الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رجال دين مسيحيين يهنئون بعيد الفطر في الأقصى

نشر بتاريخ: 26/06/2017 ( آخر تحديث: 26/06/2017 الساعة: 13:36 )
رجال دين مسيحيين يهنئون بعيد الفطر في الأقصى
القدس- معا- قام المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يرافقه عدد من رجال الدين المسيحي بعد الانتهاء من القداس الذي اقيم في كنيسة القيامة، صباح الاحد، بزيارة تهنئة "للاخوة" المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد.
وقد توجه الوفد الكنسي الى باحات المسجد الاقصى المبارك حيث قدموا التهنئة للمسلمين بعيدهم وكان هنالك لقاء للمطران مع عدد من رجال الدين الاسلامي والشخصيات المقدسية التي تواجدت في المكان.
وقد القى المطران كلمة بهذه المناسبة حيث قال: "ننقل اليكم ولكافة اخوتنا المسلمين في فلسطين وفي الوطن العربي وفي العالم بأسره معايدة الكنائس المسيحية في القدس بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك".
وأضاف "اتينا الى هذا المكان الذي تلتقون فيه من اجل العبادة والصلاة لكي نشاطركم الفرح والابتهاج بقدوم هذا العيد السعيد ولكي نؤكد لكم احترامنا وتقديرنا ومحبتنا وتمنياتنا بأن تحل علينا هذه المواسم في الاعوام القادمة ونحن في وضع افضل مما نحن فيه اليوم".
وتابع: "ان الكنائس المسيحية في فلسطين كما وسائر المسيحيين الفلسطينيين ابناء هذه الارض المقدسة يعايدون اخوتهم المسلمين في العيد ورسالتنا اليوم من رحاب مدينة القدس بأننا سنبقى شعبا فلسطينيا واحدا يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة".
وقال: "مع اطلالة هذا العيد نستذكر شهداءنا الابرار ونتذكر اسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال ونرفع الدعاء الى الله من اجل ان تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام".
وأكد أن "رسالتنا اليوم هي رسالة محبة واخوة وتلاق وتأكيد على وحدتنا الانسانية والوطنية ورفضنا لكافة المؤامرات ايا كان مصدرها والتي تهدف الى اثارة الضغينة والكراهية في مجتمعنا.. لقد تميزت فلسطين بوحدة ابنائها وقد كان المسيحيون والمسلمون معا في ساحات النضال من اجل الحرية ، ويجب علينا ان نحافظ على هذا النموذج الفلسطيني المتميز الذي يستهدفه الاعداء بوسائلهم المعهودة وغير المعهودة.. ان زيارتنا اليوم للمسجد الاقصى المبارك هي ايضا للتعبير عن رفضنا لكافة الممارسات والسياسات والافعال الاحتلالية التي تستهدف هذا المكان المقدس".
وتابع: "نقول لاخوتنا المسلمين في عيدهم بأن من يعتدي على الاقصى انما يعتدي علينا جميعا ومن يعتدي على مقدساتنا المسيحية انما يعتدي علينا جميعا.. هذه هي فلسطين التي نحبها وننتمي اليها وندافع عنها ، هذه هي فلسطين التي تميزت دوما بوحدة ابناءها المسيحيين والمسلمين الذين يؤكدون في كل يوم وفي كل ساعة انهم ينتمون لشعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة.. نحن ننتمي الى فلسطين وسنبقى ندافع عن فلسطين ، نحن ننتمي الى القدس وسنبقى ندافع عنها وعن مقدساتها وعن وجهها الروحي والحضاري والانساني.. إن الصورة القاتمة التي تحيط بنا والحالة العربية المؤسفة والمحزنة لن تجعلنا نخاف او نتراجع قيد انملة الى الوراء".
وشدد المطران حنا في كلمته "لن يتمكن احد من انتزاع فلسطين من وجداننا ، ومهما تآمروا على فلسطين وعلى قضية شعبها ومهما حاولوا تصفية هذه القضية العادلة فسنبقى كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نؤكد ونقول بأن فلسطين لاصحابها ولا بد للحق السليب ان يعود الى اصحابه ولا يضيع حق وراءه مطالب.. نؤكد بإسم مسيحيي هذه الارض المقدسة انتماءنا لفلسطين وانتماءنا للقدس عاصمة فلسطين وتشبثنا بهويتنا العربية الفلسطينية .
لن نتخلى عن اصالتنا الايمانية ورسالتنا الروحية والوطنية ، لن نتخلى عن انتماءنا لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وهوية ، فلا كرامة لنا بدون فلسطين ولا حرية لنا بدون حرية فلسطين، فبوحدتنا الوطنية ولُحمتنا الانسانية وتلاقينا الاسلامي المسيحي يمكننا ان نرفع اسم فلسطين عاليا وان نوصل رسالة فلسطين الى سائر ارجاء العالم.. رسالتي اليوم الى الشعب الفلسطيني الذي يشعر بالالم والحزن والقلق بسبب ما نمر به كفلسطينيين وكأمة عربية اقول لا تخافوا ولا تترددوا من ان تدافعوا عن وطنكم ولا تستسلموا لاولئك الذين يريدون اغراقنا في مستنقع اليأس والاحباط والقنوط.. نحن شعب لا يعرف اليأٍس والاحباط والقنوط لاننا اصحاب قضية عادلة ومهما تآمروا علينا واضطهدونا واستهدفونا فإن هذا لن يزيدنا الا ثباتا وصمودا وتمسكا بمواقفنا".
وأضاف "نسأل الله في هذا العيد بأن يمن علينا بعدله وسلامه وان يبلسم جراح المتألمين وان يكون تعزية للثكالى والمعذبين وان يكون سندا لشعبنا الفلسطيني الذي يناضل من اجل حريته وكرامته.. نلتفت الى مشرقنا العربي ونسأل الله بأن يتوقف الاضطراب والعنف والارهاب الذي يحيط بنا وان تسود لغة المحبة والاخوة والسلام ، كفانا حروبا ، كفانا قتلا وعنفا واستهدافا للكرامة الانسانية، ان كل قطرة دم بريئة تسيل في هذا المشرق العربي انما هي عزيزة علينا ، نصلي من اجل السلام في سوريا والعراق واليمن وليبيا ، نصلي من اجل السلام والامن والاستقرار في مشرقنا العربي لكي يكون العرب موحدون في دفاعهم عن قضيتهم الاولى وفي دفاعهم عن القدس حاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني والحضاري.. نكرر معايدتنا لاخوتنا المسلمين في بلادنا وفي كل مكان مؤكدين بأن ايادينا ستبقى ممدودة وقلوبنا وابوابنا ستبقى دوما مفتوحة من اجل ان نبني معا جسور المحبة والاخوة والتواصل والتلاقي والسلام في وطننا وفي مشرقنا العربي".