نشر بتاريخ: 10/06/2017 ( آخر تحديث: 10/06/2017 الساعة: 18:59 )
رام الله- معا- واصلت دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة إصدار موسوعة "روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين" للكاتب الفلسطيني جهاد أحمد صالح.
وأصدرت ثلاثة أجزاء من الموسوعة هي: الجزء الثالث من تاريخ 1894 لغاية 1904م (760 صفحة)، والجزء الرابع من تاريخ 1905 ولغاية 1908م (828 صفحة)، والجزء الخامس من تاريخ 1909 ولغاية 1916م ( 875 صفحة).
وقدّمت للاجزاء بمقدّمة مختصرة تقول فيها" إذا كان من واجب الأمم الحفاظ على تراثها، والعمل على إحيائه، فإنه بالنسبة للفلسطينيين، عدا عن كونه واجباً قومياً بالمفهوم العام، فإنه الرد على المقولات الصهيونية، ومحاولاتها تهويد الأرض والتراث، والحافز الفاعل، والدافع، لشد إنساننا الفلسطيني إلى أرضه وتراثه والتعلق بهما، ومن الثابت أن قسماً من هذا التراث في العصر الحديث، جاء بفعل روّاد طليعيين أسهموا بقدر في عملية التنوير النهضوي، وشاركوا بفعالية في بلورة الوعي الوطني والقومي، وفي بناء الحركة الثقافية في فلسطين بشكل عام".
وشمل الجزء الثالث الروّاد والاعلام: أحمد شاكر الكرمي، وعمر الصالح البرغوثي، وعارف العزوني، ومحمد علي الطاهر، وأحمد سامح الخالدي، وجميل البحري، وعجاج نويهض، وعادل زعيتر، ومحي الدين الحاج عيسى الصفدي، وواصف جوهرية، ومصطفى مراد الدباغ، ودرويش المقدادي، ومحمد العدناني، واسحق موسى الحسيني، وسامي هداوي.
في حين شمل الجزء الرابع الروّاد والأعلام: نجاتي صدقي، وإبراهيم طوقان، وحسن الكرمي، وإحسان النمر، واسمى طوبي، ومحمود العايدي، ونبيه أمين فارس، وعلي نصوح الطاهر، وإميل غوري، ومحمد أديب العامري، ونقولا زيادة، ويوسف هيكل، ومحمد علي الصالح، ونصري الجوزي، وعبد الحميد ياسين، ومصباح العابودي، ومصطفى درويش الدباغ، وأحمد الشقيري.
أما الجزء الخامس فشمل الروّاد والأعلام: عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، وأكرم زعيتر، ومطلق عبد الخالق، وعبد الحميد الأنشاصي، وقدري طوقان، وراضي عبد الهادي، ومحمد يونس الحسيني، وبرهان الدين العبوشي، وسعدي بسيسو، وقسطنطين ثيودوري، ومحمود نديم الأفغاني، وعبد الرحيم محمود، وخيري حمّاد، والأب اسطفان سالم، ومؤيد إبراهيم الإيراني، ونوح إبراهيم، وسعيد العيسى، ومحمود سيف الدين الإيراني، وسيف الدين الكيلاني، وفايز علي الغول، وأحمد خليل العقاد، ومحمود الحوت، وعبد الرحيم الكيلاني.
وقال الدكتور فيصل دراج في تقديمه للعمل الموسوعي" درس جهاد صالح موضوعه معتمداً منهجاً اجتماعياً – تاريخياً، إن صح القول، كأن يفسر الظاهرة بالأسباب الموضوعية التي انتجتها، ويتوقف أمام المساهمات الأكثر دلالة معتمداً على الدراسات المرتبطة بها، فقد قرأ، على سبيل المثال، "الرواية الفلسطينية الجنينية في ثلاثة عناصر: دورها التربوي الذي أملاه السياق التاريخي، حيث على "النخبة المثقفة" أن تنقد وتنبّه وتحرض، والاستئناس بالموروث الأدبي العربي الذي يستعيد "أيام العرب" ومآثر عربية، وعنصر الترجمة".
وأضاف" حاول جهاد صالح في عمله البحثي النوعي، المؤالفة بين عنصرين: إنجاز الدراسة الأدبية في عناصرها الضرورية المكوّنة لها، التي تجمع بين السيرة الذاتية والهواجس الوطنية والإنجاز الكتابي والممارسة العملية و "الحقل الثقافي" الذي تحرّك فيه الأديب محاولاً المقارنة، دون الوقوع في "تفصيل" لا ضرورة له، وابراز الهوية الوطنية الثقافية، التي تجعل المثقف الفلسطيني مسكوناً بقضايا لا يلتفت إليها من لا يكون فلسطينياً... وسواء نجح صالح في المؤالفة بين العنصرين الأسبقين، كما أراد واجتهد، أو نجح في تحقيقهما، فإن الأساسي في عمله البحثي – التربوي، يصدر عن عنصرين آيضاً: المعرفة الضرورية والكافية، التي بنى بها الشخصيات الأدبية والثقافية الفلسطينية، الأمر الذي يجعل من عمله مرجعاً أساسياً للباحثين في التاريخ الثقافي الفلسطيني، والالتزام الوطني التنويري الذي حايث طريقة عمله، الذي قادة إلى قراءة الامكانيات الفعلية للمثقفين الفلسطينيين بمقولات: النهضة، الريادة والتنوير، والاستنارة، ذلك أن التنوير عنصر داخلي في كل عمل وطني، وأن "الفعل الوطني" المضاد للتنوير يفضي إلى لا مكان... ولهذا، لم يقدّم جهاد صالح كتاباً وطنياً – تربوياً فقط، يحتاجه الطلاب والتلاميذ والأساتذة، بل قدّم فيه وبه، كتاباً عن التنوير والاستنارة آيضاً، ذلك أن معنى فلسطين من الفعل المقاتل من أجل تحريرها، لأن تحرير الأوطان، فعل تنويري يستهل بإنسان يعي اضطهاده، ويستكمل بانسان يسيطر على قدراته وهو يدافع عن قضيته الوطنية".
وحول هذا العمل الموسوعي، قال الكاتب والباحث المؤلف جهاد أحمد صالح" أولاً، أتقدّم بشكري الجزيل للشارقة، حاكماً وحكومة وشعباً على رعايتهم لمثل هذا العمل الموسوعي الذي أمضيت اثني عشر سنة في سبيل إنجازه، كأنصع دليل على الفعل الثقافي القومي الذي تتبناه حكومة الشارقة في ظل حاكمها الشيخ سلطان القاسمي، كما اقدّم عرفاني بالجهد الذي بذلته دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة في إصدار هذا العمل.
أما تطلعي في إنجاز هذا العمل الموسوعي فيمكن أن ألخصه في ثلاثة أهداف هي:
أولاً: كتابة السيرة الفكرية والأدبية الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى عام 1930م، أي ما كتب في فلسطين في مجالات ابداعية، بمادة معرفية كافية، وبمنهج موضوعي، يؤمنّان للباحث مرجعاً يمكن الركون إليه.
ثانياً: إنارة الهوية الثقافية التي صاغتها أجيال متلاحقة لمبدعين من الكتاب والأدباء الذين ارتضوا بأقدارهم، وصاغوا الهوية الوطنية الفلسطينية، والتزموا بالدفاع عنها.
ثالثاً: الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وحفظها من الخضوع، أو التراضي، أمام الهجمة الصهيونية المحمومة، تلك الذاكرة التي تحولها المعرفة النقدية إلى طاقة مبدعة مقاتلة".