القدس - معا - تقرير ميساء ابو غزالة- بعد أن أقدمت جرافات بلدية الاحتلال يوم الثلاثاء الماضي على هدم منزلين لعائلة أبو اسنينة في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، يبدو أن سلطات الاحتلال فتحت الباب على مصراعيه لتنفيذ مخطط هدم "حي البستان"... ما يعيد سكان الحي إلى حالة الخوف والقلق، بعد سنوات من الصمود في وجه مخطط بناء "حديقة الملك على أنقاض منازلهم".
بدأت قضية حي البستان تظهر للعلن عام 2005 بحيث ظهرت مخططات لهدم الحي بأكمله وتهجير سكانه لبناء حديقة توراتية، إلا انه وبضغط شعبي وصمود سكانه وحراك قانوني لم يتم تنفيذ المخطط، أما ما طرأ مؤخرا بهدم المنزلين وتوزيع إخطارات الهدم وتصوير الحي وشوارعه بين الحين والآخر ، فيبدو أن منزل عائلة أبو اسنينه سيكون بداية لهدم الحي بأكمله وتشريد عائلته لصالح مخططات إسرائيلية .. كما قالت لجنة أهالي الدفاع عن أراضي وعقارات بلدة سلوان" .
وفي لقاء مع فخري أبو دياب الناطق الإعلامي للجنة الدفاع عن أراضي وعقارات بلدة سلوان قال ان حي البستان هو قلب سلوان، وهو الحامية والخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى، مضيفا :"هناك ربط بين الحملة الجديدة وبين أحداث الأقصى، فحكومة الاحتلال والبلدية نتيجة تألمهم لما حدث بالأقصى سيعملون على رد الاعتبار بهدم حي بأكمله، والانتقام من المقدسيين لإحراز انتصار على أهالي القدس، وهو عقاب للمقدسيين بعد انتصارهم لكسر شوكة معنوياتهم."
وأوضح أبو دياب أن سكان حي البستان استنفذوا كافة الإجراءات القانونية، واليوم لا يوجد قرارات تجميد أو تأجيل لأوامر الهدم في حي البستان، وحاليا كل الحي مهدد بالهدم في أي لحظة، حيث تعتبر قرارات الهدم سارية المفعول.
ولفت أبو دياب الى أن هدم حي البستان كان أحد وعود رئيس بلدية الاحتلال في برنامجه الانتخابي من أجل إقامة الحديقة الوطنية الإسرائيلية على أنقاضه".
وقال ان مخطط حي البستان أُجّل على مدار ال12 عاماً الماضية من خلال الضغط الشعبي والجماهيري وصمود الناس بمنازلهم ورفضهم كل المخططات البديلة، إلى جانب الحراك القانوني.
وأضاف أن الضغط الدولي اليوم شبه منعدم، فالبيت الأبيض يدعم وبشكل كامل حكومة وسياسات الاحتلال، والمنطقة العربية تعاني من توترات ونزاعات، فيما الفرصة مناسبة لبلدية الاحتلال لتنفيذ هذه المخطط، وقال :"من الممكن أن يكون مخطط البستان والبدء بهدم منازله ورقة يقدمها رئيس البلدية لتحقيق مكاسبه السياسية في الحكومة".
وأشار الى أنه صدر أول قرار وأمر هدم للحي وقع عليه مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي حينها شارون عام 2005، واليوم نتنياهو ربما يريد الهروب من قضايا الفساد التي تلاحقه بإيعازه لبلدية القدس بهدم الحي وإغراء اليمين المتطرف لصرف النظر عن القضايا المتهم فيها.
وأوضح أن حي البستان كان له رمزية خاصة في الصمود والثبات بوجه المخططات الإسرائيلية وعمليات الهدم، وربما يخطط الاحتلال لكسر معنويات المقدسيين
من خلال حي البستان.
وأشار أبو دياب انه تم تقديم مخططات بديلة أمام مخطط البلدية الذي يريد هدم الحي لكن تم رفضها، وآخر المخططات نهاية العام الماضي هو بقاء المنازل مع بناء مرافق عامة في محيطها، لكن البلدية رفضت وأصرت على مخطط الحي بأكمله".
ويزعم الاحتلال أن المنطقة كانت حديقة تجول بها الملك داود وبان الحي "منطقة أرث حضاري تاريخي للشعب اليهودي"، لذلك يصر الاحتلال على هدم الحي بأكمله.
وأوضح أن حي البستان يضم 100 وحدة سكنية، يقطن بها 1570 نسمة ويشكل النساء والأطفال 65% من سكانه، وأن أقدم منزل قائم فيه بني عام 1860، وهناك منازل كثيرة بنيت قبل عام 1948.
وأكد أبو دياب ان مخططات البلدية ستقابل بخطوات تصعيدية وسيتم بناء أي منزل سيهدم وسيعاد بنائه، إضافة الى تنظيم اعتصامات ورباط وللحفاظ عليها، وهذا ما يتم في منزل عائلة أبو اسنينه.
وأكد ان الوحدة واللحمة أهم شيء في هذه المعركة فالاحتلال يريد تشتيت الجهود في الأحياء المقدسية بتخريب الوحدة فيما بينهم.
ولفت أبو دياب أن البلدية تقوم بين الحين والآخر وزدات وبشكل كبير بالآونة الأخيرة بتوزيع اخطارت هدم، لتبقي على حالة الخوف والقلق لدى سكانه، ضمن حرب نفسية تمارسها البلدية على المواطنين في هذا الحي لكسر معنويات ودفعهم للرحيل أو الاستلام للمخططات الإسرائيلية.