الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفتي على الأكتاف- احتفالات الانتصار في شوارع القدس

نشر بتاريخ: 29/07/2017 ( آخر تحديث: 29/07/2017 الساعة: 09:57 )
المفتي على الأكتاف- احتفالات الانتصار في شوارع القدس
القدس- متابعة ميساء أبو غزالة- معا- لم تشهد مدينة القدس أجواء احتفالية منذ زمن طويل.. ولم تشهد ساحات المسجد الأقصى اكتظاظا لصلاتي المغرب والعشاء كما هو امس الجمعة.

فكما وصفها المقدسيون فهي صلاة عيد في غير وقتها، وفرح بالانتصار على محاولة الاحتلال فرض سيطرته على الأقصى، وتضاعف الاحتفال مساء الجمعة في الأقصى ومدينة القدس خاصة بعد تنغيص الاحتلال يوم الخميس احتفالات دخول الآلاف الى الأقصى بعد استباحته بالاقتحام والاعتداء على المصلين بالضرب والقنابل والاعيرة المطاطية واعادة اغلاق ابواب الأقصى، إضافة الى قيود فرضها على دخول الشبان الى المسجد لآداء صلاتي الجمعة والعصر، الذين أكدوا اليوم ان صلواتهم واعتصامهم على عتبات الأقصى مستمر حتى دخوله دون قيود أو شروط.

اجواء عيد حقيقي طغت على المشهد مساء الجمعة، عشرات الشبان يوزعون الكنافة والبقلاوة والمكسرات، الهتافات وشارات النصر في كل مكان حول البلدة القديمة وداخلها، أبواق السيارات انطلقت في الشوارع، وحملت الجماهير الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية على الاكتاف اثناء توجهه إلى منزله في جبل المكبر، والأهم من ذلك الابتسامة والسعادة التي ارتسمت على وجوه الداخلين إلى الأقصى، والفخر بأنهم رابطوا وصبروا اسبوعين حتى حققوا ما سعوا اليه... ففور فتح أبواب الأقصى ورفع القيود على دخول المصلين بدأ التوافد الى المسجد وبلغ ذروته مع صلاة العشاء.. الآف دخلوا الأقصى مهللين مكبرين تكبيرات النصر ... مشهد تكرر لليوم الثاني على التوالي فهذا يسجد لله شاكرا.. وآخر يقرأ القرآن في جنبات الأقصى.. وثالث يصلي .. والمشهد العام كان التجمعات والاناشيد والهتافات الجماعية.

وحاول الاحتلال مرة أخرى التنغيص على الفلسطينيين خلال احتفالاتهم، بقمع تجمع للمحتفلين بالنصر في منطقة واد الجوز مما أدى الى اصابة اثنين بالأعيرة المطاطية.

اسبوعان على التوالي -منذ الرابع عشر من الشهر الجاري- اغلق المسجد الأقصى وحرم المصلون من الدخول والصلاة فيه عقب اشتباك مسلح داخل ساحاته أدى الى استشهاد ثلاثة شبان من مدينة ام الفحم وقتل شرطيين اسرائيليين، ففي أول يومين من العملية اغلق الأقصى لأول مرة منذ احتلال القدس ولم يرفع فيه الآذان ولم يكن بداخله لا مؤذن ولا مصل ولا امام.. قامت خلال ذلك بتفتيش كافة مكاتبه وساحاته ومساجده واباره والمتحف الاسلامي ومقر المحكمة والمخطوطات، وبعد ذلك فتحت بعض ابواب المسجد ووضعت عليه البوابات الالكترونية والمسارات الحديدية على الأرض وبعض الجسور للكاميرات كل ذلك رفض بشكل قاطع وطالبوا بإزالة هذه الاجراءات غير المسبوقة.

وأمام هذه الاجراءات الاسرائيلية لم يقف الفلسطيني مكتوف الأيدي فأصدرت المرجعيات الدينية في القدس قرارا برفض الدخول الى الأقصى حتى ازالة كافة الاجراءات التي اتخذت عقب الرابع عشر من تموز... وشهدت أبوابه وخاصة "باب الاسباط والمجلس" الاعتصامات اليومية والصلوات والرباط على مدار الساعة، فيما تتحول منطقة باب الاسباط في ساعة الليل الى مهرجان ديني ضخم يشارك فيه الآلاف وكان العدد يزداد يوميا رغم محاولته الاحتلال قمعه واحباطه بشتى الوسائل سواء القاء القنابل والاعيرة المطاطية أو الضرب أو الاعتقال أو اصدار قرارات ابعاد عن الأقصى والبلدة القديمة.

كما عكست أيام الاعتصامات الماضية صورة للتكافل الاجتماعي في مدينة القدس، بدعم ثبات المرابطين على ابواب المسجد بتوزيع المياه والأطعمة والمتلجات على مدار الساعة، إضافة الى قيام الشبان بتنظيف ساحات التجمع.