نشر بتاريخ: 20/08/2017 ( آخر تحديث: 20/08/2017 الساعة: 15:51 )
القدس- معا- وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من الكنيسة الارثوذكسية البلغارية ضم عددا من الاساقفة ورؤساء الاديار والكهنة كما واساتذة كلية اللاهوت الارثوذكسية في صوفيا، وقد وصلوا الى فلسطين الارض المقدسة في زيارة حج تستغرق عدة ايام حيث سيشاركون في عيد رقاد السيدة العذراء يوم 15 اب شرقي الموافق 28 اب غربي.
وقد حضر الوفد القداس الالهي الذي اقيم صباح اليوم في كنيسة القيامة ومن ثم كان لهم لقاء روحي مع المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس.
المطران رحب بالوفد الكنسي البلغاري الاتي الينا من العاصمة البلغارية صوفيا مؤكدا بأن هذه الزيارات انما تحمل الطابع الروحي والكنسي والوجداني كما انها تأتي تأكيدا لتعلق ابناء كنيستنا في سائر ارجاء العالم بمدينة القدس ومقدساتها هذه المدينة التي تعتبر بالنسبة الينا قبلتنا الاولى والوحيدة وحاضنة اهم مقدساتنا.
وقال المطران في كلمته بأنكم تعرفون جميعا اهمية القدس في التاريخ المسيحي فمن هنا كانت الانطلاقة ومن هنا انطلق الرسل الى مشارق الارض ومغاربها لكي يبشروا بقيم الانجيل، في هذه الارض المقدسة تقع اهم الاماكن المرتبطة بحياة المخلص فكنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم كما وسائر المزارات والاماكن المقدسة الاخرى انما تدل وتشير الى اهمية هذه البقعة المقدسة من العالم في الايمان والتاريخ والتراث المسيحي ولذلك فإن كنيستنا تسمى ام الكنائس ومع احترامنا للمراكز الروحية المسيحية الكبرى في مشارق الارض ومغاربها تبقى القدس هي المركز الروحي الاول والاعرق والاقدم. نتمنى من الكنائس الارثوذكسية في عالمنا بأن يلتفتوا الى مدينة القدس وان يعبروا دوما عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب مدينتنا المقدسة التي يستهدفها الاحتلال ويستهدف مقدساتها وابناء شعبها.
وأضاف المطران حنا "نفتخر بارتباط القدس بالمسيحية ولكننا نحترم مكانتها الدينية والروحية في الديانات التوحيدية الثلاث فهي مدينة يكرمها المؤمنون في الديانات الابراهيمية التوحيدية الثلاث ونحن بدورنا نحترم خصوصيتها واهميتها وفرادتها ونرفض السياسات الاحتلالية الظالمة التي تسعى لطمس معالم مدينتنا وتشويه صورتها وتزوير تاريخها وابرازها وكأنها مدينة يهودية اسرائيلية فحسب دون الاخذ بعين الاعتبار اهميتها في الديانتين المسيحية والاسلامية".
وتابع: "نحترم الديانة اليهودية كما وسائر الديانات الموجودة في عالمنا وان كنا نختلف معها عقائديا وايمانيا ولكننا نقر بوجودها ونرفض ان يعامل اي انسان بعنصرية بسبب انتماءه الديني ولكن مشكلتنا في فلسطين مع الحركة الصهيونية ومع الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى لبسط سيطرته على القدس وطمس المعالم العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية، لم يكن العرب والفلسطينيين بشكل خاص معادين لليهود ولكن عدائنا هو للصهيونية وللاحتلال ولممارساته القمعية بحق شعبنا الفلسطيني".
وقال: "نتمنى منكم ان تلتفتوا الى فلسطين الارض المقدسة وان تنادوا دوما بتحقيق العدالة والحرية لشعبنا الفلسطيني ، نتمنى ان نسمع صوتا ارثوذكسيا واضح المعالم في عالمنا رافضا للاحتلال وممارساته وقمعه وهمجيته وعنصريته ، لا يجوز ان تتأثر الكنائس المسيحية في عالمنا بأية ضغوطات سياسية تأتي من هنا او من هنالك فمواقفكم يجب ان تكون مستندة على قيم الانجيل المقدس ومن انتمى للانجيل وقيمه انحاز للمعذبين والمظلومين في هذا العالم وكان نصيرا لكل انسان يعاني من الظلم والقمع والعنصرية. ان انحيازكم للشعب الفلسطيني هو انحياز لقيم الانجيل الذي يحثنا دوما على ان نكون مدافعين عن حقوق الانسان ورافضين للمظالم التي ترتكب بحق اي انسان ايا كان دينه وايا كانت خلفيته الثقافية او الفكرية".
ووضع المطران الوفد في صورة الواقع الارثوذكسي في مدينة القدس وخطورة ما نمر به من احوال كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
اما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته ووضوح رؤيته.
بدورهم قال أعضاء الوفد إنهم يعرفون جيدا ما يحدث في مدينة القدس كما ان الكنائس الارثوذكسية الاخرى تعرف ذلك ايضا ، فالصورة واضحة وضوح الشمس لاولئك الذين لم يفقدوا بصرهم وبصيرتهم، أما اولئك الذين فقدوا بصرهم وبصيرتهم وقبل ذلك فقدوا ضميرهم فإنهم يروا الصورة بشكل مختلف.
وأكدوا أن زيارتهم لمعاينة الوضع عن كثب "ونحن مهتمون بما يحدث في مدينة القدس والشعب البلغاري هو شعب صديق للشعب الفلسطيني كما ان الكنيسة البلغارية هي كنيسة وطنية بامتياز تتفهم معاناة الشعوب الاخرى والامها وما تمر بها ، واذ نحن نعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني نؤكد اهتمامنا ورغبتنا الصادقة بالمحافظة على الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ورفضنا لاية سياسيات هادفة لاضعاف وتهميش هذا الحضور التاريخي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم"، كما قدم المطران حنا للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وبعض الايقونات التذكارية.