المطران حنا يستقبل وفدا من اعضاء الشبيبة الارثوذكسية في بيت لحم
نشر بتاريخ: 27/06/2017 ( آخر تحديث: 27/06/2017 الساعة: 13:29 )
القدس- معا- التقى المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم التلاتاء، مع وفد من اعضاء الشبيبة الارثوذكسية في منطقة محافظة بيت لحم (بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور) والذين توجهوا الى المدينة المقدسة للقاء سيادة المطران بهدف التداول في جملة من القضايا الكنسية والروحية والرعوية.
وتداول المجتمعون في هذا اللقاء في احوال الكنيسة الارثوذكسية كما كان هنالك حديث روحي للمطران امام وفد الشبيبة المكون من 30 شخصا.
وشكر المطران الوفد على زيارته، مؤكدا على اهمية استمرارية مثل هذه اللقاءات لكي نتداول في جملة من القضايا التي تعنينا بشكل مباشر لا سيما الوضع الارثوذكسي وضرورة تكثيف النشاطات الروحية وتوعية ابناء رعيتنا لكي يدركوا عراقة انتماءهم وجذورهم العميقة في هذه الارض المقدسة.
وقال:" ارثوذكسيتنا التي نفتخر بانتماءنا اليها ليست استقامة ايمان فحسب بل هي استقامة فكر وسلوك وتعامل مع كافة ابناء شعبنا الذين واياهم نتشارك الانتماء الانساني الواحد والهوية العربية الفلسطينية الواحدة".
وأكد المطران: يجب ان نسعى لكي تصل كلمة الله الى كل بيت من ابناء رعيتنا في هذه الارض المقدسة ، ولا ننكر ان هنالك تقصيرا رعويا فهذه ظاهرة موجودة منذ سنوات طويلة ولكننا لا يجوز لنا ان نستسلم لهذا الواقع ، فالتقصير الرعوي يجب ان نعالجه بحكمة وتواضع ومحبة وانتماء لكنيستنا وان نسعى عبر كافة الوسائل المتاحة لكي يصل صوت كنيستنا الى كافة ابناء رعيتنا.
وتابع: لا نريد لابناء رعيتنا ان يكونوا جاهلين لعقائدهم وايمانهم وتاريخهم وتراثهم الروحي والانساني والحضاري ، يجب ان نواجه ثقافة التجهيل بمزيد من النشاطات والفعاليات وكذلك استعمال وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة في كل بيت .
وشدّد المطران: يمكن ان تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي استعمالا ايجابيا وجيدا وان تكون وسيلة لتربية ابناءنا وزرع قيم الايمان والمحبة في نفوسهم ورفع معنوياتهم وتقويتهم وتعزيتهم في ظل ما تشهده بلادنا ومنطقتنا من مظاهر وسياسات وممارسات واحوال مضطربة.
وأضاف: ان الشبيبة الارثوذكسية يجب ان تقوم بدورها، وعندما تم تأسيس حركة الشبيبة الارثوذكسية كان الهدف من تأسيسها هو ان تقوم بدورها الروحي في ايصال الكلمة الخلاصية الى حيثما يجب ان تصل هذه الكلمة.
وقال المطران: الكثيرون من ابناء كنيستنا الارثوذكسية لا يعرفون شيئا عن كنيستهم ولم يبذلوا اي جهد لقراءة ما يمكن ان يساعدهم ويجعلهم يدركون ما هي كنيستهم ولذلك فإننا نرى ابناء كنيستنا في محافظة بيت لحم لقمة سائغة للجماعات التي تأتي مدعية التبشير بالمسيحية ولكن هدفهم الاساسي هو اقتلاع ابناء كنيستنا من جذورهم الايمانية وهم يستغلون في ذلك الجهل وعدم معرفة ابناء كنيستنا لايمانهم وتاريخهم وتراث كنيستهم.
وأضاف: ان الانسان هو عدو ما يجهل ، ومن واجبنا ان نبذل جهدا لكي نوصل رسالة الكنيسة الارثوذكسية لابناءنا لكي يكونوا اكثر انتماء ووعيا وحرصا ولكي لا تتمكن الذئاب الخاطفة من النيل منهم واقتلاعهم من كنيستهم الام، وهنالك جماعات تدعي التبشير بالانجيل وهي تتلقى دعما من امريكا ومن غير امريكا وهدف هؤلاء هو اضعاف حضور كنيستنا وهم يستغلون الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وظروف الاحتلال ولكنهم يستغلون اولا وقبل كل شيء جهل ابناء كنيستنا بإيمانهم وعقائدهم.
وأكد: ادعو شبيبتنا الارثوذكسية الى تفعيل نشاطاتها الروحية بالتعاون مع الاباء الكهنة فلا يجوز لنا ان نستسلم لاولئك المبشرين المزيفين الذين يدعون المسيحية والمسيحية منهم براء، ويجب ان نحافظ على انتماءنا الارثوذكسي ويجب ان نحافظ على هويتنا المشرقية النقية ويجب ان نبقى متمسكين بهويتنا العربية الفلسطينية التي يسعى الاعداء بوسائلهم المعهودة والغير المعهودة لاقتلاعنا منها.
لا يجوز لابناء كنيستنا ان يتخلوا عن ايمانهم وانتماءهم لكنيستهم مقابل حفنة من الدولارات ، ولا يجوز لابناء كنيستنا ان يبقوا جاهلين لقواعد ايمانهم ، وليس وقال المطران: من العدل والانصاف ان نبرر هذا الجهل فقط بانعدام وجود التبشير والوعظ، فمن احب كنيسته واراد ان يتعرف عليها عليه ان يعود الى الكتب والى المراجع الروحية وان يسأل اصحاب الخبرة والمعرفة بهذه القضايا، ان الشبيبة الارثوذكسية يجب ان تقوي حضورها في مجتمعنا وفي رعيتنا ، والارثوذكسية التي نتحدث عنها ليست طائفة بل هي رسالة محبة واخوة ورحمة وتفان في الخدمة والعطاء.
وتابع: ما اكثر اولئك الذين يزورون تاريخنا ويشوهون صورتنا ويسيئون الى عراقة وجودنا، وعلينا ان نتحلى بالوعي والصدق والحكمة والمسؤولية لكي نؤدي رسالتنا كما يجب، ونريد للشبيبة الارثوذكسية ان يكون لها حضور في مجتمعنا وفي كافة الميادين بما في ذلك الوطنية فنحن نرفض ان ينعزل ابناءنا عن هموم وهواجس شعبهم فنحن فلسطينيون نفتخر بفلسطينيتنا وبانتماءنا للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية.
وقدم للوفد بعض الاقتراحات العملية الهادفة لتفعيل نشاطات الشبيبة الارثوذكسية وحضورها الروحي والكنسي والرعوي والوطني، وبعض المنشورات الروحية مؤكدا على اهمية استمرار مثل هذه اللقاءات والتواصل الدائم فيما بيننا.