السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسباب وراء قوة الاعصار "هارفي"

نشر بتاريخ: 28/08/2017 ( آخر تحديث: 30/08/2017 الساعة: 10:38 )
الاسباب وراء قوة الاعصار "هارفي"

بيت لحم -معا - تقرير قصي الحلايقة- تشكل الظواهر الجوية المتطرفة خطراً كبيراً على كافة الأصعدة، تهدد حياة السكان من جهة، وتعمل في بعض الأحيان على تدمير المنشآت والمباني السكنية، وتضر بالزراعة وبالاقتصاد بشكل كبير.

الاعصار هارفي كان المشهد بأكمله في موسم الأعاصير الحالي، فقد ضرب ولاية تكساس في جنوب الولايات المتحدة، وتسبب بخسائر اقتصادية باهضة تقدر بأكثر من 40 مليار دولار وفقاً للتقديرات الأولية، حيث اصطدمت مصافي النفط ومصانع التكرير بالرياح العاتية المصاحبة، ثم داهم الاعصار المناطق السكنية وصاحب الاعصار هطول شديد للأمطار، ووصلت هبات الرياح الى 215 كم/ ساعة نتيجة هبوط الضغط الجوي بشكل كبير، ولذلك، صنف الاعصار بأنه من الدرجة الرابعة، والتي تنذر بكارثة في حال استمر طويلاً.

استفاد الاعصار هارفي من ارتفاع حرارة سطح المياه في خليج المكسيك الى أكثر من 26 درجة مئوية، متجاوزة بذلك معدلاتها العامة، وبسبب توافر الظروف الملائمة، نشأت عاصفة رعدية صغيرة نتيجة ارتفاع التيارات الهوائية الدافئة الرطبة الى اعلى، واصطدامها في طبقات الغلاف الجوي العليا بهواء بارد، ما أدى الى تكاثفها، وبالتالي تشكل الغيوم الركامية، ونتيجة الحرارة الكامنة الناتجة عن عملية التكاثف، واستمرار تدفق التيارات الصاعدة بالتزامن مع هبوط الضغط الجوي، تزايدت قوة العاصفة، وبدأت التيارات تصعد بقوة يقابلها هبوط، وعليه، بدأ دوران العاصفة، وتشكل المركز، واشتدت الى اعصار من الدرجة الاولى.


وأظهرت تحليلات جديدة، أن ظاهرة بحرية تسمى الداومة المركزية الدافئة، كانت سبباً في زيادة قوة الاعصار هارفي في منطقة خليج المكسيك، وقد التفت الى هذه النقطة عالم الارصاد الجوية الأمريكي نيك شاي، ما يعني تغذية الاعصار بالمزيد من بخار الماء والحرارة، وانخفاض الضغط بصورة اضافية، وتقارب خطوط الرياح وتزايد قوتها.

وامتد تأثير الاعصار من الطبقات السطحية الى طبقات الجو العليا، وعملت الرياح العلوية على توجيه مسار الاعصار باتجاه سواحل تكساس، وبسبب حفاظها على قوتها وعدم تغير خصائصها، حافظ الاعصار على شدته حتى توغل مسافة في اليابس، قبل أن يفقد مصدر القوة وهو بخار الماء، ويبدأ بالتراجع الى عاصفة قوية، حاملة معها كميات كبيرة جداً من الهطولات المطرية والعواصف الرعدية.


ولدى بحث " طقس الوطن " عن أسباب أخرى لتزايد قوة الاعصار هارفي، قال العالم الأمريكي نيك شاي - الجملة منقولة عن الجزيرة - " أن الدوامات الدافئة تتشكل عندما تلتقي حافة تيار دافئ من المحيط تجري بين كوبا والمكسيك حلقة من مياه عميقة دافئة نحو خليج المكسيك، فتتحرك هذه الحلقات الدافئة من المياه ببطء من الشرق إلى الغرب، وعندما يتواجد إحداها في الخليج خلال موسم الأعاصير "تحدث المشاكل"، وذلك أن الدوامات المركزية الدافئة يمكن أن تكون بعمق 300 إلى 400 قدم، مما يوفر دفئا أكثر من كاف لتغذية الإعصار".