الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو رفض التحقيق في "الجمعة السوداء"

نشر بتاريخ: 12/07/2017 ( آخر تحديث: 14/07/2017 الساعة: 11:56 )
نتنياهو رفض التحقيق في "الجمعة السوداء"
بيت لحم- معا- فتحت قوات الاحتلال الاسرائيلي في ساعات الصباح من يوم الجمعة الموافق 1/8/2014 نيران جهنم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقصفتها بشكل مكثف ومباشر بنيران المدفعية والدبابات والطائرات لدرجة سمع فيها صوت احد ضباط الاحتلال وهو يصيح عبر جهاز الاتصال طالبا من جنوده وقف حفلة الجنون الجهنمية التي عرفت فيما بعد باسم "الجمعة السوداء" التي تحولت فيها رفح الى كتلة من النار والحديد المنصهر.
بعد الحرب التي عرفت اسرائيليا باسم عملية "الجرف الصامد" ارتأت قيادة الجيش الاسرائيلي اقامة لجنة تحقيق من خارج الجيش للتحقيق في الاحداث غير العادية التي شهدتها الحرب وفقا لما علمته صحيفة "هأرتس" صاحبة هذا التقرير المنشور، يوم الاربعاء، والتي اكدت ان صاحب هذا الاقتراح لم يكن سوى المدعي عام العسكري الرئيسي الجنرال "داني عفروني" لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ومسئولين كبار في "الدولة الاسرائيلية" رفضوا هذا الاقتراح ومنعوا اقامة لجنة تحقيق.
وقال المدعي العسكري السابق "عفروني" في باب شرحه لموقفه الداعي لإقامة لجنة تحقيق ان هذه الخطوة ستساعد اسرائيل في مواجهة الضغوط المحلية والدولية المتعلقة بعملية "الجرف الصامد" عموما والاستخدام المفرط والمكثف للقوة النارية خلال "الجمعة السوداء" التي ضربت رفح بأركانها الاربعة وكامل مساحتها تقريبا وغطتها بالنار الهجوم الذي برره الجيش الاسرائيلي في حينه بإنفاذ ما كل يعرف بجراء "هنبيعل" الخاص بمنع عملية اسر جنود حتى لو ادى الى قتل الجنود وأسريهم عبر فتح النار من جميع الوسائل المتوفرة وبكثافة بما في ذلك استهداف الاماكن المدنية.
ووفقا لمبادرة المدعي العسكري كان من المفروض تشكيل لجنة تحقيق عامة عمل بشكل علني وتضمم اكاديميين ورجال قضاء.
وقالت صحيفة "هارتس" ان الجيش والمستوى السياسي الاسرائيلي درسوا هذه الامكانية عام 2015 وذلك على ضوء عملية الفحص الاولية التي قامت بها المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي التي هدفت في حينها تحديد فيما اذا ارتكبت اسرائيل جرائم حرب في غزة ام لا.
وعارض هذا الاقتراح نتنياهو ومسئولين كبار في "الدولة" ومن بينهم وفقا للمصادر المستشار القضائي للحكومة " افيحاي مندلبليت " الذي كان في تلك الفترة بمنصب سكرتير الحكومة وعمل في ماضيه المهني ايضا "مدعي عام عسكري رئيسي" اضافة لأصوات داخل الجيش عارضت اقامة هذه اللجنة لكن في نهاية الامر من منع اقامتها هو نتنياهو والمستوى السياسي.
بدأت القصة في الاول من اب 2014 وكان الجمعة من بين الايام حيث تعرضت قوة اسرائيلية تابعة للواء غفعاتي للهجوم من قبل المقاومة الفلسطينية قبل دخول الهدنة الانسانية التي كان من المفترض دخولها حيز التنفيذ ذاك اليوم بوقت قصير فقتل ثلاثة جنود بينهم قائد قوة النخبة "سيرت" في اللواء المذكور المدعو "بنيا شرائيل" وتم اسر الضابط هدار غولدن وهنا استخدمت قوات الاحتلال ما يعرف بإجراء "هنيبعل" القاضي بفتح النار من جميع الوسائل المتاحة بهدف منع عملية الاسرى حتى لو ادى الى مقتل الجنود الاسرى ومن يأسرهم واستهداف المناطق المدنية .

وكانت "الجمعة السوداء" التي قصفت فيها مدينة رفح جنوب قطاع غزة بـ 800 قذيفة مدفعية، 260 قذيفة هاون، 20 غارة جوية وذلك وفقا للتحقيق الداخلي الذي اجرته قوات الاحتلال وكان عشرات الشهداء المدنيين الفلسطينيين ومئات الجرى وهدم احياء بشكل شبه كامل.