بيت لحم - معا - في حدث خالف كل التوقعات والاستطلاعات وحتى المنطق السياسي في اسرائيل، فاز افي جاباي حديث العهد في السياسة، وحتى في حزب العمل برئاسة الحزب، متفوقا على قيادات الجيل القديم للحزب، وحتى القيادات الشابة، فمن هو الزعيم الجديد؟ وهل سيشكل خطرا على نتنياهو؟
فزعيم الحزب الجديد دخل معترك السياسة في اسرائيل فقط منذ 3 سنوات من خلال تأسيس حزب "كولانو" مع زعيم الحزب الحالي موشيه كحالون الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو قبل انتخابات الكنيست عام 2015، وبالرغم من عدم انتخابه في الكنيست الاسرائيلي اصبح وزيرا في حكومة نتنياهو وتسلم وزارة حماية البيئة، وفي عام 2016 قدم استقالته من الحكومة الاسرائيلية احتجاجا على تسلم افيغدور ليبرمان وزارة الجيش، ومن ثم اعلن خروجه من حزب "كولانو" وفي نهاية عام 2016 اعلن عن انضمامه لحزب العمل، وفي بداية العام اعلن بأنه سوف يترشح لرئاسة الحزب، واستطاع تحقيق طموحه برئاسة الحزب بالانتصار في الجولة الثانية على عمير بيرتس في حدث تاريخي لا يتكرر كثيرا، فبعد دخوله الحزب بنصف سنة يصبح زعيما لهذا الحزب .
والزعيم الحالي افي جاباي من اصول شرقية لعائلة يهودية هاجرت من المغرب وهو من مواليد مدينة القدس عام 1967، وخدم الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائيلي في فيلق الاستخبارات ووصل لرتبة ملازم، وبعد انهاء الخدمة اكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والماجستير في ادارة الاعمال من الجامعة العبرية في مدينة القدس، وبدأ عام 1999 عمله في شركة "بيزك" للاتصالات الشركة التي كان يعمل فيها والده وتدرج في الشركة حتى اصبح مديرها العام سنة 2007، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2013، واستطاع جمع ثروة خلال عمله 14 عاما في شركة "بيزك" تقدر بقيمة 50 مليون شيقل .
وغطت وسائل الاعلام فوز افي جاباي باهتمام كبير خاصة كونه مستجد على السياسة وعلى حزب العمل، وفور فوزه وعد بسياسة جديدة لحزب العمل حتى يستطيع الاطاحة بنتنياهو في الانتخابات القادمة للكنيست الاسرائيلي، وقد سارع عمير بيرتس صباح اليوم للقول بأنه سيجتمع مع الزعيم الجديد للحزب جاباي لتوحيد الجهود والحزب، بهدف الاطاحة بنتنياهو وحكومته.
وشكل فوز جاباي ردود فعل في اسرائيل كان ابرزها تصريح زعيم حزب "كولانو" موشيه كحلون الذي قال فيه "بانه لن يجلس في حكومة ائتلافية مع جاباي"، في حين سارعت تسيفي ليفني في ارسال التهنئة لجاباي على فوزه، واعتبرت الصحافة العبرية بأن فوز جاباي قد يشكل خطرا على نتنياهو في الانتخابات القادمة، في الوقت الذي اشارت فيه بأن حزب "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد قد يكون أكثر الخاسرين من فوز جاباي .