الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيود احتلالية مشددة على حركة سكان الخليل القديمة

نشر بتاريخ: 20/07/2017 ( آخر تحديث: 23/07/2017 الساعة: 12:02 )
قيود احتلالية مشددة على حركة سكان الخليل القديمة
بيت لحم- معا- شددت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة، قيودها التي تفرضها على حركة المواطنين الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة في الخليل المحتلة.
وفصلت الاجراءات المشددة التي اتخذها الاحتلال الاحياء الفلسطينية واحد عن اخر، اضافة الى تخويف الفلسطينيين من خارج البلدة القديمة وردعهم من محاولة الوصول الى البلدة القديمة والتجول في احيائها وفقا لما اوردته، اليوم الخميس، الصحفية والكاتبة الاسرائيلية "عميرة هس" في مقالتها المنشورة في صحيفة "هارتس" الناطقة بالعبرية وجاء فيها:-
تم في شارع السلايمة زيادة طول الجدار الذي يفصل ممر المشاة الخاص بالفلسطينيين عن الممر المخصص للمستوطنين السياح، ونصبت على طرفه بوابة معدنية تكون في معظم الوقت مغلقة وتقطع الطريق المؤدية الى حي "غيث"، فيما عاد الجيش الى منع حركة المواطنين الفلسطينيين نهائيا في شارع حي الصارى واغلق الممر امام حركة السيارات.
يعتبر شارع السلايمة شارعا رئيسيا في الحي الذي يحمل اسمه والذي يؤدي الى الحرم الابراهيمي من الناحية الجنوبية وهو احد الشوارع التي تمنع قوات الاحتلال حركة السيارات فيها.

واقامت قوات الاحتلال عام 2012 في منتصف الشارع جدارا قسمه الى قسمينن وأجبرت الفلسطينيين على السير على اقدامهم عبر ممر ضيق وسيء غير معبد فيما سمحت للمستوطنين والسياح فقط باستخدام الشارع المعبد سواء مشيا على الأقدام او بواسطة سياراتهم.
وسمحت قوات احتلال عام 2013 للفلسطينيين بالسير على اقدامهم على الشارع المعبد وذلك بعد ان نشرت منظمة "بتسيلم" فيلم فيديو ظهر فيه جنود الاحتلال وهم يوضحون بان الجزء المعبد مخصص لليهود فقط دون غيرهم لكن رغم ذلك بقي الجدار في مكانه.
وعادت قوات الاحتلال في يناير 2015 ومنعت الفلسطينيين من السير على الطريق المعبد في شارع السلايمة، وزادت في ايار الماضي من طول الجدار الفاصل القائم وسط الشارع حتى وصل الى حي "غيث" وأقامت في هذه النقطة بوابة حديدية تبقى مغلقة باستمرار.
وأفاد مواطنون فلسطينيون في شهادات قدموها لمنظمة "بتسيلم" ان جنديا من قوات الاحتلال كان يقف خلال الايام الاولى بالقرب من البوابة المعدنية ويسمح لسكان الحي بالمرور عبرها، وبعد ذلك اغلقت قوات الاحتلال البوابة ثلاثة ايام متواصلة وأبلغت السكان بانها ستسمح لهم بالمرور عبر البوابة من الساعة السادسة صباحا وحتى منتصف الليل على ان يتم السماح بالمرور بعد تجمع عدد كاف من الناس بالقرب من البوابة ويعود تقدير معنى "كاف" للجندي المسئول عنها.
وحتى هذه القواعد والإجراءات لم تحترمها قوات الاحتلال، ففي بعض الاحيان تترك البوابة مفتوحة وفي احيان كثيرة تغلقها نهائيا الامر الذي ترك السكان في حالة دائمة من عدم اليقين والاستقرار.
ويطيل الطريق البديل الذي تحاول قوات الاحتلال اجبار السكان على سلوكه الطريق اضافة كونه طريقا صاعدا "طلعة " بشكل حاد يتخلله "درج" والكثير من الازقة المظلمة، ما يعني ان كبار السن والأشخاص الذين يحملون بعض الاغراض مثل المواد الغذائية واحتياجات البيت وأوعية نقل المياه خاصة وان الخليل تعاني انقطاعا شبه متواصل للمياه لا يمكنهم استخدامه.
ومنعت قوات الاحتلال حركة السيارات الفلسطينية في الحي الجنوبي - الشرقي من الخليل المعروف باسم "وادي النصارى" وتحديا في الطريق التي تقود نحو الحرب الابراهيمي التي تطلق عليه قوات الاحتلال اسم "محور المصلين" وذلك منذ عام 2002، بعد ان اشتبكت مجموعة فلسطينية مسلحة مع قوات الاحتلال وقتلت 12 جنديا وضابطا ومستوطنا مسلحا.
ويربط الطريق المغلق حي " الحريقة " مع حي جبل جوهر حيث يقيم في هذه الاحياء الثلاثة "النصارى، والحريقة، وجوهر" حوالي 45 الف فلسطيني.
ونصبت قوات الاحتلال عام 2002 بوابة حديدية تفصل بين هذه الاحياء وتمنع حركة السيارات بينها ومنع الفلسطينيون خلال العام الاول من عمر البوابة من المرور بها حتى سيرا على الاقدام، لكن هذه القوات اصدرت عام 2014 حوالي 100 تصريح يسمح من خلالها لمائة سيارة فلسطينية فقط تعود ملكيتها لسكان الاحياء المذكورة بالتحرك عبر البوابة لتعود وتلغي هذه التصاريح نهاية عام 2015، وسمحت للفلسطينيين بالسير على الاقدام فقط ومنذ نهاية شهر حزيران الماضي لا تسمح قوات الاحتلال للفلسطينيين بالحركة عبر هذه البوابة إلا بالصدفة وبشكل انتقائي ولسيارات الخدمات فقط لا غير، فيما يحتاج الفلسطينيون لتجاوز هذه البوابة والوصول الى المنطقة التي تقع خلفها مباشرة الى سلوك طريق بديل يبلغ طوله 3 كلم .
وتمنع قوات الاحتلال منذ عامين أي شخص لا يسكن في حي "تل رميدة" من دخول هذا الحي.
واجبرت القيود المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال منذ جريمة القتل التي استهدف فيها المجرم "باروخ غولديشتاين" المصلين الفلسطينيين في الحرم الابراهيمي عام 1994، وجرى تشديدها بالتدريج الكثير من سكان وسط مدينة الخليل على ترك بيوتهم وأدت الى انهيار السوق والمركز التجاري الذي كانت تشكله هذه المنطقة.
وقالت منظمة "بتسيلم" ان تشديد الاجراءات والقيود المفروضة على حركة الفلسطينيين جزء من سياسة تهدف الى الوصول الى عملية "ترانسفير" هادئة تنتهي بطرد الفلسطينيين من مركز المدينة وبلدتها القديمة كون هذه القيود تمس بعشرات ألاف الفلسطينيين، وتمنعهم من تنظيم حياتهم وإدارتها بشكل طبيعي وحولت حياتهم الى ما لا يطاق.