نشر بتاريخ: 09/06/2017 ( آخر تحديث: 09/06/2017 الساعة: 12:47 )
القدس- معا - يحرص عدد من الشبان المقدسيين المحرومين من الدخول الى المسجد الأقصى بقرارات إسرائيلية اغتنام فرصة حلول شهر رمضان للصلاة والوقوف مستمعين الى خطبة الجمعة أو صلاة التراويح ولو على عتباته، تأكيدا على حقهم بالوصول اليه والتواجد فيه.
أمتار قليلة تبعد مجموعة من الشبان عن المسجد الأقصى بقرارات اسرائيلية، تبعدهم عنه في هذا الشهر الفضيل وكانوا مثل هذه الأيام يحرصون على التواجد اليومي فيه لخدمة الوافدين الصائمين الى رحابه من خلال تنظيم الافطارات أو تنظيم الدخول والخروج اليه... فيصرون اليوم على التواجد والصلاة على أبوابه.
جميل العباسي: "حرماننا من دخول الأقصى لا يوصف بكلمات"
وقال الشاب جميل العباسي المبعد لمدة 4 أشهر عن الأقصى، بقرار صدر مطلع شهر نيسان الماضي، قال:"خلال عام واحد أبعدت لمدة 8 أشهر عن الاقصى، وفي كل إبعاد يتم فتح ملفات سابقة لي على قضايا قديمة، وحددت لي مطلع الشهر القادم جلسة".
وقال :"نحن موجودون هنا، حتى لو تم ابعادنا عن الاقصى سوف نصلي على أبوابه واذا ابعدنا عن ابواب الاقصى سنصلي على ابواب القدس"، مضيفاً :"حرماننا من الدخول الى الأقصى لا يمكن وصفه بكلمات، على بعد امتار قليلة نقف على عتباته ونحرم من دخوله، نسمع الآذان فتنزل الدموع من اعيننا، ونتألم عندما نرى الجميع يدخل ونحن لا نستطيع".
ويذكر العباسي انه كان ضمن شباب النظام في الطرقات ومساعدة المصلين خلال شهر رمضان في الأقصى، لكنه حرم من ذلك..الا ان رمضان الحالي ليس الأول الذي يحرم من الدخول اليه، حيث قال :"منعت من دخول الأقصى في شهر رمضان في الأعوام 2014 ، 2016، 2017، أما الإبعاد الحالي فهو الابعاد ال19 ، حيث كانت تمتد الفترات من 15 يوماً لتصل الى 6 أشهر، والأول كان عام 2006، ومنها كان ابعاد عن كامل البلدة القديمة"، مؤكدا ان أنفسنا وأرواحنا من أجل الاقصى.
وقال ان الاحتلال يهدف لابعاد الشبان عن الأقصى وتفريغ المدينة، بتكرار أسماء المبعدين عن الأقصى، وتضييق الخناق عليهم.
وأضاف :"العام الماضي حكم علي "بخدمة الجمهور" حيث تضمنت لوائح الاتهام عرقلة عمل شرطة وتهديد لعمل الشرطة"، مضيفا أن آخر 6 سنوات كانت هناك محاكم متواصلة تعقد له، وكان يحكم فيها بالحبس المنزلي أو خدمة جمهور وابعادات عن الاقصى.
طارق الهشلمون: حجج باطلة لابعاد الشبان عن الأقصىبدوره اوضح طارق الهشلمون موظف في دائرة الأوقاف مبعد عن الاقصى لمدة 6 أشهر، ان تهم الشرطة لابعاد الشبان والفتية عن الأقصى باطلة وكاذبة لا اساس لها وتزداد قرارات الابعاد خلال فترات الأعياد اليهودية كل عام، الشرطة ومخابرات الاحتلال أصبحت تسلم قرارات الابعاد دون العودة الى القضاء وبشكل عشوائي.
وقال :"هذا رمضان الأول الذي أمنع فيه من دخول الأقصى، وهم يعرفون مدى تمسكنا بالقدس والبلدة القديمة وبالمسجد الاقصى هو المكان الوحيد للراحة النفسية، خاصة لأهالي البلدة القديمة الذين تربوا في جنبات المسجد .
وما يؤلم الهشلمون انه كان يشارك ويعيش في كل سنة أجواء رمضان الخاصة والافطارات، وقال:"الابعاد في رمضان ليس سهلا علي، من حقي التواجد والصلاة والدفاع عن الاقصى".
وأضاف :"بيتي في البلد وعملي على عتبات الاقصى..الاحتلال يسعى للسيطرة على الاقصى وبناء الهيكل المزعوم بعد تفريغه من الشبان والنساء وكبار السن..قرارات الابعاد عن الاقصى المتزايدة الفترة الاخيرة تهدف للتسريع بتنفيذ المخططات في المسجد، الشهر الماضي وللمرة الأولى منذ احتلال القدس اقتحم المسجد في يوم واحد حوالي ألف مستوطن."
وأكد انه يحرص وبشكل يومي على الصلاة على أبواب الاقصى، لأنه يؤكد برسالة واضحة :"نحن مرابطون وباقون ولن تمنعنا قرارات الاحتلال من الوصول للأقصى ولن نرحل".
الشاب رامي الفاخوري: "الأقصى بيتي الأول"الشاب رامي الفاخوري مبعد لمدة 3 أشهر منذ نيسان الماضي، أوضح ان مسلسل ابعاده عن الأقصى بدأ منذ حوالي 9 سنوات، وقال "قليل ما تمر سنة دون ابعادي عن الاقصى".
وأضاف :"شعور صعب ان ابعد وقد تربيت في الاقصى وطوال حياتي كانت بالاقصى ورمضاناتي فيه..حتى اني كنت لا افطر في بيتي مع أهلي لأني كنت أعمل بالافطارات، ثم ابقى للتراويح، كنت أخرج آخر الناس وأعود اليه قبل صلاة الفجر".
وقال :"من المؤلم ان أرى تدفق اهالي الضفة وغزة والداخل الفلسطيني ونحن الذين تربينا بالاقصى ونسمع أذان الأقصى ونراه من منازلنا لا نستطيع دخوله، عشنا طفولتنا وطول حياتنا بالاقصى نمنع الدخول اليه خاصة في هذا الشهر".
وأكد انه مهما ابعد عن الاقصى لن يثنيه ذلك عن حب الاقصى، مضيفاً :"كل منع نؤكد انه لن يثنينا عن حبنا للأقصى ومتى احتاجنا سنكون موجودين".
ورغم اعتقاله واصابته وابعاده عن الأقصى الا ان الفاخوري يؤكد ان الاقصى هو بيته الاول ولا يستطيع البعد عنه، وقال :"قبل 6 سنوات اعتقلت بتهمة الصلاة في الاقصى والمحافظة عليه، وأصيبت في عيني اليسرى وفقدتها بالاقصى عام 2009 خلال مواجهات، واعتقلت عدة مرات وابعدت عدة مرات في سبيل الاقصى".
تقرير ميساء ابو غزالة