التميمي يؤكد استحالة تحقيق أي تقدم في مجال التعاون بين الحضارات إلا بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية

القدس- معا- عاد الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي إلى أرض الوطن قادماً من إسبانيا؛ بعد مشاركته في مؤتمر "تحالف الحضارات" الذي عقد مؤخراً في مدريد بدعوة من رئيس وزراء إسبانيا ورئيس وزراء تركيا والأمين العام لهيئة الأمم المتحدة.

وشارك في جلسات عمل المؤتمر رؤساء دول ورؤساء وزارات ووزراء ورجال دين وعلماء وناشطين في مجال حقوق الإنسان وأكاديميين من ثمانين دولة.

وتحدث الدكتور التميمي في الجلسة الثالثة للمؤتمر حول تأثير الإسلام الإيجابي على الحضارة الغربية، ودعوة القرآن الكريم جميع الناس على اختلاف توجهاتهم الفكرية والدينية إلى التعارف فيما بينهم وتبادل الخبرات والمعارف والعلوم لإسعاد البشرية ونبذ الحروب؛ مما يجعل هذه التعددية مصدراً لإغناء التعاون بين الحضارات المختلفة وليس سبباً للصدام بينها، مشيراً إلى أن دعاة حتمية الصدام بين الحضارة الإسلامية والغربية أمثال صموئيل هنتنجتون يسعون إلى استغلال تنوع الحضارات لتأجيج الصراع بينها بقصد الهيمنة على الشعوب ومقدراتها وثرواتها.

وأطلع قاضي القضاة المشاركين في المؤتمر على ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من مساس بحرمة المقدسات في فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، وما ترتكبه من مجازر بشعة في قطاع غزة، والآثار الكارثية لجدار الفصل العنصري والاستيطان، ومصادرة الأراضي على نطاق واسع وإقامة المستوطنات مما حول حياة الشعب الفلسطيني إلى جحيم لا يطاق، ووضح ما تقوم به من سياسة الاعتقالات والاغتيالات والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق تقدم في مجال تحالف الحضارات والتعاون فيما بينها إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبالأخص مدينة القدس؛ لما تمثله من مكانة روحية حيث إنها أرض الحضارات ومهد الرسالات السماوية.