الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يشرد 30 نفراً من عرب الجهالين شمال غرب القدس ويتركهم في العراء

نشر بتاريخ: 16/01/2008 ( آخر تحديث: 16/01/2008 الساعة: 19:01 )
القدس -معا- أقدمت آليات الاحتلال صباح اليوم، على تدمير "مضارب بدوية" تأوي نحو 30 نفرا من عرب الجهالين يسكنون عند الأطراف الجنوبية لقرية الجيب شمال غرب القدس، وذلك بحجة وقوعها في مسار الجدار الذي تعمل آليات الاحتلال على إقامته في المنطقة.

ووصف إبراهيم أبو داهوك - احد المتضررين- عملية الهدم بأنها كارثة، متسائلا :"أين سيذهب في ظل هذا الصقيع والبرد القارص .. لم يعد هناك مكان آخر نلجأ إليه بعد أن نهب الاحتلال ما تبقى من المكان، جميع الأراضي الخالية متنفس ومأوى البدو الوحيد أقيمت عليها المستوطنات وضم ما تبقى منها خلف الجدار".

وأضاف إبراهيم قائلا "هذه هي نتائج عملية السلام نراها كل يوم، بمزيد من القتل والتدمير والتشريد، نكبة تلو نكبة"، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يريد فلسطينيين على هذه الأرض.

وكان إبراهيم قد واجه الترحيل والتشريد للمرة الرابعة في حياته، فقد لجأ بداية وأهله وعرب الجهالين عموما عام 1948 إلى منطقة الخان الأحمر وما يسمى ببرية القدس الشرقية، بعد أن هُجروا قسرا من أراضيهم الواقعة في تل العراد جنوب الخليل.

وفي الثمانينات قامت قوات الاحتلال بتجريف بيوت الشعر والخيش والصفيح التي يعيشون فيها وحظائر الأغنام والمواشي، ورحلتهم بالقوة من منطقة الخان الأحمر لإقامة مستوطنة كفار "ادوميم" على طريق أريحا- القدس التاريخي، فانتقلت العائلة إلى أطراف النبي صموئيل شمال غرب القدس، وفي أواخر التسعينيات هدمت آليات الاحتلال مضاربهم مرة أخرى وأجبرتهم على الرحيل بحجة نصبها دون ترخيص، وها هي النكبة تتكرر اليوم ويشهدها أبناء الجيل الرابع من عائلته.

إلى ذلك فقد أبلغت قوات الاحتلال، أربع عائلات بدوية قريبة من الموقع الذي جرى فيه الهدم صباح اليوم، بوجوب إخلاء منازلهم والرحيل عن المنطقة، وذلك كون مساكنهم تشكل منطقة عسكرية مغلقة أو ما يسمى " الحدود الأمنية للجدار"، وبذلك سيواجه كل من علي إبراهيم أبو داهوك، وسليمان محمد أبو داهوك وعائلاتهم ( 15 فردا) ذات المصير من التشريد والترحيل.

يذكر أن ما جرى لهذه العائلات البدوية اليوم، هو جزء من سياسة اسرائيلية مبرمجة تستهدف التجمعات البدوية الفلسطينية في جميع أماكن تواجدهم، سواء في الضفة الغربية، أو في الأراضي المحتلة عام 1948، وتهدد هذه الفئة السكانية بالاندثار، استكمالا للسياسة الاسرائيلية ضد بدو النقب، فأن سلطات الاحتلال تنوي ترحيل 22.000 بدوي من أنحاء الضفة، وتجميعهم في مساحات ضيقة لا تتماشى وطبيعة عملهم ونمط الحياة التي يعيشونها، كما حصل لعائلات عرب الجهالين ( 60 أسرة)، في العام 1997 عندما نقلتهم سلطات الاحتلال بشاحنات بالقوة إلى جنوب أبو ديس بالقرب من مكب للنفايات.

ويعيش البدو في الضفة الغربية، حالة من التهجير الدائم منذ العام 1948 وحتى الآن، فسلطات الاحتلال تتعقبهم في كل مكان يلجئون إليه، وتغلق المراعي أمامهم، وتهدم منازلهم وتصادر أغنامهم ما يهدد ثروتهم الحيوانية، ويهدد وجودهم ونمط الحياة التي يعيشونها.

يذكر انه في منطقة القدس لوحدها يوجد حوالي 7.500 بدوي من عرب الجهالين، الذين ينتشرون على تلال القدس الشمالية الشرقية والغربية، وتنوي سلطات الاحتلال ترحيلهم من المنطقة، ضمن مخططاتها لما يسمى ب "مشروع القدس الكبرى".