الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسيون: الوضع الإقليمي يشهد تطورات ستؤثر على القضية الوطنية

نشر بتاريخ: 17/07/2017 ( آخر تحديث: 17/07/2017 الساعة: 22:54 )
غزة- معا- قال سياسيون وياحثون، أن الوضع الإقليمي يشهد تغيرات كبيرة قد تؤثر على الوضع الفلسطيني الداخلي في حالة عدم التوصل إلى صيغة وطنية موحده تنهي الانقسام .
واعتبروا، أن من بين الفئات المجتمعية المتضررة من الحالة الفلسطينية الراهنة، هم فئة الشباب مشيرين إلى أن الشباب الفلسطيني يعيش حالة من الإحباط و اليأس و الرغبة في الهجرة نتيجة غياب أي أفق سياسي يخرجهم من النفق المظلم.
وانتقدوا سياسية الإقصاء والتهميش وتكميم الأفواه وانعدام الحرية في التعبير عن الرأي، لافتين إلى أن بعض وسائل الإعلام تعامل مع القضايا المحلية بحزبية بحتة بعيداً عن المهنية التي تخدم المصالح الوطنية.
وطالبوا وسائل الإعلام بمختلف أشكالها منح الشباب مساحة كافية لطرح قضاياهم، والتعبير عن آراءهم بحرية كاملة.
جاء ذلك ضمن التوصيات التي خرجت بها ورشة عمل عقدها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة، على مدار اليومين الماضيين. بحضور حشد كبير من النشاطين والحقوقيين وشخصيات اعتبارية.
وتحدث في اللقاء الذي جاء بعنوان " التطورات في المشهد الإقليمي و الفلسطيني و رؤية الشباب للخروج من الأزمة" الدكتور عبير ثابت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الأزهر، والدكتور عماد محسن أستاذ الإعلام و السياسية و الناشط الشبابي معتز فرج الله.
فمن جانبها استعرضت د. ثابت تطورات المشهد السياسي الدولي و الإقليمي و مدى انعكاسه على المشهد الفلسطيني في ظل التطورات السياسية المتتالية عل الساحة الدولية، لاسيما بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
وأضافت: "تحمل السياسة الأمريكية الجديدة متغيرات سياسية، بدأت تطبيقها سواء رؤيته بكيفية إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيرة إلى التخوفات التي أثارتها هذه الرؤية لدى دول المنطقة العربية مما دفع جميعها إلى السعي لكسب التوافق مع هذه الرؤية، وهو ما تجسد في مؤتمر الرياض الذي جمع كافة الدول العربية والإسلامية المناهضة للإرهاب.
واعتبرت، أن القرارات التي نجمت عن المؤتمر بمكافحة الإرهاب والحركات الإرهابية وتصنيف حركة حماس كحركة إرهابية وما ترتب عليها من إجراءات تجاه قطاع غزة، دفعت حركة حماس إلى البحث عن بدائل أخرى تمثلت في توجهها إلى مصر والتفاهمات التي تمت بينهما
وانتقلت د. "ثابت" إلى الحديث حول كيفية إشراك الشباب بمجريات الأزمة السياسية الحادة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ظل حكومة "ترامب" وانحيازها لإسرائيل، في ظل الانقسام السياسي وانعكاساته السلبية بشكل كبير على مستقبل الشباب.
وقالت: "يشهد دور الشباب تراجعاً كبيراً في الحياة السياسية وتشكيل الهوية الوطنية، نتيجة لبعض المعيقات المتمثلة في حرمانهم من المشاركة في صنع القرار بداخل المؤسسات الرسمية وعدم استثمار الأحزاب السياسية لقدرات الشباب".
كما أشارت إلى تراجع المجتمع المدني الذي يعتبر الداعم الأكبر لقضايا الشباب وتطلعاتهم.
الهيمنة على الملف الفلسطيني
من جهته قدم د. "محسن" مداخلة شرح فيها الحالة السياسية الراهنة، والظواهر السيئة وحالة الشرذمة والانقسام والاحتلال والحصار، والمحاولات الإقليمية للهيمنة على الملف الفلسطيني باعتباره مدخلاً أساسياً في التفاعل الدولي لهذه القوى، في ظل التباعد في الرؤى بين الفصائل الفلسطينية، وغياب الرؤية الجامعة التي تمثل كافة الفلسطينيين.
وأضاف، أن سبل الخروج من المأزق الراهن يتطلب العودة إلى الوثائق المرجعية التي بنى عليها الفلسطينيون نضالهم وكفاحهم الوطني خلال السنوات الماضية، والاستناد إلي الاتفاقيات و التفاهمات التي جرت سابقاً، من أجل إنهاء الانقسام و الوصول إلى صيغة وطنية فلسطينية يجمع عليها جميع أطراف العمل السياسي الفلسطيني و تكون المخرج من حالة التشرذم السائدة . وحذر د. "محسن" الشباب من مخاطر المراهنة والاستكانة في الواقع المعاش، لافتاً إلى أن ما ينتظر الشباب هو شبح القهر الاجتماعي أو التفكير في الهجرة أو السقوط في عالم المخدرات والجريمة، في حالة استمرار هذه الاستكانة.
وأكد، أن خروج الشباب عن صمتهم يعني إجبار كل القوى المحلية على استعادة البوصلة والتفكير بجدية بالغة لإنهاء عار الانقسام والعودة إلى وحدة الصف التي كانت على الدوام سبيل الفلسطينيين إلى المواجهة الناجحة وتحقيق المنجزات الوطنية.
وشدد على أن للإعلام له دور رئيسي و أساس في طرح كل القضايا بشكل مهني و ايجابي بعيداً عن سياسية التشهير و القذف والشتم، وأن يتناول الإعلام القضايا بالشكل الذي يخدم الصالح العام.
تفعيل المشاركة الشبابية
بدوره قدم "فرج الله" مداخلة تحدث فيها حول واقع الشباب في المجتمع الفلسطيني، وعلاقته بتدهور الظروف السياسية والاجتماعية، مؤكداً ضرورة توسيع الخيارات وتجاوز العقبات نحو تفعيل المشاركة الشبابية على الصعيد السياسي، وتحفيز الشباب من كلا الجنسين لممارسة دور قيادي بارز في إحداث التغيير.
وأكد أهمية رفع مستوي الوعي لدى الشباب بأهمية هذه المشاركة، وعليهم أخذ دورهم في العملية السياسية والتنموية داخل المجتمع، متسلحين بقوة إرادتهم وعزيمتهم على العطاء والمشاركة بصنع القرار، وبتمسكهم بالأنظمة والقوانين التي تكفل حقوقهم في المشاركة.
كما طالب "فرج الله"، بإيجاد برامج لتثقيف الشباب من كلا الجنسين والذين يمتلكون القدرة على التغيير من النواحي السياسية والقانونية لمعرفة حقوقهم وإعداد جيل شبابي نخبوي قادر على المشاركة والتأثير والتغلب على متاعب ومشقات الحياة والتحرر .