الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى السنوية السادسة.. نحن لا نستسلم.. نموت او ننتصر

نشر بتاريخ: 01/07/2017 ( آخر تحديث: 01/07/2017 الساعة: 11:09 )
في الذكرى السنوية السادسة.. نحن لا نستسلم.. نموت او ننتصر
مراد اشتيوي
500 مسيرة، فيها شهيد مسن و85 اصابة بالرصاص الحي منها 6 اطفال ومثلها في الاجزاء العلوية بقصد القتل و170 معتقلا و250000 شيكل غرامات لمحاكم الاحتلال، رفعت فقد عينه ووئام فقد نطقه وغيرهم لا زالوا يعانون مراروة مضاعفات جراحهم، بيتوت دمرت ومزارع احرقت ودواجن ومواشي نفقت حواجز وارهاب منظم وعقوبات جماعية طالت الرضيع حتى الشيوخ حصيلة مقاومة لن تتوقف في كفر قدوم.
6 سنوات مضت من عمر مسيرة كفر قدوم الاسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع تاريخي اغلقه جيش الاحتلال عام 2003، لاتاحة الفرصة امام مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على اراضي القرية توسيعها وتوحيد بؤرها المتناثرة على 4000 دونم من مجمل مساحة القرية البالغة 23000 دونما.
انطلقت المسيرة بقرار جماعي من كافة مؤسسات البلدة في مطلع تموز من عام 2011 بعد ان تضاعفت معاناة اهاليها جراء استخدامهم طرقا بديلة بعد اغلاق طريقهم،مسافات اطول وطريق موت ضيق سلكه الاهالي طيلة السنوات السابقة فجر في قلوبهم ثورة هذه المسيرة.
وان كانت هذه المسيرة انطلقت لهدف استعادة حق اهالي البلدة في استخدام شارعهم التاريخي الذي يضرب عمره في عمق التاريخ سنوات قبل ولادة كيان الاحتلال الغريب فان اهدافها قد انسجمت مع اهداف شعبنا الوطنية الاستراتيجية الرامية لانهاء كل اشكال الاحتلال لاقامة دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
نعم، هي مسيرة بطعم انتفاضة الحجر، تعرضت لاشكال بشعة من التنكيل والقمع الذي لم يفرق بين كبير وصغير بهدف كسر شوكة المشاركين فيها، لكن تعددت مشاهد جنود مدججين بالسلاح يتقهقرون خوفا امام حجر طفل في رسالة للاحتلال ان هذا الشعب قد تمرد على الخوف والاستسلام ولن يرض الا بحقه في ارضه فرصاص الاحتلال وقنابل غازه وصوته ومياهه النتنة وحواجزه واعتقالاته ومداهماته وكمائنه لم تكن الا وسائل تعزيز صمود ابناء هذه البلدة في وجه كل هذه الاشكال القبيحة من القمع.
6 سنوات مضت ولم تتراجع العزيمة ولم تضعف الهمة، تراكمت فيها انجازات معنوية تكاد ترتقي لمقام الانتصارات العسكرية التي عجزت جيوش عن تحقيقها ، فالناطر الى حجم ما يتم دفعه من تعزيزات عسكرية لجيش الاحتلال لقمع مسيرة سلمية يدرك تماما ان هذه المسيرة انتصرت بكل معنى الكلمة على جيش اعتبر نفسه لا يقهر،لكنه اعترف بانه لا يستطيع قمع او اسكات هذه المسيرة.
في الذكرى السادسة تتجدد فينا الروح، روح المقاومة الشعبية التي نسجت حروفها من دماء ومعاناة تجبرنا ان نتقدم ولا نتراجع خطوة في تحدي الوجود والبقاء على ارضنا التي عشقنا برها وبحرها وشجرها وحجرها وسماءها وارضها وكل ذرة تراب فيها.