رام الله -معا - التقى وزير العمل مأمون أبو شهلا، اليوم، مونيكا ستين أولسون مدير بعثة الـوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) والوفد المرافق، حيث اطلعها على الوضع الاقتصادي الصعب في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة لجهة معدلات البطالة والفقر المرتفعة، وتدخلات الوزارة ورؤيتها للتخفيف من حدتها.
وحضر الاجتماع كل من سامر سلامة الوكيل المساعد للشؤون الفنية، ونضال عايش مدير عام التدريب المهني، وهاني الشنطي رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام، وابتسام الحصري مدير الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية، وكمال الشافعي من الوحدة القانونية، وذلك في مقر الوزارة.
وأشاد أبو شهلا بما تقدمه الـ USAID من دعم ومساعدة لفلسطين، داعيا إلى إقامة نوع من التنسيق والتعاون والتشاور الحقيقي حول كيفية استخدام الأموال والمنح المقدمة من خلال البرامج والمشاريع وفقا للأولويات لتجنب هدرها وتعظيم أثرها، وكذلك الاستفادة من دعم الوكالة في مجال المعونة الفنية.
وقال أبو شهلا إن فلسطين تعاني من معدلات بطالة وفقر متزايدة، حيث يوجد حوالي 400 ألف عاطل عن العمل معظمهم من الخريجين والشباب، و320 ألف أسرة تعيش تحت خط الفقر، ما يفضي إلى تبعات سلبية تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني، لافتا الى انه باستمرار الوضع دون ايجاد حلول عملية وحقيقية سيرتفع عدد العاطلين عن العمل الى 900 الف عاطل بحلول عام 2030.
وأضاف أبو شهلا أن الحكومة عاجزة عن توفير فرص عمل جديدة، والقطاع الخاص هش وضعيف، و90% - 95% من المشاريع لا تستخدم أكثر من 20 عاملا فقط، ومعظمها عائلية، ناهيك عن القيود الإسرائيلية التي تعطل إقامة مشاريع كبيرة ومنعنا من الاستثمار في منطقة ج.
وتابع أبو شهلا: ان رؤية الحكومة والوزارة للتخفيف من حدة معدلات البطالة والفقر المرتفعة تتمثل بتطوير منظومة التدريب المهني بكافة مكوناتها لتخريج ايدي عاملة ذات مهارة عالية تتلاءم واحتياجات سوق العمل وقادرة على المنافسة، وكذلك توفير قروض دوارة للشباب بفائدة لا تتعدى %5 وفترة سماح تصل إلى سنة، وذلك من خلال الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية ومؤسسات إقراض منتشرة في كافة المحافظات لإقامة مشاريع إنتاجية خاصة بهم مع توفير التدريب اللازم لهم على إدارتها لضمان نجاحها واستمراريتها وتشغيل آخرين. الامر الذي يحتاج الى توفير مليار دولار خلال 3-5 سنوات قادمة لخلق 250 الف فرصة عمل.
كما استعرض الوزير آخر المستجدات المتعلقة بإنشاء مؤسسة الضمان الاجتماعي الفلسطينية التي ستغطي 950 ألف عامل في القطاع الخاص لتقديم بشكل مبدأي، ثلاث منافع تشمل الإصابات ومعاشات التقاعد والأمومة، وستضمن التزام أصحاب العمل بدفع الحد الأدنى للأجر وزيادة شهر سنويا، داعيا الوكالة إلى دعمها إن توفرت الإمكانية.
وقال سلامة إننا نعتقد أن لوكالة الـ USAID دور هام في بناء الجسور ما بين الشعبين الفلسطيني والأمريكي، إضافة إلى الدعم الفني والمادي الذي توفره لفلسطين، داعيا إلى مزيد من التعاون والتنسيق لدى البدء في عملية التخطيط للبرامج والمشاريع التي تنوي الوكالة تنفيذها في فلسطين، وكذلك إيلاء الأولوية لدعم التدريب المهني، نظرا لازدياد الإقبال عليه حاليا.
أما عايش؛ فأشار إلى أن الوزارة تخطط لإقامة 15 مركز تدريب مهني في الضفة و5 مراكز في غزة جديدة خلال السنوات الثلاث القادمة، نظرا للتغيير الذي سيطرأ على دور المراكز التابعة للوزارة حسب خططها الجديدة، التي ستوفر التدريب الأولي لخريجي التوجيهي، وخدمة القطاع الخاص من خلال عقد دورات تدريبية لرفع الكفاءات والمهارات للعاملين فيه، وكذلك خدمة خريجي الجامعات العاطلين عن العمل بتدريبهم على مهن تتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
بدورها اطلعت الحصري وفد الوكالة على آلية عمل الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية وافاق ومجالات التعاون مع الوكالة الأمريكية، لاسيما في مجال دعم المشاريع الصغيرة الإنتاجية التي سيوفرها الصندوق للشباب العاطل عن العمل للحد من البطالة.
من جهتها، استعرضت اولسون المشاريع والبرامج التي تنفذها الوكالة الامريكية في الضفة الغربية وغزة، لا سيما في مجالي الصحة والتعليم، ووعدت بدراسة ما تم طرحه خلال الاجتماع.