الخطيب : تدويل قطاع غزة هو أفضل حل إنتقالي
نشر بتاريخ: 14/06/2017 ( آخر تحديث: 14/06/2017 الساعة: 16:52 )
غزة- معا- أكد أحمد الخطيب، مدير مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة والتي تسعى لإنشاء مطار إنساني دولي بإدارة وإشراف أممي في قطاع غزة بأن الذكرى الخمسين لحرب عام 1967 تتطلب التأمل في دور قوات الطوارئ الدولية الأممية التي عملت في قطاع غزة بعد حرب عام 1956 أو ما عرف باسم "العدوان الثلاثي".
وقال الخطيب لمعا بأنه بينما ينصب كل التركيز في الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة على احتلال الأراضي الفلسطينية، يهمل الكثيرون جزءً مهماً من التاريخ قد يعطي إلهاماً وفكرة جديدة قديمة لحل بعض قضايا غزة.
ووضح بأنه قبل بدء الحرب الشهيرة، أعطى الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر أوامره الشهيرة للأمم المتحدة بأن تنسحب من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، مضيفاً بأن انسحاب القوات الدولية كان خطأً استراتيجياً فادحاً لا يزال الفلسطينيين يدفعون ثمنه حتى يومنا هذا.
وشرح الخطيب بأن فترة وجود القوات الدولية في قطاع غزة، ورغم استمرار الإدارة المصرية للقطاع، شهدت استقراراً للقطاع وتضمنت حركةً سلسة بين محيط غزة، موضحاً بأن القوات الدولية قامت بتشغيل مطار في شمال شرق القطاع في منطقة المنطار.
يُذكر بأن الأمم المتحدة قامت بتشغيل مطار لدعم قوات الطوارئ في قطاع غزة ما بين عام 1956 إلى 1967، وخدمت المُنشأة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة عبر تشغيل رحلات نقل جوية إلى عدد من الوجهات في الشرق الأوسط مثل بيروت وقبرص، بالإضافة إلى نقل حمولات غذائية وطبية وإنسانية.
من جهة أخرى، اعتبر الخطيب بأن أوضاع غزة الحالية في ظل التحديات المحلية والإقليمية القائمة لن يتم حلها ضمن الأُطر الاعتيادية التي لعبت دوراً في إدارة أزمة القطاع منذ 14 يونيو 2007، مضيفاً بأن تزامن الذكرى العاشرة للانقسام مع الذكرى الخمسين لاحتلال 1967 يدعو للتفكير بحلول خارج الصندوق.
ويعتقد الخطيب بأنه لا بد من حلول عملية لمشاكل القطاع تتجاوز الجمود الحالي فيما يتعلق باستمرار الانفصال السياسي بين الضفة وغزة، بالإضافة إلى التصعيد المستمر إلى مالا نهاية بين السلطة الفلسطينية وإدارة حماس، وما يتمخض عن ذلك من مشكال اقتصادية وإنسانية وعدم القدرة على تحرك الفلسطينيين بحرية.
وقال إنه رغم استياء البعض من الحديث عن تدويل إدارة قطاع غزة، فإن ذلك هو السبيل الوحيد للتعامل مع عشرات المشاكل التي تجعل حياة السكان جحيمٌ لا يطاق، مستغرباً تمسك البعض في سراب السيادة الفلسطينية رغم استمرار الاحتلال الحصار وانعدام المصادر والإدارة المفتقرة للكفاءة والحنكة. وأضاف الخطيب أن الفلسطينيين يريدون تدويل قضية الاستيطان وعملية السلام، فلماذا إذا لا يتم تدويل إدارة قطاع غزة وتحييد الخدمات الأساسية، بما فيها التنقل بحرية عبر مطار دولي أممي، عن الملفات السياسية الشائكة والمستبعد حلها في المستقبل القريب.
وبدوره، وضح الخطيب بأن الأمم المتحدة موجودةٌ على الأرض في القطاع وتزود أكثر من مليون فلسطيني بمختلف أنواع الخدمات، مؤكداً بأن الهيئة قامت بعمليات إنسانية كبيرة ومعقدة، شملت خدمات نقل جوي في العشرات من مناطق النزاع حول العالم وأن مراقبين وقوات حفظ سلام محدودة الصلاحية ستستطيع تأمين الاستقرار بشكل طويل الأمد.
واختتم الخطيب قائلاً بأن فترة انتقالية ما بين 5 إلى 10 سنوات بإدارة دولية تحت مظلة أممية قد تشكل الحل الأمثل لتحسين ظروف القطاع بطريقة تتعامل مع احتياجات الأطراف المختلفة المعقدة، بما فيها قضايا الأمن الإسرائيلي والمصري، وضمان عدم تدخل حركة حماس في إدارة المرافق والمنشآت والبنى التحتية والخدماتية الضرورية والأساسية.