الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل.. دولة تحت التحقيق

نشر بتاريخ: 08/08/2017 ( آخر تحديث: 09/08/2017 الساعة: 11:14 )
إسرائيل.. دولة تحت التحقيق
بيت لحم- معا- قدمت النيابة العامة الاسرائيلية، اليوم الثلاثاء، لائحة اتهام اتهمت فيها "فاينه كيرشنباوم" النائبة السابقة لوزير الداخلية الاسرائيلي وعضو حزب "اسرائيل بيتنا" بتلقي الرشوة وطلب رشوة والاحتيال وتبيض الاموال وخيانة الامانة.
واتهمت النيابة العامة ايضا تسعة اشخاص آخرين بتهم مماثلة في ذات القضية بينهم "دافيد غودبسكي" رئيس قسم التنظيم في حزب "اسرائيل بيتنا"، و"رامي كوهن" مدير عام وزارة الزراعة السابق، وآفي بلس "أمين صندوق المجلس الاقليمي" متيه بنيامين السابق وهو عبارة عن تجمع تنظيمي يشمل مستوطنات منطقة رام الله المحتلة، ورئيس منظمة "ايليم" متان دهان.
وفي سياق متصل خضع وزير الداخلية الاسرائيلية "آرية درعي" اليوم لجولة تحقيق اخرى في مكاتب وحدة "لاهف 433" المختصة بالتحقيق في جرائم الاحتيال والفساد سيتبعها وفقا للشرطة الاسرائيلية جولات عديدة.
وتحقق الوحدة المذكورة مع "درعي" وزوجته في جرائم فساد واحتيال تتضمن جرائم ضريبية وأخرى عقارية ومالية وسرقة اموال تبرعات.
ولم يتخلف نتنياهو وكبار قادة الجيش وطاقم عمله عن ركب الخاضعين للتحقيق حيث يخضع نتنياهو أو يعتبر جزءا من تحقيق في ثلاثة ملفات فساد اساسية تحمل الاسماء ملف "1000" وملف "2003" وملف "3000" الخاص بشبهات الفساد المتعلقة بصفقة شراء الغواصات الالمانية التي يخضع ضمنها للتحقيق قائد سلاح البحرية السابق الجنرال "مرون" مدير طاقم مكتب نتنياهو الذي تصفه الصحافة الاسرائيلية بـ "وزير مالية عائلة نتنياهو" اريه هيرو "الذي وقع اتفاقية" شاهد دولة، ليتملص من السجن لفترات طويلة على ان يقدم ادلة ومعلومات تدين نتنياهو في ملفات فساد عديدة خاصة ملف الغواصات.
زوجة نتنياهو "سارة" تخضع هي الاخرى للتحقيق في قضية الفساد المعروفة بالملف رقم "1000" والمتعلق بمصروفات وأعمال صيانة جرى تنفيذها داخل مقرات رئيس الوزراء الرسمية من قبل متعهد مقرب من عائلة نتنياهو وبأسعار مبالغ فيها كثيرا، فيما نفذت اعمال لم تكن اصلا ضرورية بل من باب رغبة زوجة نتنياهو مساعدة هذا المتعهد الذي رد الجميل بأعمال ترميم واسعة نفذها في فيلا عائلة نتنياهو الخاصة بمدينة قيساريا.
ويتوقع ان توصي الشرطة الاسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو في القريب العاجل.
قضية فساد سياسي وإعلامي تآمري اخرى تعرف بقضية "اسرائيل اليوم" المتهم فيها نتنياهو وصاحب صحيفة "يديعوت احرونوت" "مزوس" الذي اتهم نتنياهو بمحاولة عقد صفقة معه تتضمن تشويه خصوم نتنياهو السياسيين مقابل تعهد الاخير بمنع توزيع صحيفة "اسرائيل اليوم" مجانا أو على اقل تقدير تقليص حجم التوزيع بما يسفح مجال لزيادة مبيعات "يديعوت احرونوت".
وسبق الزج برئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت بالسجن لمدة عام ونصف بتهم الفساد المالي وتلقي الرشوة، فيما سجن رئيس الدولة الاسبق موشيه كتساف لسبع سنين أمضى منها 5 سنوات بعد ادانته بجريمة الاغتصاب والتحرش الجنسي.
وأنقذ الموت المفاجئ زعيم حزب العمل الاسبق "فؤاد بن اليعازر" الذي تقلد مناصب رفيعة اهمها وزارة الجيش من السجن على خلفية فساد مالي بمئات الملايين.
وأسعف المرض الطويل والغيبوبة الممتدة ارئيل شارون ومنع استكمال التحقيق معه في جرائم فساد عرفت في حينه بقضية "الجزيرة اليونانية".
هذا غيض من فيض لكن الثابت أن اسرائيل الان بمختلف مستوياتها الامنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية تخضع بشكل أو بأخر للتحقيقات المتعلقة بجرائم فساد، وبات الكل بانتظار ما ستسفر عنه هذه التحقيقات التي لو ثبت صحة جزء منها لتغيرت وجه الخارطة السياسية في اسرائيل واختفت شخصيات وظهرت اخرى.