الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طالبة تبتكر نظاماً لتقليل استهلاك مياه الري في نظام زراعة النخيل

نشر بتاريخ: 04/08/2017 ( آخر تحديث: 04/08/2017 الساعة: 16:37 )
طالبة تبتكر نظاماً لتقليل استهلاك مياه الري في نظام زراعة النخيل
جنين -  معا - نجحت جمة أبو الحسن الطالبة بفرع جامعة القدس المفتوحة بجنين في ابتكار نظام لتقليل استهلاك مياه الري في زراعة النخيل، وتقوم الفكرة على ابتكار منتج مكون من ألياف منسوجة بطريقة دائرية متناسقة مع سطح جذع الشجرة، لا تمتص الماء بل تحافظ على أكبر نسبة منه ومن الرطوبة داخل التربة المحيطة بالجذور.
وقالت أبو الحسن إن المنتج يمتاز بتشميع الألياف ومكوناته طبيعية (100%)، ولا تؤثر سلبًا على البيئة، ويمكن لجميع أصحاب مزارع النخيل استخدامها وتطبيقها على أشجار الحمضيات وغيرها من الأشجار. ومن مميزات تلك الألياف أنها تدوم لسنوات طويلة، ويقدر سعر المنتج حسب الحجم من (40-50) دولارًا أمريكيًا.
وعن الدوافع للوصول إلى هذا الابتكار قالت إنه جاء لحل مشكلة مياه الري واستهلاكها الكبير، والسيطرة على نسبة التبخر العالي من التربة المحيطة بالأشجار للحفاظ على مياه الري التي تكلّف نحو (21) ألف شيكل سنويًا لكل دونم، ولاستغلال الموارد الطبيعية المتاحة وإنتاجٍ أخضر يفيد البيئة ويحافظ على اعتدال المناخ من ثلاثة جوانب: المياه، والتربة، والمسطح الأخضر.
ما الذي أنجز؟
تقول أبو الحسن إن مشروعها وصل إلى رواج عالمي، إذ دخل في مسابقة (سويتشميد) الدولية (الدول التسع المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط)، والمزارعون تقبلوا الفكرة وحثوا على تطبيقها بشكل مباشر. وحظي هذا المشروع بالمركز الأول في مسابقة أبطال المناخ على مستوى فلسطين، الذي أقيم بجامعة بيرزيت قبل شهور قليلة.
وقالت أبو الحسن إن إدارة جامعة القدس المفتوحة أصرت على إقامة دراسة معمقة ثم تجربتها في محطة الأبحاث التابعة لها بمدينة أريحا في الوقت القريب. ثم أوضحت أن المشروع مبتكر ولم يسبق إليه أحد، فهو يقوم على حل مشكلة تبخر مياه الري ويخدم الجانب الزراعي، ومن الممكن أن ينافس على مستوى عالمي. يمتاز المنتج بكونه أخضر وطبيعياً (100%)، ويتميز بسهولة الإنتاج. وأُنتجت المفارش بطريقة لا مثيل لها، وتحفظ التربة من النباتات الضارة والأعشاب غير المرغوب بها.
وعن أثر المشروع على مستوى الحياة المجتمعية والتنمية البيئية، قالت أبو الحسن إن المشروع يسهم في زيادة الأيدي العاملة في فلسطين، والدخول في المجال الزراعي وإنتاج اللوازم الزراعية، فكلما ازداد الإنتاج تضاعفت الحاجة إلى أيد تشغيلية لإنجاح المشروع. ثم إن هذا المشروع يسهم في الحفاظ على نسبة كبيرة من المياه. أما ما يتعلق بإنتاج التمور فإن المشروع يزيد من نسبة تصدير التمور الفلسطينية للخارج، كما يمكن أن تستخدمه دول أخرى تشتهر بالتمور كدول الخليج. ويسهم أيضاً في الحفاظ على البيئة، فمن خلاله تُدوّر الألياف المستخرجة من نبات الليف.
تقول أبو الحسن إنه إضافة لاحتضان جامعة القدس المفتوحة للمشروع فقد احتضنته جامعة بيرزيت مذ كان فكرة حتى طُبق على أرض الواقع. وتعاونا كذلك مع برنامج إسباني سويتشميد (العالم الأخضر)، الذي كان يهتم بالإنتاج وإعادة تدوير المواد لخدمة البيئة.