نشر بتاريخ: 15/08/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
نابلس- تقرير معا- ما أن تمر من بين تلك الأزقة الضيقة في البلدة القديمة بمدينة نابلس، حتى ينتابك احساس بالانتعاش يناقض حر الصيف الحالي، فكل حجارة المكان باردة وكأنها قصدت تلك البرودة لتجمد في تجويف انحناءاتها تاريخ وقصص من مروا من حارة "العطعوط" التي تشهد أعمال ترميم واسعة للمباني القديمة وأدراجها وأزقتها.
وعلى جوانب الأزقة.. وضعت مقاعد خشبية تعطي فرصة للزائرين أن يلتقطوا أنفاسهم، ومن ثم يمعنوا النظر في عظمة تاريخ المكان وجمال حجارته التي تسر الناظرين، ولا يخفى على أحد ما تركته أعمال الترميم في المكان من اثر واضح لدور ونجاح مشروع "صون الكرامة" الهادف لإعمار البلدات القديمة.
وضمن 11 قصة من برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة في هذا البرنامج، شاركت وسائل الاعلام في مدينة نابلس وبالتنسيق مع مؤسسة "التعاون" في جولة بالبلدة القديمة للمدينة، بعد أن تم إطلاعهم ميدانيآ على المشاريع التي نفذتها المؤسسة من ترميم لعدة أمكان قديمة في البلدة، وتم خلال الجولة لقاء المستفيدين وإبراز آثر هذه المشاريع في تطوير وتقوية البنية التحتية للمدينة، بالإضافة إلى استعرض ابرز قصص النجاح التي حققها المشروع.
مراسلة معا خرجت في جولة زارت خلالها حوش "العطوط" وتحدثت مع المواطنة ابتسام الرطروط (63) عاماً واحدة من بين المستفيدين من مشاريع الترميم التي طالت منزلها وهو حوش عثماني واسع الفناء، وتفوح من زوايه قصص وحكايات سردتها الرطروط وكان من بينها قصة الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما لجئ إلى هذا الحوش ليتوارى عن انظار الاحتلال الاسرائيلي لمدة 14 يوماً في العام 1969، إلى حين أن تم تفجير جزء من الحوش ليصبح خراباً.
وتضيف الرطروط: أن منزل اجدادها اليوم اصبح يشكل مأوى لأبنائها الثلاثة بعد أن تم ترميم المنزل الذي عادت صور التاريخ لتشع من ثنايا حجارته، ليظهر في ابهى صوره كما هي الاحواش الشامية القديمة.
ويشار إلى أنّ الحوش هو شكل تقليدي من أشكال المعمار الشعبي، وهو تجمع لأكثر من بيت لعائلة واحدة، مبني حول مساحة محصورة غير مسبوقة، وعادة ما تملك الحوش عائلة واحدة كبيرة ممتدة تكون في البداية عائلة واحدة وتكبر مع الوقت ويتزوج الأولاد ويعيشون بقرب الأهل، وتشغل كل غرفة أو غرفتين من غرف العقد، وتكون الساحة الداخلية مشتركة، ومع اجتياح الحداثة لفلسطين انتقلت العائلات من البلدات القديمة تاركة وراءها هذه المباني إما للبيع أو الإيجار أو لإعادة ترتيب المساحة.
سامر رنتيسي مدير مشاريع التنمية في الضفة، قال لمراسلة معا إن "التعاون" قدمت حصة كبيرة من المشاريع لمدينة نابلس بعد مدينة القدس ضمن برنامج القدس لاعمار البلدات القديمة.
وأضاف: عملنا في القدس منذ عام 1994، وقمنا بتوقيع اتفاقية مع بلدية نابلس اسفرت عن تشكيل طاقم عمل متكامل لترميم المواقع القديمة.
بدوره، قال رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش لـ معا إن مشروع البلدة القديمة من يعد من أولويات بلدية نابلس لما يشكله من أهمية تاريخية تراثية وسياسية، كون نابلس مدينة قديمة صامدة أمام محاولات طمس الهوية وتحافظ على تاريخها بالإضافة على أنها اساس المقاومة وهي عنوان للثراث الفلسطيني الاصيل الثابت.
وأوضح أن مؤسسة تعاون اليوم وهي من أكبر الداعمين لإحياء البلدة القديمة في نابلس ومن ضمنها حوش العطعوط، مطالباً من الجميع دعم بلدية نابلس ومؤسسة التعاون لمساندة المواطنين في احياء البلدة القديمة كاملة.