الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصطفى البرغوثي: صمود الفلسطينيين أفشل المشروع "الصهيوني"

نشر بتاريخ: 05/06/2017 ( آخر تحديث: 05/06/2017 الساعة: 15:57 )
مصطفى البرغوثي: صمود الفلسطينيين أفشل المشروع "الصهيوني"
 رام الله- معا- عقد د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، اليوم الأحد، مؤتمراً صحفياً في الذكرى الـ 50 لعدوان حزيران واحتلال أراضي الـ 67، وأوضح أن صمود الفلسطينيين على أرضهم عام 1967 ومقاومتهم أفشلت المشروع "الصهيوني" ومثلت أكبر إنجاز.
وفند البرغوثي، خلال المؤتمر بالحقائق والأرقام، الإدعاءات الإسرائيلية والأكاذيب التي تسوقها في العالم، وقال: "نعقد هذا المؤتمر وذلك لأن الذكرى الـ 50 لإحتلال الضفة الغربية والقدس والجولان ليست أمراً عابراً، ولأن هناك تجاهل إعلامي وضعف في الإهتمام على الصعيد الفلسطيني والدولي بهذه الذكرى الأليمة، ولا بد أن نذكر العالم بما جرى لأن ما تتعرض له القضية الفلسطينية هي محاولة لتشويه وتزوير التاريخ و الحاضر و تصفية المستقبل".
وأضاف البرغوثي، أن "هناك استنتاجات لابد أن يعرفها العالم بعد 50 عاما من الإحتلال و70 عاما من التهجير"، موضحا اياها كالتالي: 
الاستنتاج الأول: رغم العدوان الإسرائيلي الشرس عام 1967 وهزيمة الجيوش العربية صمد الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال، وأصر على البقاء على أرضه، بذلك صنع الفشل للمشروع الصهيوني الذي كان يهدف لترحيل السكان الأصليين لإحلال اليهود الإسرائيليين مكانهم.
الاستنتاج الثاني: هو أن كل حكومات إسرائيل لم ولا تريد السلام وإنما أرادت احتلال فلسطين كلها بغض النظر عن الحزب الإسرائيلي الذي يكون في الحكومة وبغض النظر عن من هو رئيس حكومة الإحتلال.
الاستنتاج الثالث: هو أنه لا سبيل لدى الشعب الفلسطيني سوى تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وأن أي مفاوضات تجري بدون تغيير ميزان القوى هي دعوة للإستسلام ولن يكون لها نتيجة سوى أن تستخدم غطاءً للتوسع الإستيطاني.
الاستنتاج الرابع: ما نواجهه كشعب فلسطيني لم يواجهه أي شعب في التاريخ فنحن نواجه أربع عمليات في نفس الوقت.
أولاً: التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عام 48.
وثانياً: الإستعمار الإحلالي الإستيطاني بمحاولة تهجير الفلسطينيين ووضع المستوطنين الإسرائيليين مكانهم.
وثالثاً: الإحتلال الأطول في التاريخ البشري الحديث.
ورابعاً: تحول هذا الإحتلال إلى منظومة الأبرتهايد والتمييز العنصري الأسوأ في تاريخ البشرية و التي تمس كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
الاستنتاج الخامس: هو أن شعب فلسطين طوال هذه السنوات من الإحتلال لم يرضخ ولم يستسلم وقاوم هذا الظلم الاحتلالي والاستيطاني وما زال يقاومه وسيبقى يقاومه ويصر على حقوقه بما في ذلك حق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد البرغوثي، أنه "بعد عدوان عام 67 لم يتوقف النضال والصراع بل حدثت 10 حروب و3 انتفاضات، وكان أكبر إنجاز حققه الشعب الفلسطيني هو أنه صمد أثناء وبعد عدوان 67 وصنع المعضلة الديمغرافية لإسرائيل"، وأن "عدد الشعب الفلسطيني الآن على أرض فلسطين التاريخية أكثر من اليهود الإسرائيليين حتى بدون أن نحذف من الإحصائيات نصف مليون مهاجر روسي ليسوا يهوداً وإنما مسيحيين ومسلمين، والآن هناك أكثر من 6 ملايين فلسطيني مقابل 6 ملايين يهودي".
وأشار البرغوثي إلى أن "إسرائيل لم ترد يوما السلام ".
وأضاف أن "ما كان يجب أن يكون دولة فلسطينية حسب قرار التقسيم على 44% من فلسطين التاريخية تحول الى دولة على غزة والضفة الغربية أي 22% من فلسطين التاريخية"، و قلصها باراك إلى 18% ثم شارون إلى 11% و الآن جعلتها الحكومة الحالية 0%.
واستطرد البرغوثي، أن "ماجرى عام 2005 من إعادة انتشار للإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ليس إنهاء للإحتلال، ما جرى هو أن إسرائيل أبقت المعابر تحت السيطرة الإسرائيلية وأبقت قطاع غزة تحت الحصار والسيطرة الإسرائيلية براً و بحراً وجواً.
واعتبر البرغوثي أن الهدف الذي سعت إليه إسرائيل من إعادة الإنتشار للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة هو التخلص من المعضلة الديمغرافية، ويكون هذا فصل قطاع غزة، اضافة الى تجزأة الضفة الغربية بالإستيطان إلى ثلاث كيانات مجزأة وكيان في قطاع غزة".
وقال: إن هناك أخطاء إرتكبت في إتفاقيات أوسلو تمثلت في الإعتراف بإسرائيل دون الإعتراف بفلسطين، والاعتراف بإسرائيل دون تحديد حدودها، وأن اتفاق أوسلو كان عبارة عن إتفاق جزئي إنتقالي دون تحديد النتيجة النهائية، إضافة الى أن اتفاق أوسلو كان إتفاق سلام أوقف الإنتفاضة دون وقف الاستيطان الإسرائيلي، و دون الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الإحتلال.
وأكد البرغوثي أن الشعب الفلسطيني صنع مآثر كفاحية عظيمة تمثلت في الإنتفاضة الشعبية الكبرى عام 1987، وانتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، وانتفاضة القدس عام 2015 وفي إطلاقه لحركة المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات عام 2002.
وتابع: أن حياة الفلسطينيين أصبحت في ظل الإحتلال مقاومة.. فالعمل مقاومة والصلاة مقاومة وبناء مدرسة أو بيت أو مستشفى مقاومة والتعليم مقاوم وتلقي العلاج مقاومة، وما من قوة قادرة على كسر إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني على نيل الحرية.