رام الله- معا- أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الذكرى الخمسين لانطلاقتها، اليوم السبت، بمهرجان مركزي بمدينة رام الله في قاعة جمعية الهلال الأحمر.
جاء ذلك بمشاركة الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامون للفصائل وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وممثلو الاتحادات والنقابات، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، وحشد جماهيري من كوادر وأعضاء الجبهة وجماهير الشعب.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية د. واصل أبو يوسف في كلمتة نيابة عن الرئيس محمود عباس،" باسم رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أوجه التحية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني على تمسكها بالثوابت الوطنية وبوحدة شعبنا والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، دفاعا عن ثورتنا ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".
وتابع د. ابو يوسف: نحتفل بذكرى الانطلاقة لجبهة النضال، حيث تحيط بقضيتنا جملة من التحديات والمخاطر، فحكومة الاحتلال الأكثر يمينية وتطرفا مستمرة بتوسيع الاستيطان وضربها بعرض الحائط لكافة قرارات الشرعية الدولية.
وقال إن القيادة الفلسطينية تحذر من مخططات الاحتلال الرامية للحرب الدينية وما يتعرض له المسجد الاقصى ومدينة القدس وآخرها أمس بمنع الصلاة لأول منذ عام 1969، وما تقوم به من حفريات وتقييد حرية العبادة ما هي إلا مخططات رامية للاستمرار بتهويد القدس،الأمر الذي ينذر بمخاطر شديدة.
وأضاف د. أبو يوسف أن على المؤسسات الدولية التدخل الجاد فبيانات الشجب والاستنكار تعطي مزيدا من الوقت للاحتلال لتطبيق اجنداته ومواصلة عدوانه ضد الشعب وأرضه.
وأكد على أن مواجهة الاحتلال بحاجة لوحدة وطنية وإعادة ترتيب الوضع الداخلي في اطار تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل حركة حماس اللجنة الادارية، فاستمرار المعركة ضد الاحتلال لن يكون دون وحدة وطنية شاملة.
ووجه تحية لأبناء الشعب في قطاع غزة رغم الحصار وإجراءات حركة حماس، وحيا أبناء الشعب المدافعين عن مدينة القدس.
والقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية نائب الامين العام قيس عبد الكريم "أبو ليلى" كلمة القوى الوطنية، موجها التحية لروح القائد المؤسس د. سمير غوشة الذي كان حريصاً ومبادراً نحو الحوار الوطني والوحدة والدفاع عن الثورة ومنظمة التحرير، قائلا" عهدا منا أن نبقى اوفياء للمثل والقيم والمبادئ التي ناضل من اجلها".
وتابع أن انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من مدينة القدس التي يسعى الاحتلال لفرض السيادة عليها وعمليات التهويد المتواصلة وفي مقدمة ذلك المسجد الاقصى الذي يتعرض لأشرس حملة وهجمة تتطلب منا الدفاع عن المدينة وتعزيز صمودها.
وأكد على" أن مخططات الاحتلال لن تنجح بل ستصمد ارادة الشعب وكل الشعوب العربية والإسلامية دعما للنضال الفلسطيني، وأن اليوم قادم لنرى سقوط الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس".
وأشار أبو ليلى الى أن حكومة نتنياهو تصرح بوضوح بأنها لن تقبل بأي حل إلا باستمرار السيطرة على الاراضي الفلسطينية، وما يسمونه اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية القومية وتعمل على تهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ارضه، مشيرا" ويريدوننا أن نكون اقلية ليس لها حق تقرير المصير ، نؤكد ان هذا مستحيل فنحن اصحاب الحق وهذه ارضنا والقدس عاصمتنا".
وأضاف" إلا أن مطالب الاحتلال حول الاسرى وعائلات الشهداء واتهام قيادة شعبنا بالتحريض كلها مرفوضة ، فالأسرى مناضلون من أجل الحرية ،وشهداؤنا أبطال وليسوا ارهابيين، فالإرهاب هو الاحتلال المتواصل لأرضنا".
وحول المفاوضات قال أبو ليلى: أننا في الفصائل نرى أن الادارة الامريكية لا تدع مجالا للشك بأنها منحازة للاحتلال وتتنكر لقرارات الشرعية الدولية ،ولا بديل لنا عن مواصلة النضال بكل الوسائل.
ودعا أبو ليلى لإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني لتشكيل وحدة وطنية متراصة لمواصلة الكفاح.
وأكد أبو ليلى على دور جبهة النضال الذي لعبته وتلعبه في صونها للوحدة الوطنية، ودفاعها عن منظمة التحرير الفلسطينية، موجهاً التحية لكافة كوادر الجبهة ولأمينها العام د. أحمد مجدلاني.
وفي كلمة ابناء الشعب في الداخل المحتل، قال النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة" يشرفني أن أقدم تحية الشعب الفلسطيني في الجليل والنقب والمثلث لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ذكرى انطلاقتها 50، وتواصل الدور والعطاء والطريق الذي تؤديه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوطني الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستكمالا لدور القائد المؤسس د.سمير غوشة".
وأكد عودة على" أن الاحتلال هو المجرم الذي يخوض حربا ضد الشعب في مدينة القدس وعليه أن يغادر عن ارضنا، مؤكدا نحن مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، هذا هو موقفنا الوطني".
وتابع عودة: نريد استغلال وجودنا في الداخل المحتل من أجل أن نساهم مساهمة حقيقية وليس شعار للدفاع عن ارضنا وقدسنا، حتى يرحل هذا الاحتلال الارهابي المجرم.
وحبا روح القائد الانسان الطبيب د.غوشة، مشيرا أن" جبهة النضال التي يقودها الامين العام د. مجدلاني الذي يتواجد دائما في قلب العاصفة والتي انطلقت بعد العزيمة ومن مدينة القدس وما زالت مستمرة في الدفاع عن حقوق الشعب لها منا كل التحية".
ورحب الأمين العام عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة د. احمد مجدلاني بالمشاركين بحفل انطلاقة الجبهة، مضيفا" ووفاء لهذه المسيرة المجيدة للجبهة واستمرارا لها، فإن المكتب السياسي للجبهة واللجنة المركزية ،يواصلون الجهود للتحضير لعقد المؤتمر العام الثاني عشر للجبهة، والذي يطرح على أجندته الرئيسية التحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي، يعزز الربط الملموس بين استكمال مهام التحرر الوطني ، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تلامس وتستجيب لمطالب الفئات الكادحة والفقيرة والمسحوقة في المجتمع الفلسطيني ، ولتوفر من جهة أخرى مقومات الصمود والبقاء في مواجهات سياسات الاحتلال الرامية إلى الاقتلاع والتهجير".
وتابع د. مجدلاني: تأتي الذكرى الـ50 لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي وفي ظل ظروفٍ سياسيةٍ معقدة وحساسة تعيشها القضية الفلسطينية على كافة الصعد، وأوضاعٌ صعبة يعانيها شعبنا جراء التصعيد الإسرائيلي وعمليات الإجرام التي يقوم بها الاحتلال وقطعان المستوطنين الإرهابيين بحق شعبنا الأعزل، مما يتطلب توحيد الجهود وحشد كافة الطاقات والإمكانات لدى كافة قوى شعبنا لمواجهة شتى التحديات والمخاطر التي تعترض المشروع الوطني وتهدد أمن واستقرار شعبنا ومستقبله على أرضه ووطنه،والتأكيد على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وعدوان المستوطنين من خلال تصعيد المقاومة الشعبية وتعزيز كافة أشكال وأساليب النضال الشعبي لتشكل يوميات نضالية على أجندة كافة قوانا الوطنية.
واشار" لقد أكدنا مرارا في ضوء انسداد أفق العملية السياسية رفضنا للعودة للمفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة لإسرائيل، وتمسكنا برعاية دولية متعددة كما هو الحال في معالجة القضايا الإقليمية الأخرى، والدعوة لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات".
وأكد على أنهم في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني يرون أن جوهر الصراع هو سياسي بالأساس، ولا بد من توازي المسارات المختلفة مع المسار السياسي الذي ينبغي أن يتقدم عليها لكي يكتب لأي مبادرة سياسية النجاح، حيث أن المطلب الرئيس للشعب هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، مبينا أن فكرة المسار الاقتصادي هي فكرة إسرائيلية جاءت مصاحبة لتحريض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يدعي فيها بأن الرئيس أبو مازن لا يمكن أن يكون شريكاً في عملية السلام، وأنه يدعم الإرهاب ويقدم مكافآت للأسرى وعائلات الشهداء.
وأوضح" تترسخ لدينا القناعة مع تعدد زيارات مبعوثي الرئيس ترامب وما يحملونه من رسائل واشتراطات إسرائيلية، أنه لا آمال، ولا أوهام معلقة على الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تتهرب لغاية الآن من تحديد رؤيتها والإطار الذي ستضع فيه خطة التحرك السياسي،بما في ذلك الموقف التقليدي للإدارات الأمريكية السابقة بشان حل الدولتين والموقف من الاستيطان، إن الممارسة العملية للإدارة الجديدة تعطي انطباعا قويا بأنها لن تكون أفضل حالا من سابقتها، رغم محاولاتها أعطاء الانطباع بأنها لا تريد تكرار تجارب وأخطاء الماضي، وتسعى لإتباع منهجية جديدة لاستئناف العملية السياسية وضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وأضاف أن التطورات الإقليمية الجارية وخارطة التحالفات الجديدة وخصوصا ما بعد القمة العربية الأمريكية الإسلامية، ومقاطعة أربع دول عربية لدولة قطر، يؤكد صحة ما ذهبت إليه القيادة الفلسطينية في موقفها، بالانحياز الايجابي والدعوة للحوار وإعطاء الفرصة كاملة للجهود الخليجية والعربية والدولية لحل النزاع، الذي لا نختلف معهم على مسبباته، وهي وقف تمويل الإرهاب والتدخل بالشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. وعليه فإن فلسطين لا ينبغي ولا يصح إن تكون جزءا من التجاذبات الإقليمية ولا طرفا في أي محور من المحاور المتصارعة، فالقضية الفلسطينية اكبر من أن توظف لخدمة هذا المحور أو ذاك، وانطلاقا من هذا المبدأ، داعيا كافة الأطراف إلى وقف التدخل القطري والإماراتي بالشأن الداخلي الفلسطيني ووقف تمويل امتداداتهم وجماعاتهم في الساحة الفلسطينية.
وبين د. مجدلاني" أمام التحديات الوطنية الكبرى التي تواجه شعبنا وقضيتنا فإننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أكدنا على ضرورة التوقف الجدي والمسؤول، لتطوير أشكال المساهمة الكفاحية في مواجهة هذه التحديات، ومن أجل تطوير الأداء والفعل التنظيمي على أسس صحيحة تساهم بالتحول إلى حزب جماهيري يلامس هموم وقضايا أبناء شعبنا، وما يتطلبه ذلك من تمتين الأوضاع الداخلية للجبهة وتحديد مواقفها السياسية ورؤيتها الوطنية من كافة القضايا، واشتقاق برامج عمل لتحقيق أهداف الجبهة، وما يتطلب ذلك من تطوير كوادرها التنظيمية في مختلف الجوانب السياسية والفكرية والجماهيرية والنضالية".
ودعا قيادة حركة حماس إلى الاستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس أبو مازن والتي تنطلق من الاتفاقيات السابقة، بحل حكومة الأمر الواقع التي تسميها لجنة إدارية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة دورها وصلاحياتها، والاتفاق على موعد للانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية، لان الاستمرار بسياسة التهرب والمماطلة وإدارة الظهر لن يؤدي في نهاية الأمر سوى للانفصال السياسي والجغرافي الذي يشكل طعنة للمشروع الوطني والثوابت الوطنية.
وتابع د. مجدلاني" نرى بضرورة إعادة النظر بمجمل السياسات اتجاه القدس، من خلال إيجاد مرجعية موحدة، وتقديم الدعم المادي الملموس للمؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لتعزيز صمود المقدسيين في مدينتهم، ومواجهة الهجمة الإسرائيلية المستمرة اتجاه المدينة الرامية إلى تهويدها ومحاولة أسرلتها، وإخراجها من أية مفاوضات تتعلق بالوضع النهائي، إضافة لتحقيق ما يسمى ( بمشروع القدس الكبرى ) والذي بات يهدد مستقبل المدينة ويغير من طابعها الديموغرافي، ومواجهة توظيف أي أحداث من قبل نتنياهو لتغيير الوضع القائم بالقدس والمسجد الأقصى". وقال" بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً وعلى قلوب كل الأحرار نقف إجلالاً وإكباراً لأولئك الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق لانطلاقة الجبهة، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الخالد فينا د. سمير غوشة " فارس القدس " كما نحيي كافة القادة الشهداء : بهجت أبو غربية، خليل سفيان أبو الحكم، وفايز حمدان، ومصطفى وزوز، وشحادة مرزوق، والحاج نيقولا ،ويوسف وراد، ونبيل قبلاني، وخالد العزة، وخالد القاسم ،وخالد شعبان ،وممدوح الجبور، وجورج حزبون، وأبو خالد الشمال، وكافة المناضلين المؤسسين وفي مقدمتهم شيخ المناضلين الدكتور صبحي غوشة وإبراهيم الفتياني أبو النايف، وكمال النمري، وكل مناضلي الجبهة الذين لا زالت بصماتهم مؤثرة في نضال الجبهة ، وفي مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني".
وحيا د. مجدلاني في الذكرى ال50 للانطلاقة جماهير الشعب في الوطن والشتات والداخل المحتل وكل الشهداء والأسرى والجرحى، معاهدين الشعب" أننا سنواصل نضالنا العادل والمشروع وسنصون وحدة شعبنا، ونسخر كافة جهودنا وإمكاناتنا لخدمة قضايا شعبنا، في مواجهة احتلال أرضنا وسلب حقوقنا، ونعاهدكم أن نظل الأمناء والمخلصين لدماء الشهداء العظام وعذابات الأسرى والجرحى البواسل".
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة اجلال واكبار لأرواح الشهداء، وتولى عرافة المهرجان عضو اللجنة المركزية للجبهة محمد علوش.