نشر بتاريخ: 06/06/2017 ( آخر تحديث: 06/06/2017 الساعة: 16:51 )
غزة - معا - كتب / أسامة فلفل : تمر هذه الأيام ذكرى مؤلمة وحزينة مازالت عالقة في عقول كل أبناء الشعب العربي الفلسطيني وقطاعه الرياضي الذي تذوق مرارة الحرب والعدوان والاحتلال الصهيوني، ورغم مضي السنين وتعاقبها لم تستطع الأيام مسح من ذاكرة الجميع مرارة وأوجاع النكسة وتداعياتها الثقيلة.
اليوم هذه المناسبة الأليمة تعيد فتح الذاكرة على مرحلة من مراحل المعاناة والظلم وحالة التشرد والدمار والخراب التي خلفتها حيث ما تزال آثارها المدمرة تعشش في داخل كل مواطن فلسطيني وعربي أصيل وتلقي بثقلها على واقعنا الراهن والمسيرة الرياضية الفلسطينية الفتية التي نهضت من بين حطام النكسة وتحدت جبروت الاحتلال وأعادت لملمت الجراح وصاغت هويتها الوطنية والرياضية بشلالات الدماء وبالصمود الأسطوري الذي كان عنوانا بارزا في مسيرة ومسار نضالنا الوطني والرياضي الفلسطيني.
هذه الذكرى المؤلمة والحزينة لا يمكن أن تختفي أو تنسى الذين واكبوا هذه المرحلة فمازال شعبنا الصامد وقطاعه الرياضي بكل مكوناته يعاني من حجم الاستهداف وقسوة الإبعاد والتشريد وهدم البيوت وقصف المؤسسات والمنازل وعمليات الاغتيال والاعتقال وسلب وتجريف الأراضي وإغلاق للمعابر واستهداف المنشآت والملاعب والأندية الرياضية.
يقول شيخ وعميد الرياضيين الحاج " سالم الشرفا " لاعب منتخب فلسطين لكرة القدم بالدورة العربية الأولى عام 1953م التي قيمت بالإسكندرية ,لقد تعرض الشعب الفلسطيني إلى استهداف واضح وشامل حيث تعرضت الحركة الرياضية الفلسطينية إلى ضربة موجعة أصابت شريان الحياة ، حيث استهدف الرياضيون وقتل العديد من أبطال فلسطين وشرد آخرون نتيجة لتداعيات الحرب وفقدت الرياضة الفلسطينية رموز ومشاعل وقادة ورواد وأبطال وسفراء للرياضة في هذه الحرب المؤلمة.
ويضيف حرمنا من تمثيل الوطن الحبيب في البطولات الإقليمية والدولية حيث كان من المقرر أن نشارك في بطولة العالم لتنس الطاولة في الصين الشعبية عام 1976م ولكن الحرب حالت دون المشاركة ، ويستطرد قائلا فقدنا أبطال معروفين.
ونجوم لامعة ,وهاجر الكثيرون من الرياضيين ومنهم من اضطرته ظروف الحرب للإقامة في الأردن وآخرون في لبنان وسوريا والعراق وباقي الأقطار العربية الشقيقة.
في سياق متصل يضيف " علي النونو " أحد أبطال فلسطين ونادي غزة الرياضي في لعبة رفع الأثقال والذي كان له شرف تمثيل فلسطين خلال فترة السينات في كافة المشاركات الإقليمية والدولية ، شعبنا الفلسطيني عبر تضحياته الغالية فرض حضوره على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، وعزز مشروعية نضاله وحقوقه الوطنية في مختلف الساحات والمواقع.
ويواصل " النونو " حديثه المفعم بالحسرة والألم عن حالة الحراك الرياضي والمستوى العالي الذي وصلت الرياضة الفلسطينية له نتيجة المشاركات والاحتكاكات العربية والدولية والرعاية الكريمة للمجلس الإقليمي لرعاية الشباب والرياضة الذي كان بمثابة المرجعية الرياضية للحركة الرياضية الفلسطينية والذي كان مقره نادي غزة الرياضي حيث أضاع العدوان هذه الانجازات.
أما الأستاذ " معمر أحمد بسيسو " أحد أهم وأبرز أهرامات الرياضة الفلسطينية فيتحدث بكلمات تقطر وجعا وألم لا يمكن أن توصف لما تحمل في طياتها من ذكريات مؤلمة وحزينة، فيتحدث عن حالة النهضة الرياضية الكبيرة وحجم الحضور والانجازات الرياضية في المشاركات والدورات الرياضية العربية ويشير إلى قوة الحضور والتمثيل الرياضي ، ويصمت قليلا ثم يعود وبصوت خافت يستذكر المشاركة في دورة الصداقة في كمبوديا عام 1966م وواقع هذه المشاركة حيث بادر المنتخب الفلسطيني التسجيل وبعد أحداث دراماتيكية خسر المنتخب الفلسطيني 3/1.
ويعود وبسرد تاريخي يتحدث عن دوران عجلة النشاط بعد نكسة 67وما واكب المرحلة من تحديات وكيف تمكن الرياضيون الفلسطينيون من توحيد الجغرافيا الفلسطينية والانصهار في بوتقة الوحدة الرياضية والوطنية التي تمخض عنها بناء وتشكيل إطار وكيان وطني رياضي " رابطة الأندية الرياضية " لتكون المظلة الشرعية والمرجعية الرياضية على مستوى الضفة والقطاع ,ويشير للانجازات التي تحققت وحالة الازدهار الكبير والتواصل الذي كان عنوان المرحلة.
أما " محمود شلبية " بطل المنتخب الوطني الفلسطيني للملاكمة وأحد أبطال نادي غزة الرياضي المرموقين خلال فترة الستينات حيث كان مع شقيقيه المرحوم فاروق شلبية يشكلون قوة حقيقية في عداد العميد والمنتخب الوطني للملاكمة يتحدث عن
أحلام وأماني أصبحت بعد الحرب المؤلمة سرابا، ويضيف كنا نطمح في مواصلة تمثيل وتشريف الوطن وإضافة الانجازات ، لأننا كنا نملك كل مقومات النجاح وإضافة الانجاز الوطني.
ويتحدث عن مشاركته العربية والآسيوية ودورات الصداقة في كمبوديا وعن الحجم الكبير من الأبطال في مختلف الألعاب الرياضية والنتائج المبهرة التي سجلت عبر فترة الخمسينات والستينات أي من النكبة إلى النكسة.
ويقول الكابتن " محمد غياضة " أحد نجوم الزمن الجميل بعد النكسة ضاعت أحلام الشباب وأيقن الكل أن القدر يرسم له طريقاً شائكا من طرق الدمار والانكسار والانهيار بعد نكسة العام 1967م المؤلمة.
لكن إرادة التحدي وثقة الكل الرياضي بالذات الرياضية والوطنية والإيمان العميق بحتمية كسر القيود والأغلال شكلت رأس حربة جديدة في ميدان وساحة العطاء الرياضي، واستطاع الرياضيون من التلاحم والتوحد من خلال التجمعات الرياضية واللقاءات التي عززت قوة الإصرار وعمقت جسور التواصل وكانت نقطة تحول في التاريخ الرياضي حين شكلت رابطة الأندية الرياضية رغم أنف الاحتلال لتكون شراع للحركة الرياضية.
ويتحدث عن حجم المشاركة الخارجية ومستويات الألعاب الرياضية سواء الفردية أو الجماعية والنتائج التي كانت تحقق ، ويشير إلى كثير من الأقطار العربية التي لم تكون تتمتع بمستوى الحضور والمشاركة مثل فلسطين قبل النكسة.
وفي نهاية حديثة أكد أن الحركة الرياضية الفلسطينية حركة واعدة وقادرة على الدوام التعاطي مع الأحداث والمنعطفات وعبورها لأنها ترتكز على قاعدة متينة أصولها ضاربة في عمق التاريخ.