الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في تشيلي

نشر بتاريخ: 13/06/2017 ( آخر تحديث: 13/06/2017 الساعة: 11:51 )
القدس- معا- وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في تشيلي وهم من اصول فلسطينية وهم من ابناء الابرشية الارثوذكسية الانطاكية والتي مقرها مدينة سانديغو.
وقد ضم الوفد 70 شخصا من ابناء الرعية الارثوذكسية هناك وهم من اصول فلسطينية علما انه يبلغ عدد المسيحيين الفلسطينيين المقيمين في تشيلي والذين هم من اصول فلسطينية ومن محافظة بيت لحم تحديدا يبلغ عددهم ربع مليون شخص.
وقد استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الوفد الاتي الينا من تشيلي في باحة كنيسة القيامة حيث اقيمت الصلاة على نيتهم امام القبر المقدس ومن ثم تجول الوفد داخل الكنيسة واستمعوا الى بعض الشروحات والتوضيحات وفي كاتدرائية مار يعقوب كانت للمطران كلمة امام الوفد الذي كان في غاية التأثر والسعادة بزيارة مدينة القدس ولقاء المطران.
المطران رحب بزيارة الوفد، وقال بأننا سعداء بزيارتكم لوطنكم الام وللبلد الذي تركه اباءكم مرغمين ابان الحقبة العثمانية قبل اكثر من مئة عاما.
وأضاف ان زيارتكم لفلسطين ولمدينة القدس بشكل خاص انما هي عودة الى جذور الايمان وعودة الى الارض المقدسة التي منها انطلق نور الايمان الى مشارق الارض ومغاربها.
وتابع: تعودون الى فلسطين في زيارة تستغرق عدة ايام لكي تؤكدوا تعلقكم وارتباطكم بهذه الارض المقدسة التي تركها ابائكم في ظل ظروف معينة واليوم اتيتم الى فلسطين لكي تقولوا بأننا سنبقى متعلقين ومرتبطين بهذه الارض المقدسة ايمانيا وروحيا وثقافيا وفكريا ووطنيا.
وقال: اتيتم من بلاد بعيدة وجلستم في الطائرات لساعات طوال وتجثمتم معاناة السفر واتيتم الى هذه الارض المقدسة لكي تقولوا لمن يجب ان يسمع ولمن يجب ان يعرف بأنكم تحبون فلسطين وتنتمون اليها وانتم متعلقون بهويتها وطابعها وتاريخها وروحانيتها. ان زيارتكم الى هذه البقعة المقدسة من العالم انما هي تذكير للجميع بأن الفلسطيني حيثما كان واينما وجد لا ينسى بلده حتى وان تواجد في بلاد بعيدة تفصلها عن فلسطين القارات والمحيطات. لقد زرت كنيستكم في سانديغو وصلينا معا وتفقدت المؤسسات الفلسطينية القائمة في هذا البلد المترامي الاطراف لا سيما النادي الفلسطيني في العاصمة التشيلية سانديغو والذي يعتبر معلما ثقافيا حضاريا انسانيا واجتماعيا ووطنيا متميزا.
وأوضح أنه عندما اقتربنا من النادي الارثوذكسي شاهدنا الراية الفلسطينية شامخة معبرة عن شموخ ابناء فلسطين المقيمين هناك والمتمسكين بأصالتهم وايمانهم وجذورهم وانتماءهم لوطنهم الام.
وأكد أن الحضور المسيحي في فلسطين هو حضور اصيل له عراقته وله تاريخه الذي لم ينقطع لاكثر من الفي عام، فلسطين هي مهد المسيحية ومغارة الميلاد في بيت لحم هي خير شاهد على هذا الحدث الخلاصي التاريخي كما ان القبر المقدس في القدس انما هو شاهد على حدث القيامة وكلكم تعلمون ماذا تعني بالنسبة الينا القيامة في ايماننا وعقيدتنا وتراثنا. الحضور المسيحي في فلسطين هو حضور فاعل في القضايا الثقافية والفكرية والانسانية والوطنية ونحن كنا دوما وما زلنا وسنبقى منحازين لشعبنا الفلسطين وعدالة قضيته التي هي قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين.
وأضاف أن نسبة المسيحيين اليوم في فلسطين لا تتجاوز ال 1% ولكن قيمة الحضور المسيحي هي اكبر بكثير من هذه النسبة باعتبار ان فلسطين هي مهد المسيحية وهي الارض المقدسة التي تحتضن اهم المقدسات المسيحية في العالم ، كما ان المسيحيين الفلسطينيين الباقين في وطنهم هم مطالبون لكي يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض فنحن وان كنا قلة في عددنا الا اننا لسنا اقلية ونرفض ان ينظر الينا كذلك ، نحن فلسطينيون نحب وطننا وندافع عن حرية شعبنا ونذهب الى سائر ارجاء العالم لكي نتحدث عن هذه القضية لاننا نعتقد بأنها قضية حق وعدالة ونصرة للمظلومين والمتألمين والمعذبين. المؤسسات المسيحية القائمة في بلادنا بكافة اشكالها والوانها ومسمياتها انما هي مُسّخرة في خدمة الشعب الفلسطيني فمن يأتي الينا طلبا للمساعدة لا نسأله ما هو دينك لاننا نعتقد بأن خدمتنا موجهة لشعبنا ، لكل شعبنا بدون تمييز بين الانتماءات الدينية او الحزبية او العائلية.
وتابع: نحن نحب وطننا وندافع دوما عن حرية شعبنا لان حرية فلسطين هي حريتنا جميعا وكرامة الشعب الفلسطيني هي من كرامتنا جميعا وهواجس الشعب الفلسطيني وتطلعه نحو الحرية هو هاجسنا وتطلعنا جميعا. الكثيرون يتآمرون على القضية الفلسطينية ويخططون لتصفيتها وانهائها ولكنهم سيفشلون في ذلك لان القضية الفلسطينية هي قضية شعب يعشق الحرية ولا بد لهذا الشعب ان ينال حقوقه وان يستعيد حريته لانه يستحقها ويناضل في سبيلها وقد قدم من اجلها التضحيات الجسام. نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تكون اكثر التزاما بالقضية الفلسطينية ولا نريد للمؤسسات المسيحية في عالمنا ان تتأثر بسياسيي الغرب الذين في كثير من الاحيان اجنداتهم لا تكون اخلاقية او انسانية وانما يتحدثون فقط بلغة المصالح والمال وتجارة الاسلحة وتصدير ثقافة الموت حتى وان كان هذا على حساب الشعوب المقهورة والمعذبة.