الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة على شفير الكارثة.. محطات توزيع الوقود اغلقت ولا كهرباء مع حلول الليل- الموت وسوء التغذية يهددان الاطفال والمرضى

نشر بتاريخ: 20/01/2008 ( آخر تحديث: 20/01/2008 الساعة: 12:43 )
غزة- معا- قال إسماعيل أبو شمالة، رئيس مجلس إدارة شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة إنه وخلال الساعات القادمة ستحل كارثة انسانية في قطاع غزة بانقطاع التيار الكهربائي من محطة التوليد بسبب عدم وصول الوقود للمحطة نتيجة اغلاق المعابر، مما سيؤثر سلباً على إمدادات مياه الشرب ومضخات الصرف الصحي والعمليات الخاصة في المستشفيات وخاصة لمرضى الفشل الكلوي.

وقال في تصريحات وصلت "معا" منه نسخة منه:"ان محطة التوليد التي كانت تزود شركة التوزيع بـ 67 ميغاوات تراجع إمدادها الى 50 ميغاوات ثم 40 ميغاوات واخيراً 30 ميغا وات، ومن المنتظر ان يصبح صفراً اذا توقف الامداد بالوقود وان وضع الطاقة في غزة يعاني نقصاً في إمدادات الطاقة اصلاً ، حيث ان حاجة القطاع تصل 227 ميغاوات، فمحطة التوليد كانت تزودنا بـ 67 ميغاوات بالاضافة الى 17 ميغاوات من الجانب المصري و110 من الجانب الاسرائيلي، أي ما مجموعه 194 ميغا وات بنقص مقداره 33 ميغاوات عن حاجة القطاع، فاذا اضيف الى هذا النقص توقف المحطة عن الامداد بالطاقة أي بنقص 67 ميغاوات اخرى فيكون النقص في امدادات الطاقـة 100 ميغـا أي حـوالي نصف الطاقة المطلوبة.

بدورهم حذر اقتصاديون فلسطينيون من كارثة انسانية وشيكة ستحل بقطاع غزة, بعد منع ادخال الغذاء والوقود الى القطاع منذ الخميس الماضي.

وأعلنت مستشفى غزة الأوروبي اليوم عن وقف كافة العمليات الجراحية ما عدا الطارئة منها لعدم توفر الوقود والانقطاع الدائم والمستمر للتيار الكهربائي.

وقال مدير العلاقات العامة بالمشفى كمال موسى لـ "معا" ان المشفى قرر اليوم وقف العمليات الكبرى والعمليات بالمناظير والعمليات النهارية الجراحية وكل انواع العمليات ما عدا الطارئة منها وذلك بسبب نفاد الوقود وعدم وجود أي مخزون للمحروقات داخل المشفى.

كما قررت المشفى وقف استدعاء الاطباء والمرضى بالسيارات التابعة لها وذلك بسبب عدم توفر الوقود أيضاً واعلنت ان هذا الوضع سيتستمر إلى حين توفر الوقود.

وأعلنت محطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع عن توقف عمل كافة المولدات في الثامنة من مساء اليوم لعدم توفر الوقود, ويأتي هذا الاعلان بعد أن تم ايقاف العمل فعليا بنصف طاقة المحطة, ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن اجزاء كبيرة من القطاع.

وفي ذات السياق أغلقت 180 محطة لتوزيع المحروقات في القطاع ابوابها, وعاد مئات المواطنين ادراجهم بعد أن هرعوا لتلك المحطات للتزود بالغاز المنزلي ووقود الطبخ.

كما اعلن الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية عن إغلاق كافة مصانع القطاع والبالغ عددها 3900 مصنع بما فيها مصانع الأغذية وذلك بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال محسن ابو رمضان خبير اقتصادي في القطاع, إن منع ادخال الغذاء والوقود الى القطاع سيعمل على تعميق الازمة الانسانية الموجودة في غزة.

وأكد أن تشديد الحصار في الاونة الاخيرة سيضاعف من معدلات الفقر والبطالة, الى جانب تعطل عمل المستشفيات, وفقدان الطعوم الخاصة للاطفال مما سيزيد الكساح بينهم.

وأشار الى أن منع ادخال المواد الغذائية الى القطاع سيؤدي الى تفاقم سوء التغذية بين الاطفال, مذكراً بأن 80% من سكان القطاع البالغ عددهم اكثر من مليون ونصف مواطن يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقدمها الوكالات الدولية.

من جانبها ناشدت اللجنة الشعبية لمقاومة الحصار بغزة العالم اجمع التدخل لوقف الكارثة الانسانية التي ستحل بالقطاع اذا استمر الحصار الخانق المفروض عليه.

وكانت اللجنة اعلنت اليوم وفاة الضحية الثانية والسبعين بسبب الحصار نتيجة لقلة العلاج والادوية في مستشفيات القطاع, وعدم فتح المعابر لتمكين المرضى من تلقى العلاج خارج القطاع.

تقرير اخباري:
__________
دخلت محافظات غزة يوماً جديداً جراء تلاشي السلع الإنسانية يوماً بعد يوم، فقد باتت أرجاء عديدة بالقطاع مساء الليلة الماضية بلا كهرباء، في حين أغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي كافة المعابر المحيطة بالقطاع مانعة بذلك شاحنات الغذاء والدواء والمواد الأساسية التي تحملها وكالة الغوث إلى مليون ونصف المليون نسمة محاصرين في قطاع غزة.

واعلن الاحتلال وقف تزويد قطاع غزة بالوقود مما اسفر عن إغلاق العديد من محطات الوقود أبوابها أمام المواطنين ووضعت شعار "لا يوجد بنزين" و"لا يوجد سولار" عدا عن الغاز الذي تحتاجه منازل القطاع والذي بدأ بالنفاد الفعلي من محطات الوقود، ويلحظ إغلاق معظم المخابز في قطاع غزة التي تعتمد بشكل أساسي على الغاز، ولزم المواطنون منازلهم لعدم القدرة على التنقل في ظل حالة الحصار والقصف اليومي الذي يطال المدنيين الآمنين في المنازل.

من جانبه قال م. كنعان عبيد نائب رئيس محطة الطاقة بغزة أن المحطة ستوقف كافة المولدات بدءا من الساعة الثامنة مساء اليوم مما يعني ان الكهرباء ستتوقف بالكامل عن أرجاء كبيرة وواسعة من قطاع غزة لا سيما مدينة غزة نظرا لتوقف توريد الوقود لغزة ولعدم وجود مخزون استراتيجي منه بالقطاع.

وقال ان الاعتماد سيكون بدءاً من الان على خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تغذي مناطق في شمال القطاع والتي تعرض بعضها للقطع والتدمير بفعل الاجتياحات الاسرائيلية.

تحذير من كارثة انسانية
__________________
حذرت اللجنة الشعبية لكسر الحصار الاسرائيلي من كارثة حقيقة ستحل باكثر من مليون ونصف مواطن فلسطيني خلال الايام القليلة بسبب استمرار الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة.

وحذر جمال الخضري عضو في اللجنة من تفاقم ازمة الوقود قائلا "محطات الوقود والغاز ستتوقف عن العمل خلال الساعات القليلة القادمة", مشيرا الى ان هناك اكثر من 65% تحت بند البطالة و72حالة مرضية توفيت خلال 72 يوماً و80% تحت خط الفقر, موضحا ان المعاناة تبدا من شح المواد الغذائية وتنتهي بموت الانسان امام اهله- على حد تعبيره.

واعتبر الخضري خلال مؤتمر عقده بغزة اليوم سياسة الاغلاق المستمر للمعابر وتقليص كميات الوقود الى محطات القطاع بالعقاب الجماعي المناقض لجميع الاتفاقيات الدولية, واصفا الاوضاع بالكارثية.

واوضح ان اكثر من مليون مواطن فلسطيني يعتمدون على معونات ومساعدات وكالة الغوث للاجئين "الاونروا " والتي توقفت اليوم عن تقديم المعونات بسبب اغلاق الاحتلال للمعابر, مطالبا المؤسسات الانسانية والجقوقية والدولية بالتدخل الفوري لايجاد حل جذري لقضية الحصار الانساني والاقتصادي على القطاع.

كما وطالب الخضري جمهورية مصر العربية بان تبذل جهودا "غير عادية" لاعادة فتح معبر رفج الحدودى قائلا: "معبر رفح يمثل اغاثة للشعب الفلسطيني من خلاله يدخل الادوية والوقود ويسافر المرضى لتلقي العلاج" موضحا ان غزة لابد التعامل معها باعتبارها منطقة منكوبة تعاني من ويلات الحصار الاسرائيلي.

واعرب عن اسفه الشديد لغياب دور الؤسسات الانسانية والحقوقية الدولية بالوقوف بجانب معاناة الشعب القلسطيني نتيجة الحصار الاسرائيلي عل القطاع, مناشدا كافة وسائل الاعلام بان تستمر في رسالتها باعطاء حيز من عملها لقضية الحصار في غزة من اجل ابراز معاناة الشعب الفلسطيني للعالم العربي والدولي", مضيفا "شعبنا سيستمر فى الصمود والصبر لكن نحن بحاجة لمقومات تساعدنا على الصمود ".