السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"اليهودية" تقسّم القدس وتحاصر العلمانيين

نشر بتاريخ: 20/08/2017 ( آخر تحديث: 22/08/2017 الساعة: 14:38 )
"اليهودية" تقسّم القدس وتحاصر العلمانيين
بيت لحم- معا- اعتاد المتحدثون عن تقسم القدس الاشارة الى اليهود والعرب، لكن المدينة مقسمة هذه الايام بين اليهود انفسهم، حسب تعبير الموقع الالكتروني للقناة الثانية العبرية صاحب التقرير المنشور، اليوم الاحد، تحت عنوان "الدين يقسم القدس ويحاصر سكانها"، وجاء فيه: "توصل رئيس البلدية نير بركات مؤخرا الى اتفاق تاريخي تقرر بموجبه تقسيم الاحياء اليهودية في المدينة الى احياء متدينة واخرى علمانية، ولكن كيف يتم تنفيذ هذا الاتفاق في الواقع والخلافات الهائلة والشديدة بين السكان".
وأشار التقرير أنه تقرر وفقا للاتفاق نقل نقل المدرسة الحكومة في مستوطنة "النبي يعقوب" الى ايدي المتدينين "الحرديم"، فيما تحافظ مستوطنة "بسغات زئيف" على طابعها العلماني بل سيجري تعزيز وتطوير هذا الطابع وتعميقه، وستبقى التلة الفرنسية علمانية وسيجري نقل التلاميذ المتدينين الى مدارس مستوطنة "راموت" القريبة، والتي مرت خلال السنوات الأخيرة عملية "تديين" انتهت بتقسيم المستوطنة الى جزئين، واحد علماني وآخر متدين وسيتم تعزيز المدارس الدينية والتعليم الديني فيها الى جانب تعزيز التعليم العلماني.
وسيجري المحافظة على الطابع الديني الصهيوني لـ "غفعات مردخاي" وفقا لهذا الاتفاق وسينقل "الحرديم" اطفالهم واولادهم الى مدارس "بيت فغان" القريبة، فيما تعتبر "كريات اوفيل" أكبر العقبات واشد الخلافات وستحافظ باغلبيتها على طابعها العلماني، وسيجري افتتاح رياض اطفال "للحرديم" فيها على أن يتم فتح مدارس ما سيدفعهم للذهاب الى المدارس الدينية في "بيت فغان"، وسيحتفظ العلمانيون في هذا الحي بأخر قطعة ارض فارغة صالحة للبناء، في حين ستبقى مستوطنة "غيلو" بطابعها العلماني سوا الحي المعروف "غيلو 1" الذي سيتحول الى حي "حرديم".
ويستمر التقسيم وفقا "للدين" ليشمل جميع المناطق والمستوطنات والمدارس ورياض الاطفال والملاعب والشوارع وكل ما هو قائم في القدس، وهذا الوضع لم يرض المتدينين "الحرديم" الذين يدعون بأن الكثير منهم تركوا الاحياء السكنية المخصصة لهم، بسبب ارتفاع اسعار الشقق والاراضي فيما يدعي العلمانيون أن المتدينين يحاصرونهم ويشددون عليهم مجالات الحياة كلها.
ويقول ايرز كوهين احد سكان "كريات اوفيل" إن "المتدينين يتركون الاحياء المتدينة بسبب النقص في الشقق السكنية وارتفاع اسعارها، وهذا يزيد الاحتكاكات داخل الاحياء التي غيرت طابعها وانتقلت من طابع الى آخر، بصفتي اسكن منذ 16 عاما حين اخرج مع كلبتي وزوجتي واطفالي للتنزه، يصيحون علي بأقذع الاوصاف ويلقون علينا الحجارة، الامر الذي يستفزني ويثيرني وهذه المنطقة آخر قلاعنا كعلمانيين، انهم يحاصروننا".
وفي تعقيب على اخلاء مدرسة "نافيه تسيون" في حي "بيت فغان" من قبل البلدية لتحويلها الى مؤسسة دينية "حرديم"، قال ارييه بيطن وهو أب لابنتين تدرسان في هذه المدرسة "من الصعب علي رؤيتهم وهم يخرجوننا من هنا للمرة الثانية خلال عشرة سنوات فقط، لأن هذه المنطقة تم تخصيصها للحرديم وهم يقومون بذلك بطريقة سرية وغير محترمة، نحن بصفتنا من المتدينين الوطنيين لا نجد لنا مكان في القدس، ونستعد لايجاد مكان مناسب لنا خارج المدينة".