الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة فتاة من الخليل

نشر بتاريخ: 08/08/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
قصة فتاة من الخليل
بيت لحم- معا – ترعرعت " أمينة ابو علان " في منطقة الخليل وعند بلوغها السابعة من العمر رحلت عائلتها الى قرية "كسفيا" قرب مدينة عراد في النقب بسبب خلافات عائلية وتهديدات على حياة ابناء العائلة، وفقا لما رواه اليوم الاثنين، الكاتبه والصحفية الاسرائيلية "شاكيد اورفيدخ" في تقريرها المنشور على موقع "هآرتس" الالكتروني تحت عنوان "القصة الدراماتيكية لفتاة من الخليل" وجاء فيه دون تصرف من المترجم:
"كان الانتقال الى كسفيا صعبا للغاية ولم يكن لدينا مال ولا أي شيء" قالت امينة. ولم يكن لدى العائلة تصريح اقامة دائم في اسرائيل فأصدرت وزارة التربية والتعليم لها بطاقة هوية خاصة كي تتمكن من الدراسة، وفعلا انهت ابو علان الدراسة الثانوية وحينها شنت اسرائيل عملية الجرف الصامد ضد قطاع غزة وأبعدتها هي وعائلتها الى مناطق السلطة الفلسطينية.
حاولت ابو علان الحصول على قبول في احدى جامعات الخليل أو الاردن لكنها اكتشفت ان السلطة والأردن لا يعترفان بشهادة الثانوية الاسرائيلية "بجروت" التي تحملها خاصة وإنها تحمل رقم هوية فلسطينية وشهادة اسرائيلية.
قررت ابو علان تجربة الطريق المعاكس وقدمت طلبا للقبول في جامعة بن غوريون في النقب "منحوني تصريح دخول لإسرائيل بناء على رقم هويتي الفلسطينية، لكن جامعة بن غورين لم تقبل تسجيلي لان شهادة البجروت التي احملها لا تتناسب مع الرقم الفلسطيني كما انني لا احمل بطاقة هوية اسرائيلية".
وقبلت الجامعة بعد عملية بيروقراطية طويلة في وزارة التعليم تسجيلها واستيعابها في قسم "دراسة الادارة الصحية" لكن مشاكلها لم تنته هنا، وبعد مرور فصل جامعي واحد رفضت الادارة المدنية تجديد تصريح الدخول الى اسرائيل ما اضطر الجامعة الى فصلها وإلغاء تسجيلها.
"كانت بين المطرقة والسندان لقد كان الوضع دراميا بحيث لم تعد تفهم من يتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن أي شيء" قال رئيس قسم "الادارة الصحية" البروفيسور "نداف دوفيدوفتش".
حاولت صديقتها ياسمين عكاوي من احدى قرى الشمال تجنيد الطلاب لمساعدتها "توجهت للصف وطلبت من الطلاب التوقيع على عريضة او القيام بأي شيء لكن التوقيت كان سيء جدا وحساس جدا اذ بدأت المشاكل في القدس" قالت ياسمين.
وأضافت "واجهت معارضة قاطعة في البداية كان بعض الطلاب مترددين لكن حين شاهدوا معارضة الاغلبية اقتنعوا بموقفهم وعارضوا الخطوة، انا لم اكن اتوقع ذلك فالامر يتعلق بطفلة في نهاية الامر لا ذنب لها بكل ما جرى فقد كنت اذهب الى كل الطلبة واراها وهي تدرس حتى الساعة الرابعة صباحا انها تريد ان تبقى هنا".
ادعى طلبة صفها ان دعمهم لها سيشكل سابقة خطيرة وهذا ما لم يقنع ياسمين عكاوي التي قالت "هذه ليست ذريعة بالنسبة لي انا اعلم انها تواجه مشاكل، فهي لا تستطيع الدراسة هناك ولأنني ابنة المجتمع العربي ادرك كيف يشعرون ويفكرون، وأنا لا اريد ان احكم عليهم فربما قد كان التوقيت سيئا لذلك جاء موقفهم نتيجة تأجج المشاعر وليس لأي شيء شخصي ضد ابو علان".
وبعد ستة اشهر من البيروقراطية المتعبة والمنهكة رد مكتب وحدة تنسيق نشاطات الحكومة في المناطق على طلب "هآرتس" وأكدت نيتها تجديد تصريح الدخول الخاص بالطالبة أمينة أبو علان.
"إن الحصول على تصريح للدارسة في اسرائيل ليس حقا مكتسبا لذلك يتم دراسة كل طلب على حِدة وبشكل مفصل، لذلك تمت المصادقة على دراسة المذكورة أعلاه حتى انتهاء دراستها الجامعية" جاء في رد وحدة التنسيق المذكورة.
وقالت منظمة "اطباء من اجل حقوق الانسان" لا يوجد أي انسان يمكن ان يعوض أمينة عن الفصل الدراسي الذي خسرته والدوران المحبط حول الادارة المدنية، وما جرى معها يعتبر اثباتا على البيروقراطية المتعرجة والملتوية التي يمارسها الاحتلال والإرهاب الذي لا نهاية له، الذي يعيشه الفلسطينيون في المناطق المحتلة".