نشر بتاريخ: 29/06/2017 ( آخر تحديث: 30/06/2017 الساعة: 11:37 )
الخليل-معا- ينتظر اهالي مدينة الخليل بشغف اجتماع لجنة التراث العالمي في الأول من الشهر القادم، في مدينة "كراكوف" ببولندا، والتي ستناقش طلب ضم الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة من مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي.
ويأمل رئيس بلدية الخليل الأسبق خالد العسيلي، بأن يقرر أعضاء اللجنة من الدول الصديقة والمحبة لفلسطين وتلك التي تعمل للحفاظ على الموروث الثقافي والانساني والتاريخي، المصادقة على طلب فلسطين بضم الخليل لقائمة المدن التاريخية، وعدم الاستجابة للضغوط التي تمارس من قبل اللوبي الاسرائيلي حول العالم.
ولا تزال البلدة القديمة في مدينة الخليل من اولويات بلدية الخليل لما تملكه من اهمية تاريخية وثقافية تمثل الهوية العربية والاسلامية للمدينة وتجسد مسرح الاحداث التاريخية التي عاشتها المدينة عبر عصور وحقب تاريخية مختلفة.
وقال العسيلي "ان جهود بلدية الخليل للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي جاءت منهجية ضمن اعمال مشروع تسجيل البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي وعلى مختلف الاصعدة المحلية والدولية بالإضافة الى الاعمال الفنية التي تمت لإعداد طلب ترشيح البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.
بداية الفكرةتولدت الفكرة، في العام 2008، حينما كان رئيس بلدية "بلفور" الفرنسية في حينه، "ايتان بوتسباغ " يقوم بزيارة الى مدينة الخليل، حيث ان المدينة تجمعها مع مدينته توأمة، وطرح العسيلي فكرة ان يساعد بلدية الخليل في تسجيل بلدتها القديمة على لائحة اليونسكو، بالشراكة ما بين بلدية الخليل وبلديتي "بلفور" و"اركوي" الفرنسيتين.
واستذكر العسيلي، مراحل نضوج مشروع تسجيل البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي، وقال " هذه المبادرة كانت في حينه هي الاولى على صعيد الوطن، وجسدت تحديا ثقافيا لإثبات هوية مدينة الخليل على كافة الاصعدة الدولية والاسلامية والعربية والمحلية ايضا، واستطاعت جهود بلدية الخليل الدولية من خلال مشاركاتها في الفعاليات الدولية ولقاءاتي مع الشخصيات الدولية من حشد تأييد عالمي كبير لدعم المشروع وكانت اولى تلك المؤشرات الحصول على اجماع اوروبي في مؤتمر فينيسيا الثالث للهيئات المحلية للمدن الاوروبية، على رفع توصية لاعتبار مدينة الخليل تراث حضاري انساني دولي وضرورة دعم تشكيل لجنة دولية للاعتراف بمدينة الخليل كمدينة تراث حضاري انساني دولي، ودعم الجهود المبذولة للحصول على الموافقة الرسمية من اليونسكو، وقد تم اقرار هذه التوصية في مؤتمر الهيئات المحلية للمدن الاوروبية الذي عقد في اسطنبول عام 2008، كما تم قبول عضوية مدينة الخليل في اللجنة الثقافية للجنة الدائمة للشراكة الاورو- متوسطية للسلطات المحلية والاقليمية، في مؤتمر باليرمو عام 2009".
واضاف في حديثه:" قيل لي في حينه من قبل بعض المسؤولين: الأمر لن يكون سهل المنال، باعتبار أن اليونسكو لا تقبل إلا الترشيحات التي تقدمها الدول وفلسطين لم تحظ بعد بالاعتراف الكامل كدولة. فقلت لهم: دعونا نحاول، لن نخسر شيئاً علينا تجهيز الملف على أكمل وجه وعرضه على مختصين وخبراء في هذا المجال قبل تقديمه لليونسكو، ومن ثم نقدمه لليونسكو، نحن نريد حماية البلدة القديمة والحفاظ على موروثها التاريخي والانساني. بعضهم اقتنع بما قلت والبعض الآخر لم يقتنع، لكننا بدأنا العمل".
واستطرد قائلاً :" وفي تشرين اول 2009، قامت بلدية الخليل بالشراكة مع بلديتي "بلفور" و "اركوي" الفرنسيتين بإعلان انطلاقة الحملة الدولية لدعم تسجيل البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي وكان من ابرز المنضمين للحملة في حينه بطرس بطرس غالي الامين العام السابق للأمم المتحدة ولويزا مورغنتيني نائب رئيس البرلمان الاوروبي وفيدريكو مايور زاراجوزا الامين العام الاسبق لليونسكو، و وزير الداخلية الفرنسي السابق جان بيار شوفينمانب، الاضافة الى العديد من المثقفين والمعماريين والصحفيين الدوليين".
حملة محليةوبالتوازي مع الحراك الدولي، كان هناك حراك محلي وخاصة داخل بلدية الخليل، فقد أوعز العسيلي لموظفي البلدية، وعلى رأسهم مدير مشروع تسجيل البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي المهندس علاء شاهين، بإعداد خطة عمل للمشروع على ان ينتهي اعداد طلب الترشيح والتقارير اللازمة له في نهاية العام 2010 وذلك وفقا لمعايير لجنة التراث العالمي والجدول الزمني لإجراءات استلام طلب الترشيح.
وشملت خطة العمل تشكيل عدة لجان تعمل على تأريخ البلدة القديمة وتوثيقها ووضع المخططات المستقبلية لها وخطط حمايتها، حيث تم تشكيل فريق من المهندسين المعماريين والخبراء المحليين والدوليين بإعداد ملف الترشح لليونسكو.
وتابع العسيلي في حديثه مع مراسل معا في الخليل:" حرصت بلدية الخليل على التواصل مع المجتمع المحلي بمختلف اطيافه لتحقيق مشاركة مجتمعية فعالة وتحقيق التكاملية بين كافة شرائح وفئات المجتمع المحلي في مدينة الخليل مع اجل النهوض بواقع البلدة القديمة واحياءها، وقد حرصنا في البلدية على عقد لقاءات دائمة ومستمرة مع مختلف اطياف المجتمع المحلي، كان من ابرزها ورشة عمل شارك بها اكثر من 140 شخصية تمثل اكثر من 100 مؤسسة حكومية واهلية في المدينة وشخصيا اعتبارية وخبراء في التاريخ والتراث، حيث تم من خلالها عرض ومناقشة مشروع تسجيل البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي وسبل احياءها.
وقال العسيلي، هناك جهود كبيرة بذلت وفريق عمل كبير شارك في إعداد الملف، وكما انتظر انا بشغف قبول الطلب، هم ينتظرون مثلي، واشكر جميع من ساهم في دعم الملف وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، والحكومة و وزير الخارجية و وزيرة السياحة، والشكر موصول الى رئيس بلدية مدينة أركاي الفرنسية دانيال برييه ورئيس بلدية مدينة بلفور الفرنسية "إتيان بوتسباغ" وسفير فلسطين لدى اليونسكو إلياس صنبر وسفيرة فلسطين لدى فرنسا هند خوري ورئيس جمعية التعاون الثقافي الخليل فرنسا د. أنور ابوعيشة على جهودهم الشخصية مع بلدية الخليل في حينه.
وكانت طواقم بلدية الخليل، قد اتمت اعمال اعداد ملف ترشيح البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي وذلك وفقا للشروط والمعايير المعلنة من قبل اليونسكو تمهيدا لتقديم الطلب في بداية العام 2011 .
وشمل ملف الترشيح دراسات توثيقية لتاريخ البلدة القديمة في مدينة الخليل بالإضافة الى تحليل معماري لمكونات البلدة القديمة وتوضيح طبيعة النسيج العمراني في البلدة القديمة وتطوره عبر المراحل التاريخية المختلفة بالإضافة الى وضع مخطط حماية البلدة القديمة ونظام ادارة الموقع، وقد قامت طواقم بلدية الخليل بإعداد ملف الترشيح بمساعدة الخبير الدولي الفرنسي د. جاد ثابت كما ساهمت وزارة السياحة ولجنة اعمار الخليل في تزويد طواقم البلدية بالمعلومات اللازمة لإتمام الملف، والذي بات جاهزاً منذ سنوات لقبوله لدى اليونسكو.
تقرير محمد العويوي