الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم الخراب الذي حل بالمدرسة الامريكية إالا أن طلابها كانوا كخلية نحل يعيدون للمدرسة جزءاً من بريقها

نشر بتاريخ: 13/01/2008 ( آخر تحديث: 13/01/2008 الساعة: 16:36 )
غزة- معا- "بكرة فى مدرسة ؟؟" سؤال استقبلني به صوت طفلة صغيرة ترتدي زيها المدرسي عند زيارتي للمدرسة الأمريكية المدمرة شمال قطاع غزة, قالت التلميذة "انتو صحافة بتعرفو كل حاجه".

مثل الفراشة انطلقت التلميذة الصغيرة مع باقي زميلاتها كخلية نحل قاموا بتنظيف وإعادة ترتيب المدرسة الأمريكية التي حل بها الخراب.

في ساحة المدرسة اجتمع اهالي الطلبة للاعتصام والمساهمة مع أبنائهم في تنظيف أثار الدمار التي لحقت بالمبنى وقد رسموا لوحة تنبعث فيها روح التعاون والاصرار على مواصلة مسيرة العلم.

ووجهت إدارة المدرسة خلال مؤتمر صحفي عقدته داخل ساحة المدرسة رسالة للعالم مفادها أنه رغم ما حصل من تدمير لمباني المدرسة وإحراق حافلاتها الا ان مسيرة التعليم لن تتوقف.

منال خفاجي أم لطالبين بالمدرسة عبرت استنكارها للعمل الذي لا يمثل ثقافة وقيم الشعب الفلسطيني وقد أصرت على إلحاق طفليها بالمدرسة حتى لو تحولت الصفوف إلى خيام.

أما الطالبة داليا أبو رمضان التي شاركت مجموعة من زملائها بتنظيف بقايا الخراب الذي طال ساحة المدرسة, قالت"لازم كلنا نشارك واليوم جبت ماما وبابا معي عشان نرجع ندرس".

وطالب عمر بسيسو نائب نقيب المحامين الفلسطينيين الحكومة المقالة بملاحة الجناة وتقديمهم للعدالة بأقرب وقت حتى لا تتحول غزة إلى شريعة الغاب وتصبح خالية من الأمن والعدل وتتفشى الجرائم بها بكافة الأشكال.

إنشاء المدرسة الأمريكية
بناء على توصيات الرئيس الراحل ابو عمار تم بناء المدرسة الأمريكية في شمال قطاع غزة حيث تطلبت المرحلة النهوض بشتى مجالات الحياة مع بداية قيام السلطة الوطنية الفلسطينية فتم بناء صرح علمي وفق أسس ومعاير عالمية في عام 1999.

وتشكل للمدرسة مجلس إدارة فلسطيني بحت ذو كفاءة وخبرة, ووفق منهاج يجمع بين المنهاج الامريكي الذي أضيف له مادة التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية لكي يكون متكامل وذلك كله بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

تحدي وإصرار
فى بداية إنشاء المدرسة تم الاستعانة بمدرسين أجانب ولكن بعد الظروف الأمنية الصعبة التي مر بها قطاع غزة من مظاهر للفلتان الامني, ففى عام 2004 تم اختطاف مدير المدرسة الهولندي"هنريك تاتخن" وفي السنة التي تلتها تم اختطاف المعلمين الأجانب هولندي وكندي وامريكي واوكراني مما خلق حالة عزلة للمدرسة وفي عام 2006 كان التحدي الأكبر للمدرسة بالنظر للوضع القائم حيث تم اختطاف هيئتها التدريسية وصعوبة الاستعانة بأجانب نظرا لتفشى ظاهرة اختطاف الأجانب وكان الحل أمامها التوقف أم الاستمرار واتخذ مجلس الإدارة قرار بالاستمرار بفتح المدرسة من جديد بطاقم محلى فلسطيني وعلى رأسهم ربحي سالم الذي ترأس إدارة المدرسة وقال لوكالة "معا": "تفاجأنا أن المستوى الاكاديمى للطلاب وخاصة بالمواد التعليمية أفضل بالطاقم المحلي وقد تم إدارة المدرسة بشكل جيد وقد وضعنا القوانين والأنظمة التي تحافظ على العادات والتقاليد في ظل نظام التدريس المختلط من الصف الأول إلى التوجيهي".

استهداف المدرسة
أول تفجير طال المدرسة بتاريخ 21/4/2007 وقد تبنته مجموعة تطلق على نفسها اسم "سيوف الحق"وقد دخلوا المدرسة فجرا ووضعوا عبوة ناسفة في غرفة المدير وكافتيريا الطلبة وتم تفجير المدرسة بشكل كامل.

والتفجير الأخير قبل ايام استهدف مبنى المدرسة على مرتين متتاليتين بداية بتفجير مرسم المدرسة بالطابق الثاني بقذيفة "RBG "وسرقة محتويات مبنى الإدارة من أجهزة حاسوب وكذلك تم حرق باصات المدرسة بالكامل.

قرار جرىء

رغم ما حصل بالمدرسة الاميريكية اليوم تتخذ إدارتها قرارا جريئاً بالاستمرار وخاصة فى ظل وجود الدعم المعنوي من الاهالي وكذلك المادي بمكرمة الرئيس عباس بإعادة بناء المدرسة من جديد.

لكن الاجابة على سؤال الطفلة "بكرة في مدرسة؟" لن تجيب عليه القرارات بل واقع غزة سيحمل لهم صباح كل يوم الخبر اليقين.