نشر بتاريخ: 26/06/2017 ( آخر تحديث: 26/06/2017 الساعة: 20:06 )
الخليل- معا- تقرير محمد العويوي- قبيل عيد الفطر السعيد، من كل عام، تسجل حركة اقبال المواطنين في الخليل بشكل خاص، على شراء سمك القد "المملح" ارتفاعا ملحوظا، للحفاظ على العادة التي ورثها الأبناء عن الأجداد، ليكون القد وجبة الإفطار الأساسية لهم أول أيام العيد،
عادة نحرص عليهاوقال الحاج أحمد النتشة: "لقد اعتدنا في الخليل على هذه العادة المتوارثة من الآباء والأجداد، ومنذ ما يزيد عن 55 سنة وانا اتناول سمك القد صبيحة يوم عيد الفطر السعيد، وقد ورث ابنائي عني ذلك كما ورثته عن والدي رحمه الله".
وتحدث عن فوائد سمك القد، مشيراً الى انه وبعد تناوله للقد، يجعله ذلك، يقبل على تناول اي شي خلال ايام العيد، بشكل معتدل، فالافراط في تناول الأكل، كما يقول الحاج النتشة:" يولد مشاكل في المعدة والجميع في غنى عنها، وعليهم الاعتدال في تناول المكسرات والحلويات والشوكولاته وتناول المشروبات".
وأضاف: "رغم ارتفاع سعر الكيلو الواحد من هذا النوع من السمك (58 -65 شيكل للكيلو الواحد) أحرص على ان يكون هو افطارنا في يوم العيد، وهناك من يستعيض عنه خاصة من ذوي الدخل المحدود بأكل سمك الفسيخ "المملح" كونه رخيص الثمن ويعطي نتيجة موازية للمعدة".
ويوافقه في الرأي الشاب محمود ابو اسنينة، والذي كان يقوم بشراء السمك، حيث قال:" ورثت عن والدي رحمه الله، عادة أكل سمك القد في أول يوم من ايام عيد الفطر السعيد، والحمد لله انا احافظ على هذه العادة الغذائية الجيدة والتي تمنع اصابتنا بالامراض بعد شهر من الصيام".
مرة واحدة في العام
وسام الكردي ٤٣ عاما، والذي يمتلك محلا للتجارة، ويمثل الجيل الثالث في عائلته، يرى ان سمك القد، من اهم السلع التي يبيعها فموسمه لايام معدودة، وهو من السلع التاريخية التي تحظى باهتمام بالغ من قبل المواطنين.
يقول الكردي: "حينما كنت طفلا، كنت اسأل نفسي، لماذا نبيع سمك القد قبيل عيد الفطر فقط، وحينما كبرت قليلا، جائني الرد: انه افضل طعام يتم تناوله صبيحة العيد، للحفاظ على المعدة والجسم، لاحتوائه على نسبة عالية من الملح، ز يعمل على تهيئة المعدة لاستقبال الطعام والشراب بعد شهر من الصيام".
وتابع قائلا: "انا لست خبيرا في التغذية، لكن ومن خلال التجربة، وعلاقتي مع الزبائن فإن تناوله كاول وجبة افطار في صبيحة اول ايام عيد الفطر، يمنع اي تلبك في المعدة، وبعدها تأكل ما تريد دون خوف".
يحفظ التوازنيعتبر سمك القد مصدرا لليود ويحتوي على الأملاح المعدنية المهمة التي تعمل على إعادة التوازن الملحي للجسم وبالتالي المحافظة على حيويته بعد الخروج من فترة الصيام، ويعمل على تهيئة الجهاز العصبي والهضمي للقيام بالعمليات الحيوية.
وفي هذا الصدد يقول خبير التغذية المهندس كفاح القواسمي :" من خلال تهيئة الجهاز الهضمي تحصل عملية الهضم والامتصاص داخل الجسم بما يضمن عدم وجود انتفاخات وغازات والإمساك داخل المعدة والأمعاء الدقيقة ، أما من خلال الجهاز العصبي فيعمل على تهدئة الأعصاب من خلال المحافظة على التوازن الملحي والبعد عن العصف العصبي والإرباك".
ويوضح القواسمي، السمك بشكل عام يعتبر من اللحوم البيضاء التي لا تحتوي على الدهون، وبتناوله يحصل الجسم على التغذية المتوازنة بعيدا عن مخاطر ارتفاع الكوليسترول في الدم.
من العهد العثماني كان الناس فيما مضى يشترون سمكة القد ويتراوح وزن الواحدة منها ما بين ٣-٥ كيلوغرامات، وتقوم امهاتنا بتنظيفه ونقعه بالماء قبل ان يتم طهوه، ومع مرور الزمن بات بعض الباعة يمتلكون موهبة في تنظيفه وتقديم النصح لطهوه.
البائع محمد الديب، أحد هؤلاء، قال:" يحتوي سمك القد على نسبة عالية من الاملاح، وتختلف اذواق الناس في تناوله، ومن الافضل ان يتم غسل السمك اولا ومن ثم نقعه بالماء لمدة يوم او يومين او ثلاثة ايام، لكي نتخلص من ملوحته، ويوضع في الثلاجة، حتى لا تخرج منه رائحة نتنه، ويتم تغيير الماء كل ثمانية ساعات. وبعدها يتم طهوه حسب ذوق كل واحد فينا".
ولفت الديب الانظار الى أن عادة تناول إفطار أول أيام عيد الفطر بالسمك المقدد في الخليل، تعود للعهد العثماني، واستمرت وحافظ عليها الأبناء والأجيال جيلا بعد جيل.
سمك القد متوفر في الاسواق العالمية على مدار العام، لكنه يتوفر خلال اسبوع او اسبوعين في السوق الفلسطيني، وكما قال وسام الكردي، ملوحته العالية وفوائده تجعله مرغوبا في عيد الفطر فقط، لذا يحرص التجار على جعله متوفرا قبيل العيد.