الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتصال الرئيس.. الذي احيا املا واشاع في القلوب المكلومة تفاؤلا ببلسمة الجراح

نشر بتاريخ: 17/01/2008 ( آخر تحديث: 17/01/2008 الساعة: 22:05 )
غزة-معا- كتب أحمد عودة - "عمر الدم ما بيصير ميه الله يبارك فيك يا أبو مازن و يصبرك يازهار و انشالله الفرج قريب"

هذا ما قالته الحاجة التي تجاوزت عقدها الستين والدموع تومض في عينيها " إحنا عدونا معروف الطريق الصحيح كلنا بنعرفوا و إحنا شو كان ناقص علينا حتى نقتل بعض ".

بهذه العبارات البسيطة تحدثت الحاجة أم سمير في إعقاب الاتصال الذي أجراه الرئيس محمود عباس بالدكتور محمود الزهار معزيا باستشهاد نجله حسام.

الاتصال المفاجيء بعد القطيعة كان حديث الناس رغم الغارات المتواصلة على غزة.

الصحفي صالح المصري فقال: الناس سعيدة وأصبحت في أعقاب الاتصال كما الغريق الذي يتمسك بقشة فظروف الحصار والوضع الاقتصادي السيئ بالإضافة إلي العدوان الإسرائيلي المستمر كل هذه الظروف جعلت المواطن الغزي سعيدا بهذا الاتصال لأنه يعتبره بداية لحلحه الأمور و عودة أجواء الحوار ووقف الملاحقة و حالة التحريض و شلال الدم .

ويعتقد المصري أن الطرفين بحاجة لبعضهما البعض في هذه المرحلة فالرئيس محمود عباس يريد إن ينهي حياته السياسية بأجواء المصالحة و الوفاق و حماس باتت في مأزق نتيجة الحصار و المتطلبات الواجب توفرها لأهالي القطاع .

ويضيف المصري :انا كمراقب وجدت تغييرا في المزاج العام من أول ساعة أعقبت الاتصال فالناس في غزة يتحدثون عن أجواء المصالحة و الكل يتساءل متى سيفتح المعبر و متى ستعود الكهرباء و متى سيتوقف التحريض الإعلامي.

وأضاف المصري: غزة اليوم كلها كانت مشغولة بحديث أبو مازن مع الزهار و الكل يستبشر خيرا لأنه بصراحة الناس زهقت.

و رأى الصحفي وائل الدحدوح في هذا الاتصال في الوقت الحالي عبارة عن اتصال يتعلق بالجانب الإنساني أكثر منه سياسي و لكن من الممكن استثماره و استغلاله كي يتحول الي خطوة او نصف خطوة في الاتجاه الصحيح .

وقال الدحدوح :من الواضح ان هناك تيارات لدى حماس و فتح وصلت لقناعة بضرورة اغتنام أي فرصة من اجل ردم الهوة تدريجيا وصولا إلي عودة الحوار الفلسطيني على اعتبار ان الواقع السيئ لم يرحم احد فقطاع غزة بحالة من الحصار و يتعرض لتصعيد يومي و يتسع و بالنسبة للمفاوضات الجارية فهي لا تؤتي ثمارا في الوقت القريب.

و أضاف الدحدوح انه من خلال الاحتكاك مع الناس و في أعقاب الاتصال و الزيارة الرسمية لوفد من حركة فتح لتقديم واجب العزاء للدكتور الزهار فان هذه التطورات قد حركت أملا كاد أن يقتل في قلوب المواطنين بإمكانية عودة اللحمة للبيت الفلسطيني .

ولكن قسما آخر من المواطنين لم ير في الاتصال اية انعكاسات على حياتهم وما زالوا يرون ان السياسية و المصالح لدي الطرفين أهم من الحالة التي وصل الناس لها .

و من جهته قال الصحفي عماد الإفرنجي: أن أصول العلاقات الوطنية و الأخوية تمثلت في اتصال الرئيس محمود عباس بالدكتور الزهار و كان لهذا الاتصال أثره الايجابي علي المواطنين .

و أضاف الإفرنجي أن الأثر الايجابي ما لبث ان تضاءل بسبب تصريحات نبيل عمرو مستشار الرئيس والتي قال فيها بان الاتصال ليس له أي مدلول سياسي و هو مجرد لفته إنسانية .

كما رأي الإفرنجي أن اتصال قيادة فتح بالضفة للتعزية جاء تعزيزا لاتصال الرئيس عباس باتجاه فتح حوار ايجابي و لكنه تساءل لماذا تأخرت قيادة فتح بالقطاع حتى اليوم الثالث لتقديم العزاء .

اما الصحفي موسي ابو كرش فيرى أن مبادرة الرئيس محمود عباس كانت ثمينة و مهمة و لها اثر كبير معتبر إياها خطوة أولي في طريق كسر الحاجز النفسي الذي ساد القطاع بعد الحسم العسكري الذي بادرت إليه حركة حماس في يونيو الماضي.

و أضاف أبو كرش بات كثيرا من الناس يؤكدون ان هذه الخطوة ربما تكون بادرة خير و أمل و تعييد للشعب الفلسطيني لغة الحوار و التفاهم الذي انقطعت أوصاله منذ حزيران الماضي .