غزة - معا - استقبل الدكتور عبد الله ابو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى فداً من ممثلية جنوب أفريقيا دانيال ستيمير السكرتير الاول في الممثلية وفكتور موخاتلة المستشار السياسي في الممثلية غلى جانب كل من باتريك جاكوبز وسيمون مونتيز.
وتطرق الجانبان خلال اللقاء غلى الاوضاع القاسية التي يعيشها قطاع غزة في ظل الحصار والاغلاق وكذلك بحثا في تعقيدات العملية السياسية .
وقال ابو سمهدانة أن قطاع غزة بات اشبه بالسجن الكبير وذلك في إشارة إلى الاوضاع القاسية التي يعيشها اكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة داعياً حركة حماس إلى تحمل مسؤولياتها والإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لإنقاذ المواطن الفلسطيني في غزة من الواقع المرير الذي يعيشه.
وشدد أبو سمهدانة خلال استقباله وفدا من ممثلية جنوب أفريقيا في فلسطين أن ما يعيشه الناس هنا في غزة لم يعد يحتمل وان هذا الواقع غير مسبوق فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا غذاء, وهو ما اكدت عليه كافة التقارير الدولية التي حذرت من ان الواقع في قطاع غزة قد بلغ نقطة اللاعودة وان القطاع لم لن يكون صالح للحياة في حال بقيت الامور على ما هي عليه من حصار وانقسام.
واكد ابو سمهدانة ان غزة باتت تفتقد لكل مقومات الحياة وفيها بات المواطن يتطلع فقط لما يبقيه على قيد الحياة بعد ان بات الكل هنا مهدد وينذر بالكارثة .
وتطرق ابو سمهدانة خلال اللقاء إلى استمرار حكومة الاحتلال في سياسة الاستيطان التي باتت تتهدد ما تبقى من ارض فلسطيني وتقتل أي امل في إمكانية تحقيق رؤية حل الدولتين, مشيراً الاحتلال يستبيح الاراضي الفلسطيني في الضفة ويشرع القوانين من اجل توسيع هذه الاستباحة وتضرب بعرض الحائط كل المواقف الدولية التي تؤكد على ضرورة وقف الاستيطان باعتباره عقبة رئيسية في وجه تحقيق أي تسوية .
واعتبر ابو سمهدانة ان كل ما يريده الفلسطينيون العيش في دولة تحفظ عليهم أرضهم وحقهم في الحياة الكريمة الامنة بعيداً عن سرقة أرضهم واستباحة دمهم من قبل جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين, داعيا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي للجم هذه السياسة التي بالتأكيد ستودي بما تبقى من فرص لتحريك التسوية واطلاق المفاوضات .
وحمل ابو سمهدانة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وإدارته الجديدة المسؤولية عما وصلت إليه مسيرة التسوية في ظل انحياز واشنطن إلى الاحتلال ودعمه في شتى الميادين الدولية ما منحه الضوء الأخضر لمزيد من الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس, فما تقوم به حكومة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال هو مسعى جديد لرسم ملامح التسوية التي تريدها والتي تلبي رغباتها وتطلعاتها الامنية بعيداً عن الحق الفلسطيني في العيش بدولة امنة مستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 67 وعاصمتها القدس الشريف .
وتطرق أبو سمهدانة إلى ما يجري في الأقصى من احداث وقال إن حكومة الاحتلال تسعى منذ زمن لتغيير الواقع على الأرض في المسجد الأقصى وتدفع باتجاه تقسيمه زمانياً ومكانياً وليس هذا فحسب بل هي تحاول تكرار ذات المشهد الحاصل في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة وصولاً إلى بسط السيطرة الكاملة عليه وهو ما يؤكد الفلسطينيون على رفضه ولن يسمحوا بتمريره .
وفي ختام اللقاء وجه ابو سمهدانة الشكر لجمهورية جنوب أفريقيا على الدور الذي تلعبه في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه مؤكداً ان هذا الموقف ليس بالغريب على بلد نيلسون مانديلا وكل الاحرار هناك فقد واكبت هذه المواقف النبيلة من جمهورية جنوب أفريقيا انطلاق الثورة الفلسطينية ووقفت إلى جانبها .