لم يزر البحر منذ 20 عاما- فخالفوه 730 شيكلا بسبب لباسه
نشر بتاريخ: 02/07/2017 ( آخر تحديث: 05/07/2017 الساعة: 12:06 )
بيت لحم- معا- في حادثة غريبة من نوعها يرجح أن تكون بدافع العنصرية ضد العرب الفلسطينيين، أقدم مفتش بلدية نتانيا الإسرائيلية على تحرير مخالفات قيمة كل منها 730 شيكل لثلاثة شبان فلسطينيين كانوا يستجمون على شاطئ "هيرتسل" في مدينة نتانيا خلال شهر رمضان المبارك.
أحد هؤلاء الشبان هو حكم حبش من مدينة نابلس. حكم لم يزر شاطئ البحر منذ 20 سنة، حسب تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد. وعندما حصل على تصريح لدخول إسرائيل قرر الذهاب إلى شاطئ البحر برفقة ثلاثة من أصدقائه. يقول حكم لهأرتس إن مفتشا من بلدية نتانيا تقدم من الشبان وطلب تصاريحهم اللتي كانت سارية المفعول، لكنه حرر لكل منهم مخالفة بقيمة 730 شيكل "نتيجة الإخلال بقانون غير مألوف" حسب تعبير هآرتس، وهو "ارتداء لباس داخلي (داكن اللون) بدلا من لباس السباحة".
يؤكد حكم أن عديد المستجمين الإسرائيليين كانوا يرتدون "اللباس الداخلي" على الشاطئ ذاته لكن أحدا منهم لم يتلقى أية مخالفات من قبل مفتش البلدية. وقد جاء في قسيمة المخالفة التي تلقاها الشبان أن "المذكور أعلاه جاء إلى البحر دون ملابس سباحة" استنادا إلى المادة 99 من قانون البلدية.
يقول معد التقرير إنه بعد صعوبات عثر على المادة 99 على الموقع الإلكتروني لبلدية نتانيا، والتي تتضمن قوانين وتعليمات تخص شاطئ البحر. فعلى سبيل المثال لا يسمح، حسب تلك المادة، بإحضار البيره إلى الشاطئ، كما ينص على أنه "لا ينبغي لأحد أن يتواجد على الشاطئ دون ملابس اعتيادية أو ملابس سباحة".
لا يوجد نص صريح حول منع ارتداء الملابس الداخلية والتي يعتبرها معد التقرير "ملابس اعتيادية".
ويضيف روي أراد معد التقرير أن البلدية "نادرا" ما تطبق ذلك القانون بحيث لم تحرر سوى 8 مخالفات تحت ذلك القانون خلال العام المنصرم. عندما سألنا بلدية نتانيا ما إذا كانت تلك المخالفات الثمانية قد حررت بذريعة التعري على الشاطئ أم أنها حررت بسبب ارتداء ملابس داخلية، اختار الناطق بلسان البلدية عدم الإجابة. وهنا يلمح معد التقرير إلى أن عدم الإجابة على السؤال يدل على أن الإسرائيليين قد يتلقوا مخالفات نتيجة التعري التام على الشاطئ وليس نتيجة ارتداء اللباس الداخلي.
"ليس من المنطقي تحرير مخالفة لهذا السبب، وما الفرق أساسا بين اللباس الداخلي وبين لباس السباحة؟" هكذا رد أحد مفتشي بلدية تل أبيب على سؤال حول ما تعرض له الشبان الفلسطينيين على شاطئ نتانيا.
يقول حكم إن دخله الشهري لا يتجاوز قيمة المخالفة بكثير وبالتالي فإنه لن يستطيع دفع المخالفة وقد يحرمه ذلك من الحصول على تصريح مرة أخرى ورؤية شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وفي تعليقه على الموضوع قال ناطق بلسان بلدية نتانيا "إن المشتكي كان يتواجد على الشاطئ بلباس داخلي وليس بملابس اعتيادية، وإن تطبيق القانون على شاطئ البحر يهدف إلى حفظ النظام العام وسلامة ورفاهية المستجمين، ونحن نرفض أية محاولة لوصف سلوك البلدية وموظفيها بالعنصرية أو التمييز."
ويضيف التقرير أنه سواء "كان التصرف نابعا من عنصرية المؤسسة أم لا فإن من الواضح أن العرب غير مرحب بهم على شواطئ نتانيا" موضحا أنه في عام 2015 تعرضت امرأتان عربيتان للاعتداء على شاطئ سيرونيت بينما كانتا تنتظران أفراد عائلتيهما في السيارة. وفي عام 2016 تعرض مواطنان عربيان من قرية قلنسوة لهجوم بالهراوات من قبل مجموعة من الفتية اليهود.