الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشاعر مراد السوداني يفوز بالجائزة العالمية الإيطالية للشعر مارتن سيكو

نشر بتاريخ: 07/08/2017 ( آخر تحديث: 07/08/2017 الساعة: 16:17 )
الشاعر مراد السوداني يفوز بالجائزة العالمية الإيطالية للشعر مارتن سيكو

روما -معا - فاز الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، وأمين اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، الشاعر مراد السوداني، بالجائزة العالمية للشعر "مدينة مارتن سيكورو 2017 بنسختها التاسعة".

وتشمل الجائزة ثلاثة فائزين على المستوى الايطالي: الشعر المنظوم، والشعر الحر، والشعر العامي، إضافة الى جائزة عالمية تمنح سنويا لشاعر عالمي، حيث خصت فلسطين هذا العام بجائزة الشعر العالمي التي حصل عليها الشاعر السوداني.

وحضر حفل تسليم الجائزة في قصر كارل الخامس التاريخي في مدينة مارتن سيكورو، في مقاطقة ابروتزو الايطالية، سفيرة دولة فلسطين لدى ايطاليا د.مي الكيلة، والملحق الثقافي للسفارة د.عودة عمارنة، والقنصل العام للجمهورية الايطالية في دولة الارجنتين أنطونيو بترورلو، وما يزيد عن مئة شخصية من عالم الثقافة والأدب وممثلي المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني الايطالي، والعديد من الصحفيين والمهتمين بالشأن والمشهد الثقافي المحلي والعالمي.

وألقى ماسيمو فنيوني كلمة افتتاحية قال فيها: نحن سعداء بإعلان أسماء الفائزين بالجائزة العالمية للشعر بنسختها التاسعة لهذا العام ومنحها لفلسطين، ونؤكد العزم على مواصلة وتعزيز المشاريع الثقافية محليا وعالميا، وهذا دليل على أن الشعر والأدب هما جسر للحوار والتواصل بين الثقافات، وان هذه الجائزة ستتطور في المستقبل وستأخذ صداها العالمي بشكل فاعل، كما ونشكر لجنة التحكيم على جهودهم العظيمة والتي قرأت أكثر من مائتي نص شعري.
أما أمين عام الجائزة الشاعرة والناشرة د.فاليريا دي فليشي، فقد عقبت بقولها: أنا فخورة باستمرار هذه الجائزة العالمية بطبعتها التاسعة، وسعداء أكثر باستضافة فلسطين، هذه الأرض وهذا الشعب العزيزان علينا، ففلسطين أرض خاصة واستثنائية تتعرض للظلم في ظل التقلبات العالمية وهي أرض الإلهام والأفكار العظيمة، والشاعر السوداني يستحق هذه الجائزة العالمية، وإن الشعر كنوع أدبي وشكل ثقافي يولد الفرص ويفتح آفاقا جديدة، وهو الفعل الحضاري الأرقى للتواصل بين الشعوب لخلق وعي جديد يأخذنا الى عالم أفضل.

وفي كلمة ألقتها سفيرة دولة فلسطين لدى ايطاليا د.مي الكيلة، قالت: نشكر المؤسسات الراعية ولجنة التحكيم على جهودها الكبيرة لإنجاح هذه الاحتفالية، ونحن سعداء بهذا التكريم الذي تناله فلسطين من خلال الشاعر الفلسطيني السوداني شاعر المقاومة، ونحن في فلسطين نحتاج هذا التضامن والدعم في الوقت الذي تتعرض فيه فلسطين والقدس الى اعتداءات وحصار وظلم احتلالي، والشعر ومن خلال هذه الجائزة يعزز التواصل بين فلسطين وايطاليا ويؤكد على قوة حضور الثقافة والابداع في مسيرة الأمم .

تجدر الاشارة الى أن لجنة التحكيم قد أوضحت في مسوغات ودوافع الجائرة بقولها: تمنح هذه الجائزة الخاصة بالشعر للعام 2017 للشاعر الفلسطيني مراد السوداني، حيث يعبر ومن خلال إنتاجه الأدبي عن هوية شعرية خاصة به ويمثل اهتماما خاصا بالسياق والفعل الأدبي، كما أن إنتاجه الأدبي والشعري مرتبط بشكل وثيق بثقافة وهموم الشعب الفلسطيني، وبالرغم من صعوبة الوضع هناك وتعقيداته إلا ان الشاعر مراد السوداني استطاع وبكل تجرد أن يستخلص من قصته الشخصية صورا لفظية وإيحائية بأسلوبه الخاص وبشكل ملفت جدا، له أسلوب جميل وذو معانٍ كثيرة، أسلوب أنيق مختار بعناية وتأملي، مخطط ومدروس بحيث يشد القارئ لقوة النص ولإبداعيته وموسيقيته.. الانتاج الأدبي للشاعر الفلسطيني مراد السوداني له ميزة خاصة تقع بالاعتراف أنه صاحب أسلوب ودرب أو ملمح أدبي خاص به ومخلص له ككاتب وشاعر، وهو صاحب رؤية وكلمة قوية في معركة الحفاظ على ثقافته وانتمائه لها، صاحب أسلوب ينقب ويحفر في بواطن مليئة بالأفكار والرؤى .

كما علق الفائز بالجائزة الشاعر السوداني في كلمته التي ألقيت في هذه المناسبة بقوله: حيث ينفتح المتوسط بأمواجه الخضراء ليؤكد التاريخ المشترك عبر النسق المعرفي والثقافة العميقة التي تمتد فينا امتداد الزيت بالزيتون، مؤكدين مد جسور التواصل والتثاقف مما يحقق حضور الثقافة التي تبقى وتدوم.
إن شعراء وكتاب وأدباء فلسطين يكتبون المختلف والذي لا ينسى، فهم يكتبون بالحبر الساخن، بدماء الشهداء، فيما يكتب شعراء وكتاب العالم بالحبر البارد، فالكتابة في فلسطين استثناء لأن فلسطين وترابها الحر استثناء، على وعي متماسك وتراكم معرفي وبطولات وسيعة.

كنت صغيرا عندما ذقت تراب قريتي، من يومها ما زالت رائحة التراب على لساني ومن ذاق تراب وطنه لا يضل ولا يشقى . هذا التكريم الذي طوقتموني بجماله يعني لي ولجيلي الكثير وهو حتما يصل شعراء ومبدعي فلسطين، زيتونا صامدا وأغصان ضوء، وهنا أرفع قلبي حدائق محبة ووفاء لأشكركم جميعا بعد أن أتحتم لي الفرصة لأكون هنا في لحظة حب وسيعة وباقية.

ها نحن نجتمع تحت شجرة الشعر العالية والممتدة كأمواج المتوسط، ندافع عن الأمل والحلم والخير العام والحياة وأسبابها ضد أعداء الفرح والحياة الذين يعممون الموت والكراهية والظلم والظلام. هذه الجائزة التي تعبر من خلالي الى وطني الذبيح بسبب احتلال يستهدف الشجر والحجر والطير والصغار الذين يحملون مشاعل الغد وشمس الفرح في حقائبهم فيسقطهم رصاص الاحتلال الأسود، أتيتكم والقدس مثقلة بالشهداء والجرحى والأسرى والحصار كما هو وطني. القدس التي توحد بها المسلمون والمسيحيون دفاعا عن الحق والحقيقية، وعندما منع الأذان نهض المسيحيون لرفع الأذان من على الكنائس في تسامح ومحبة تليق بفلسطين حيث يتعانق الهلال والصليب دفاعا عن الحرية التي لا بديل عنها الا بالمزيد منها، حرية مشتهاة تحريرا واستقلالا ناجزا .

وفي نهاية الاحتفال كرمت الأمانة العامة للجائزة سعادة سفيرة فلسطين د.مي الكيلة، كما سلمت السفيرة والشاعر السوداني هدية من الرئاسة الفلسطينية للأمانة العامة للجائزة .