بحث في جامعة القدس حول "انعدام السيطرة على مستوى السكر بالدم"

خلق الله الانسان وأحسن تقويمه أعطاه البدن السليم وسخر له في خلقه الغذاء الصحي والكثير من اسباب العلاج، ووهبه العقل السليم ليميزه بذلك ما هو مفيد وما هو ضار لصحته وبدنه. وبذلك يتفادى البيئة والوسط المسبب للامراض، أيضا مع التطور الكبير في هذا العصر برزت الكثير من الابحاث التي أجريت في سبيل تطوير العلاجات والحفاظ على مستوى صحي عالِ مع زيادة عمر الانسان... لنخوض في بحث حول مرض السكري، اعدته الدكتورة الصيدلانية سندس ابراهيم عفانة من كلية الصيدلة في جامعة القدس باشراف الدكتور حسين الحلاق. 
من ضمن الأمراض التي تؤثر على جسم الانسان وأعضائه.. مأكله ومشربه نشاطاته وحياته كاملة هو مرض السكري، مرض مزمن مستعصٍ على الشفاء، يحد من حرية المريض في المأكل والمشرب، يلزمه بنظام حياة معين ويفرض عليه علاجاً مدى الحياة والا سيعاني من مضاعفات عديدة وخطيرة فضلا عن التأثير على صحته النفسية.
وبالإضافة الى ان مرض السكري من اكثر الامراض المتسببة بالوفاة، حيث تؤدي الى ما نسبته 5%من مجموع الوفيات في العالم سنويا، فهو يؤدي كذلك الى تلف العديد من اعضاء الجسم، ومن تلك الاضرار بعملية الهضم فيما يسمى بـ (Diabetic Gastroparesis) وهو الصعوبة او البطء في عملية الهضم عند المرضى المصابين بالسكري، مما يؤدي الى الكثير من المعاناة، ومن ذلك حاجتهم المتكررة في التردد للمستشفيات بسبب الصعوبات البالغة في التعامل مع هذا المرض سالف الذكر.
ان مرض الصعوبة او البطء في عملية الهضم ناتج عن عدم التحكم بمستوى السكر في الدم لفترة طويلة مما يؤدي لأعراض متعددة، منها التقيؤ المتكرر والشعور بالغثيان.. الشبع والانتفاخ بشكل متواصل ناتج عن بطئ او انعدام افراغ المعدة لمحتوياتها من الطعام الذي تم تناوله مسبقا. فعملية هضم الطعام تتم داخل المعدة بوساطة انزيماتها، ومن ثم تفريغه –بعد هضمه – عبر الصمام الواصل بين المعدة والامعاء الدقيقة، وذلك بانفتاح الصمام المذكور لإيصال الطعام المهضوم الى الامعاء الدقيقة، حيث تبدأ عملية امتصاص المواد الغذائية واخراج ما يتبقى كفضلات من الجسم عبر الأعضاء المخصصة لذلك.
من اجل ذلك اصبح من الواجب على كل مريض بالسكري الالتزام بنظام غذائي صحي، للمحافظة على مستوى طبيعي للسكر في الدم لتجنب تلك المضاعفات المؤلمة.
فعليه تغيير نمط الحياة التي يعيشها لتفادى المضاعفات التي قد تسبب له تلك المتاعب، وان يبتعد قدر الامكان عن المأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهنيات التي تستغرق وقتا اطول في الهضم، وان يكثر من تناول الخضار والفاكهة التي تحتوي على الالياف ويكثر من شرب السوائل، كل ذلك يساعد في عملية افراغ المعدة وتنشيط حركة القناة الهضمية.
واخيرا، ما لم يستجب المريض لكل تلك النصائح سيكون لزاماً عليه التوجه للطبيب لتشخيص وضعه، حيث يصف له أدوية معينة تسهم في تخفيف حدة المرض، منها الانسولين بعد الاكل مع زيادة عدد مرات اخذه مع تقليل الجرعة في كل مرة.
ان مرض الصعوبة في عملية الهضم في حالة مرض السكري بحاجة الى المزيد من تسليط الضوء على خفاياه من خلال الدراسات والابحاث للوصول الى علاجه بشكل جذري، وكلنا امل ان يصل العلم الى الحل الامثل والخروج بادوية قادرة على في تخفيف حدة المرض في اقرب وقت ممكن.