فرحة الرياضيين بعيد الفطر السعيد
نشر بتاريخ: 24/06/2017 ( آخر تحديث: 24/06/2017 الساعة: 13:26 )
بقلم: أسامة فلفل
رغم الظروف الاستثنائية ورغم الجراح المثخنة وحجم المعاناة والحصار الجائر الذي يطبق على الصامدين على أرض الإسراء والمعراج ، إلا أن أهل فلسطين وأبطالها الرياضيون يؤدون صلاة العيد ويحتفلون بقدومه على أوتار الثبات والصبر والقوة المستوحاة من عمق الأصالة والمنهج الرباني.
عيد الفطر السعيد له طقوس وخصوصية خاصة في فلسطين، حيث يمثل أبرز مظاهر الفرحة والبهجة في حياة المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويأتي تتويجًا لصيام شهر رمضان المبارك وبعد رحلة إيمانية وروحانيات لا يمكن وصفها لأنها تلامس قلوب كل المسلمين وتشحذ هممهم بالتقوى والإيمان وتمدهم بالمدد والقوة واليقين.
ففرحة العيد ليس بعدها فرحة لأنها تأتينا على إيقاع رحلة عظيمه قضاها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله وزيارة صلة الأرحام والتعاضد والتكاتف والتراحم والتعاون والتسامح.
ففي العيد يتبادل المسلمون أرق التهاني والتبريكات، والجميل أن الرياضيون هنا في الوطن الفلسطيني يستثمرون هذه الفرصة الثمينة للتواصل والزيارات التي يكون لها في العادة صدى، فيزرعون ويغرسون جذور المحبة والأخوة الصادقة ، فتنجلي الصدور وتبرز شيم الرجال الذين يطرزون على جدار بوابة التاريخ بصور تلاحمهم وتسامحهم ونبل أخلاقهم وقوة ترابطهم وتماسكهم صورة مشرفة.
فكثيرة المواقف التي سطرتها اللجنة الاولمبية الفلسطينية والاتحادات والأندية والجمعيات الرياضية في تكثيف الزيارات لأسر ومنازل الشهداء وأبطال فلسطين من الرياضيين أصحاب الانجازات الوطنية والتاريخية بالعيد ، فهذه المشاهد الرائعة تكسي الدنيا فرحًا بمشاعر الرياضيين الراقية والسامية، المستوحاة من منهج رباني قويم يجعلنا جمعيا نجدد العهد مع الله ونبقى على طريق ذات الشوكة.
جرت العادة في صباح العيد، يتجمع الرياضيون وجموع المصلين لأداء الصلاة في العراء، ثم تبدأ مظاهر تهنئة الرياضيين بعضهم البعض في المسجد أو الساحات وتقديم التهاني الخاصة مثل "كل عام وأنتم بخير" وغيرها، ثم يذهبوا لمنازلهم، استعدادًا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب والأصدقاء وإدارة النادي واللاعبين.
في العيد في فلسطين يحرص الرياضيون على زيارة أضرحة الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم ، ومن ثم التوجه لزيارة ذوي الأسرى والمعتقلين لشد أزرهم وتعزيز جسور التواصل معهم.
والجميل أن الأندية وعلى مدار مراحل التاريخ لها حضور في العيد حيث تفتح الأبواب وتقوم مجالس الإدارات باستقبال اللاعبين والإداريين والجمهور والاحتفال معا بفرحة العيد ، ويتم تقديم الحلوى الشكولاته والمعمول والكعك، وهذه المرحلة عشناها في كثير من الأندية الرياضية ولاسيما العميد نادي غزة الرياضي.
فرحة العيد بالغربة لها مذاق وطعم مغاير لفرحة العيد بالوطن، حيث مع أول أيام العيد تستيقظ المشاعر داخل نفوس المغتربين خارج الوطن والذين يقضون فرحة العيد بمرارة البعد عن الأهل والوطن الجريح وبداخلهم الطموح والإصرار على العودة حاملين حصاد وتعب سنين قضوها في الغربة.
فرحة العيد في ربوع الوطن وبين الأهل والعشيرة والأحباب والأصدقاء ولقاء الكل على تراب الوطن هي الفرحة التي حرم منها الآلاف من أبناء شعبنا الذين أجبرتهم الظروف على التواجد في الشتات وحرمانهم أن يعيشوا هذه الفرحة أسوة بشعوب الأرض.
على العموم فرحة العيد في فلسطين لن تكتمل إلا بدحر الاحتلال وكنسه عن أرضنا ولم شمل الكل الفلسطيني وقد رفرفت رايات الحرية والاستقلال على أسوار ومآذن وكنائس القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.