نشر بتاريخ: 05/08/2017 ( آخر تحديث: 07/08/2017 الساعة: 09:55 )
بيت لحم- معا- رد نتنياهو، امس الجمعة، على اتفاق "شاهد الدولة" وقعته النيابة العامة الاسرائيلية مع رئيس طاقم مكتبه السابق "اري هيرو" وبعد ساعات فقط من توقيع الاتفاق الذي فتح الطريق امام ادلاء "اري" بشهادته ضد نتنياهو ما يعني امكانية تقديم الاخير للمحاكمة في ملفي فساد على الاقل، الملف رقم "2000" والملف رقم "1000" وفقا لتقديرات بثتها القناة الثانية العبرية عن الشرطة الاسرائيلية التي لم تستبعد ان توصي بتقديم نتنياهو للمحاكمة، ردا اعتبره الكثير من المحللين الاسرائيليين نوعا من المكابرة التي تخفي وراءها خوفا حقيقيا.
" نعم، لا يمكن العيش دون قصة الاسبوع لذلك اريد ان اقول لكم ولكل الاسرائيليين بأنني لا اهتم بضجيج الكواليس والخلفية، وأنا اواصل عملي لأجلكم قال نتنياهو عبر فيدو قصير نشره على موقعه الخاص على موقع "فيسبوك".
وجاء هذا الرد المتهكم في نهاية "الفيديو" لكن بدايته شهدت محاولات نتنياهو الظهور كمن يقوم بعمله الاعتيادي وكمن لا يواجه اية مشكلة وذلك في باب المكابرة، قائلا" قبل دخول السبت اريد ان ابعث بتمنياتي بالشفاء الى "نيف نحاميه" الذي واجه "المخرب" في يبنا ببطولة وأرسلت يوم امس سكرتير الحكومة لزيارته وزيارة عائلته، نيف، كلنا نصلي لأجلك، وهذا الاسبوع عززنا الاستيطان ووضعنا حجر الاساس لحي جديد في "بيتار عليت" وواصلنا بناء مستوطنة "عامي حاي" للسكان الذين تم اخلاؤهم من عمونا وفي المقابل نواصل عملنا السياسي وتلقينا بشرى من دول افريقيا تؤكد ان هذه الدول لن تصوت ضدنا في الامم المتحدة، وهذا امر جيد وقبل كل شيء اريد ان اشكرك باسم قوات الامن التي تصل الليل بالنهار للحفاظ على امننا وهدوئنا".
لكن هذه المكابرة ومحاولة اظهار الامور طبيعة لم تصمد حتى نهاية الفيديو حيث تطرق نتنياهو للقصة المقلقة وأدلى بالرد المتهكم سابق الذكر.
ما وراء كواليس اتفاقية "شاهد الدول"
الرشوة ،الحصول على شيء بالاحتيال في ظروف خطيرة
، تبيض الاموال، هذه بعض الاتهامات التي ظهرت في مسودة لائحة الاتهام المقرر تقديمها ضد "اري هيرو" لكن الادعاء العام والشرطة وافقوا على شطبها جميعها في اطار اتفاق "شاهد الدولة" الذي جرى توقيعه يوم امس مع من كان رئيسا لطاقم مكتب نتنياهو. الرشوة هنا ليست سوى اموال حصل عليها "هيرو" باسم شركة يملكها مقابل تنسيق زيارة رئيس مدغشقر مع نتنياهو.
علمت الشرطة ان "هيرو" ومحاميه يخططان للسفر الى الخارج ما اجبرها على تليين موقفها خشية انغلاق نافذة الفرص امامها وبالتالي تأكيدها عدم الزج بـ "هيرو" بالسجن.
ويواجه "هيرو" ضمن الاتفاق الجديد اتهامات مخففة نسبيا منها: الاحتيال وخيانة الامانة لذلك سيدفع غرامة مالية بقيمة 700 الف شيكل ويحكم عليه بأداء عمل "عام" لستة اشهر "هذا ما ستطلبه النيابة العامة الاسرائيلية ويبقى الامر مرتبطا بموافقة المحكمة".
خضع " هيرو " في السابق للتحقيق تحت القسم والإنذار بشبهة مخالفات اكثر واشد خطورة، وذلك أنه واصل امتلاك شركة خاصة حتى بعد تعينيه في منصب رئيس طاقم مكتب نتنياهو، ورغم ادعائه بانه قد باع هذه الشركة تشتبه الشرطة الاسرائيلية بان عملية البيع المزعومة كانت صورية وبقيت من وراء الكواليس بملكية "هيرو".
تختص الشركة التي يملكها بأعمال "الحكم وتشكيل لوبيات الضغط" ولذلك تشتبه الشرطة بتوجه مدغشقر الى "هيرو" بطلب تنسيق زيارة رئيسها الى اسرائيل فحولهم بدوره الى شركته لإتمام عملية التنسيق.
فقامت جهات خارج اسرائيل باستئجار خدمات الشركة وفعلا تمت الزيارة وعمل "هيرو" نفسه بصفته الرسمية على ترتيب اللقاء بين نتنياهو ورئيس مدغشقر فيما حلصت الشركة التي يملكها بالخفاء على مبلغ 150 الف شيكل مقابل تنسيق هذا اللقاء.
وطلبت الشرطة والنيابة العامة بناء على هذه المعلومات بمحاكمة "هيرو" بتهمة الحصول على رشوة وتبيض الاموال لكن محاميه "روعي بلخر" اصر على شطب هذه التهمة وتم الاتفاق في نهاية الامر على استبدالها بتهمة الاحتيال وخيانة الامانة.
ووافق "هيرو" ضمن صفقة " شاهد الدولة " ومقابل تخفيف بنود الاتهام الموجهة اليه على تسليم الجهات المختصة عناوين ورؤوس اقلام تتعلق بالمعلومات التي يملكها ضد نتنياهو وهنا حولت النيابة العامة المعلومات الى الشرطة.
وقال مصدر على علاقة وثيقة بمجيرات الامور" سيزود هيرو الجهات المختصة بمعلومات جوهرية تتعلق بالملف رقم 1000 ما سيوسع هذا الملف وإذا اقتضت الحاجة سيقوم بمواجهة نتنياهو، كما سيزود الجهات المختصة بمعلومات تتعلق بالملف رقم 2000 " الخاص بمحادثات نتنياهو مع مالك وصاحب صحيفة اسرائيل اليوم وكذلك في ملف قضية الغواصات المعروف باسم الملف 3000".
