكي ننسى فلسطين عنوان كرامتنا وقضيتنا الاولى التي يستهدفها الاعداء بوسائلهم المعهودة وغير المعهودة.
رغما عن كل الالام والجراح سنبقى ابناء الرجاء وستبقى اجراس كنائسنا تصدح بقيم المحبة والاخوة والسلام ، ان دماء الشهداء لن تزيدنا الا ثباتا وايمانا وتشبثا بقيمنا ورسالتنا وحضورنا وانتماءنا لانسانيتنا ولمشرقنا العربي."