نشر بتاريخ: 01/08/2017 ( آخر تحديث: 01/08/2017 الساعة: 12:41 )
بقلم:عضو المجلس التشريعي السابق زهران أبو قبيطةإلى متى ستبقى يطا هكذا "بلدة قرية خربة" والتي لها تاريخ قديم يعود للعهد الكنعاني، حيث سكن الكنعانيون القدماء فلسطين في العصور السابقة، وسميت البلدة يوطه “Yutta” والتي تعني الأرض المنبسطة، كما أنه في العهد الروماني ذكرت باسم “letaem”، ولكن البلدة القديمة نفسها نشأت في العهد العثماني.
يبلغ عدد سكان مدينة يطا ومحيطها ومسافرها وتجمعاتها البدوية لعام 2010 وحسب إحصائية بلدية يطا بمئة وخمسة آلاف نسمة، ويشكل الذكور حوالي 51% والإناث 49%، وحسب نسبة التزايد البالغة (4.5%) لسكان مدينة يطا وحسب ( منظمة اليونيسيف ) فيها أكثر نسبة مواليد في العالم وهي إحدى مدن الضفة الغربية في فلسطين وتبعد عن مدينة الخليل 12 كم جنوباً.
يوجد في يطا مبان قديمة ومواقع أثرية، وعدد المدارس فيها 70 مدرسة، وعدد طلابها على مقاعد الدراسة 26 ألف طالب وطالبة، وعدد طلاب الجامعات 10 آلاف ونيف وبلغت مساحة يطا داخل حدود البلدية والتي تم توسيعها في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2004 ما يعادل 24.552.76 دونم في حين تحتل الكتلة العمرانية المبنية للمدينة مع التجمعات السكانية الملتصقة بها حوالي 32 كيلومتراً مربعاً.
وتمتد يطا إلى كل اتجاهاتها شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً، حيث تمتد أراضيها إلى البحر الميت، وان بعض المحافظات في الوطن اقل من عدد سكان مدينة يطا أو ما يعادل عدد طلابها، ويطلق عليها مسمى محافظة ويطا حسب الإحصاء الفلسطيني ثالث أكبر تجمع سكاني في الوطن بعد الخليل ونابلس.
ولكن للدلالة على التهميش المتعمد من سلطتنا الوطنية (محافظة) على مسماها التاريخي بلدة وفي بعض الحالات قرية في نشرات الأخبار الرسمية يقال بلدة يطا جنوب الخليل للتعريف على هذه المدينة النكرة وفي بعض الحالات قرية يطا وهذه المدينة المنسية في الجنوب يمتد تاريخها إلى النبي يحيى عليه السلام الذي ولد فيها وأيضاً إلى القائد موسى ابن النصير ولد فيها في منطقة إعزيز، وهي من المدن الفلسطينية القديمة تاريخها حافل بالماضي والحاضر وهذا ما كتبه مؤرخ العرب والحضارة الإسلامية اللبناني فليب حتي والذي رصد تاريخها المعاصر يشهد له القاصي والداني، ومنها الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين، وأنجبت قيادات وطنية، ويوجد بها جميع المؤسسات الوطنية بمسمى مديرية وهي مؤهلة أن تكون محافظة وان مقومات المدينة تجاوزتها.
إذاً لماذا هذا التجاهل المقصود لهذه المدينة العريقة؟ فهي ليست كم انتخابي تذكر وقت الحاجة، وإن بناء الوطن يحتم على أصحاب القرار ان يتعاملوا مع الوطن وحدة جغرافية واحدة لإيجاد حوافز للمواطنين على أنهم متساوون بالحقوق والواجبات ونحن لا نطالب التفضيل على حساب مدن وقرى أخرى بل نطالب بالمساواة بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني لتعزيز الصمود والذود عن أرضنا، ويطا محاطة بأحد عشر مستوطنة وسكان المسافر سماهم دولة رئيس الوزراء السابق د سلام فياض حراس الأرض والصمود بحاجة من السلطة الوطنية للمساواة وعدم التمييز.